...

الكلام .. طعام محترق

»  الكلام .. طعام محترق
مدة القراءة: 3 دقائق

كثيرا ننادي ب هنا والآن ... لأنفسنا ولكل الناس ..
وعندما تفكرت في هذه الآية " فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) ...
و عندما قارنتها ب هنا والآن .. و بربط هذا الأمر الإلهي "الصوم عن الكلام " بتحقيق المعجزات للفرد ..وما معنى " هنا والآن " ؟
وما الهدف المنشود من الصوم ؟
لو انتبهنا قليلا لوجدنا ان معظم مشاكلنا تاتي من كثرة الكلام بل افضل مسمى لنا هو اهل الكلام ..فعندما نتشاجر مع أحد بسبب كثرة الكلام يزداد الامر سوء
و لو تسامرنا مع العائلة او شخص وانتبهت لكلامك لوجدت أن كلامك لا يخلو من الأذي لغيرك ..و لو جلسنا نشاهد التلفاز سنلقي من الكلام المسيء مايكفي لافساد ما نشاهده وما يقدم من سوء ..
ولو جلست بخلوتك وانتبهت لما تتحدث به بداخلك سواء عن الناس او عن نفسك ستجد انه أسوء الكلام والظنون والافكار
ولو جلست تفكر بأهدافك لوجدت بحديثك الداخلي من الكلام ما يبقيك عاجزا عن الحركة لتشرب الماء .. فتتوقف وتؤجل وتماطل في الوقت ما يضيع العمر ويبقيك منتظرا أسيرا لكلامك الداخلي ..
لذلك أمرنا بالصوم .
أي وحسب تصوري بمعناها العميق هي : الصوم عن الحديث الخارجي مع الناس و عن الحديث مع نفسك أيضا لتوقف سيل الاخطاء التي ترتكبها بكلامك .. فعندما تتوقف عن الكلام مع الناس أو نجعله بالحد الأدني اليومي او حتى المزاح الذي يلقي بسمومه على الىخرين بطريقة قد تبدو لطيفة ..تلقائيا تقل الخلافات ويقل سوء الفهم ويقل الحزن المتبوع لما سبق وتقل الصراعات في حياتك ..مما يجعلك تنعم بالسلام والسعادة
وعندما تصمت عن الكلام بداخلك ستجد أنك فور تفكيرك بهدف أو أمنية ستبدأ حيز البحث والتنفيذ فأنت لم تتكلم بداخلك كثيراً عنه مما جعل منك منطلقاً نحو التنفيذ دون عوائق ومحبطات .
وهنا والأن هي الصوم للرحمن ..والتي تريد منك التركيز بما أنت فيه الآن أي صوما داخلياً عن الكلام في الماضي ..في الاهداف ..في الناس .
ولا ننسى ان كثرة الكلام هي نفس حالة الارسال الدائم للدماغ بموجة بيتا ..فانت مرسل طوال الوقت فلا وقت للاستقبال وهي كمن يضع البذر في الأرض وبفتح عليها صمام المياه دون توقف فتموت البذرة وتفسد الأرض .
لذلك فالصوم هو طوال العام وليس في شهر محدد ..فغن تبعه صيام كانت الجدوى أكبر وعلى كل المستويات و غن لم يكن شرطاً
لذلك تجد قول رسول الله "صوموا تصحوا " فحسب تحليلي الصحة ليست في الجسد فقط بل بصحة اهدافنا ونجاحنا في تحقيق معجزاتنا الخاصة فالصحة في المال والعافية والبال والعلاقات ..
لتنتبه على الناس في شهر رمضان يمارسون الصيام ولا يمارسون الصوم ولاشيء جديد في حياتهم ولم يصحوا في شيء بل يزدادوا سوءا بعد الافطار من نهم غير عادي في الكلام و الطعام والسهرات والحال العام كما هو بل والنوم الطويل في النهار .والغضب العارم لمن هو في العمل .
فكثرة الكلام " برأي " الداخلي والخارجي سبب لمعظم المشكلات وهو كالطعام المحترق الذي لا جدوى لا جدوى منه سوى رائحته الخانقة والتي تعيق الحركة . فمن أتقن الصوم أتقن الصيام .... صوموا تصحوا
عيشها صح
غادة حمد

