المشاعر ليست مقياسا دقيقا للحكم على الأحداث لأن هذة هي مهمة العقل، فمن لا يملك عقله لا يملك مشاعره والعكس صحيح
في كثير من الأحيان ترى الناس تطلق الأحكام وتتخذ المواقف بناء على ما تشعر به تجاه حدث معين، خصوصا تلك الشعوب الطفولية العاطفية. يعتقد الإنسان أن مشاعره حقيقية وصادقة ويشعر بالحرقة ويكتوي بنار القهر بناء على مشاعر متهيجة.
سبب تهيج المشاعر هو ضمور العقل وعدم قدرة ذلك الإنسان على إستخدام عقله للحكم على الأشياء. بينه وبين نفسه يعيش دراما والم شديدين بينما لو حللنا الموقف لوجدنا أنه لا يستدعي تلك المشاعر وذلك الحكم الجائر.
الأحداث التي تحدث في الحياة المقياس الأول لها هو العقل. يرى الحدث على حقيقته وبناء عليه يطلق أحكامه المتناسبة والحدث. أما دور المشاعر فهو شخصي تماما ولا علاقة له بالأحداث الخارجية. فدور المشاعر هو خلق واقع معين في حياة الإنسان وليس دورها الحكم على الأحداث. بعد أن يخلق الإنسان الحدث بمشاعره، يحكم عليه بعقله.
ستقول ولكنها أحداث أنا لم أخلقها. نعم فأنت لا تستطيع خلق كل الأحداث، لكن تبقى مسؤليتك الحكم عليها بالعقل.
يجب على الإنسان أن يفكر ويرى ما يعنيه ذلك الحدث فعلا وكيف سيتصرف بحيث يحقق أكبر مكاسب بأقل جهد أو يخرج من الحدث بأقل أضرار؟ هنا هو بحاجة للعقل لكبح جماح المشاعر المتهيجة كي لا تفسد عليه عقله وبالتالي رأيه.
لكن كيف نفعل ذلك؟ بالتدريب المستمر. كل حدث يحدث في حياتك هو فرصة لزيادة التحكم في مشاعرك عن طريق إبعادها من الموقف والتفكير المنطقي في حل للمشكلة.
مع مرور الوقت وتكرار التجارب ستكتسب القدرة على تحييد مشاعرك والحكم على الأحداث بعقلك. هي عملية تنظيم للداخل. عندما تكون منظما ومرتبا من الداخل ستجد أنك تستخدم المشاعر للتواصل مع الآخرين أو لخلق واقع جديد، بينما تبقى مهمة العقل للإستخدام في حالات محدودة فقط عند ظهور مشكلة تحتاج لتفكير هادئ ومحايد وغير ملوث بالمشاعر للوصول إلى حل.