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    الكلام .. طعام محترق

    مدة القراءة: 3 دقائق

    كثيرا ننادي ب هنا والآن ... لأنفسنا ولكل الناس ..
    وعندما تفكرت في هذه الآية " فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26) ...
    و عندما قارنتها ب هنا والآن .. و بربط هذا الأمر الإلهي "الصوم عن الكلام " بتحقيق المعجزات للفرد ..وما معنى " هنا والآن " ؟
    وما الهدف المنشود من الصوم ؟
    لو انتبهنا قليلا لوجدنا ان معظم مشاكلنا تاتي من كثرة الكلام بل افضل مسمى لنا هو اهل الكلام ..فعندما نتشاجر مع أحد بسبب كثرة الكلام يزداد الامر سوء
    و لو تسامرنا مع العائلة او شخص وانتبهت لكلامك لوجدت أن كلامك لا يخلو من الأذي لغيرك ..و لو جلسنا نشاهد التلفاز سنلقي من الكلام المسيء مايكفي لافساد ما نشاهده وما يقدم من سوء ..
    ولو جلست بخلوتك وانتبهت لما تتحدث به بداخلك سواء عن الناس او عن نفسك ستجد انه أسوء الكلام والظنون والافكار
    ولو جلست تفكر بأهدافك لوجدت بحديثك الداخلي من الكلام ما يبقيك عاجزا عن الحركة لتشرب الماء .. فتتوقف وتؤجل وتماطل في الوقت ما يضيع العمر ويبقيك منتظرا أسيرا لكلامك الداخلي ..
    لذلك أمرنا بالصوم .
    أي وحسب تصوري بمعناها العميق هي : الصوم عن الحديث الخارجي مع الناس و عن الحديث مع نفسك أيضا لتوقف سيل الاخطاء التي ترتكبها بكلامك .. فعندما تتوقف عن الكلام مع الناس أو نجعله بالحد الأدني اليومي او حتى المزاح الذي يلقي بسمومه على الىخرين بطريقة قد تبدو لطيفة ..تلقائيا تقل الخلافات ويقل سوء الفهم ويقل الحزن المتبوع لما سبق وتقل الصراعات في حياتك ..مما يجعلك تنعم بالسلام والسعادة
    وعندما تصمت عن الكلام بداخلك ستجد أنك فور تفكيرك بهدف أو أمنية ستبدأ حيز البحث والتنفيذ فأنت لم تتكلم بداخلك كثيراً عنه مما جعل منك منطلقاً نحو التنفيذ دون عوائق ومحبطات .
    وهنا والأن هي الصوم للرحمن ..والتي تريد منك التركيز بما أنت فيه الآن أي صوما داخلياً عن الكلام في الماضي ..في الاهداف ..في الناس .
    ولا ننسى ان كثرة الكلام هي نفس حالة الارسال الدائم للدماغ بموجة بيتا ..فانت مرسل طوال الوقت فلا وقت للاستقبال وهي كمن يضع البذر في الأرض وبفتح عليها صمام المياه دون توقف فتموت البذرة وتفسد الأرض .
    لذلك فالصوم هو طوال العام وليس في شهر محدد ..فغن تبعه صيام كانت الجدوى أكبر وعلى كل المستويات و غن لم يكن شرطاً
    لذلك تجد قول رسول الله "صوموا تصحوا " فحسب تحليلي الصحة ليست في الجسد فقط بل بصحة اهدافنا ونجاحنا في تحقيق معجزاتنا الخاصة فالصحة في المال والعافية والبال والعلاقات ..
    لتنتبه على الناس في شهر رمضان يمارسون الصيام ولا يمارسون الصوم ولاشيء جديد في حياتهم ولم يصحوا في شيء بل يزدادوا سوءا بعد الافطار من نهم غير عادي في الكلام و الطعام والسهرات والحال العام كما هو بل والنوم الطويل في النهار .والغضب العارم لمن هو في العمل .
    فكثرة الكلام " برأي " الداخلي والخارجي سبب لمعظم المشكلات وهو كالطعام المحترق الذي لا جدوى لا جدوى منه سوى رائحته الخانقة والتي تعيق الحركة . فمن أتقن الصوم أتقن الصيام .... صوموا تصحوا
    عيشها صح
    غادة حمد

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين