مالذي حدث في العقول حتى جعلت من الناس سكارى و ما هم بسكارى ..مالذي أوقف العقل العربي و الضمير عن العمل معاً ... لو اتفقنا على ان هناك متآمرين عبثوا عامدين متعمدين بديننا ..فهل وصل العبث الى قلب كل مسلم بحيث لا يتواني أن يتفكر للحظة عن مرجعه الاساسي الذي يأخذ منه أحكامه و تشريعاته التي يبني عليها حياته طولاً و عرضاً ..فهل تآمر على نفسه هو أيضا ..و ما مصلحته من هذا التآمر .. لو سألنا سؤال بسيط .. كم شخص في الوطن العربي يقتني مجلدات البخاري التي هي مرجع المسلمين الروحي في بيته وقام بمراجعته واكتشاف ما فيه .. و هو الذي يصفق طوال النهار و يتغنى بذلك الحديث و ذلك الأمر ..
حسناً .. سؤال أبسط . كم شخص رأي مجلدات البخاري بعينه صدفة أو سعى لرؤيته في مكتبة أو دار علوم مثلا ً ..
بينما القرآن الكريم في حوزتهم و يملأ رفوف منازلنا يغطي معظمها الغبار ..لتزين بها مكاتب بيوت المسلمين متباهين بوجودها كرمز يعلق في كل بيت ..وفي الواقع مصدر تشريعهم كتاب لشخص بشري قد يصيب و يخطأ ..وإن أصاب هو هل تعهد الله بحفظ كتاب البخاري من أيدي العابثين و المستهترين بدين الله عبر العصور التي خلت والأزمان .. وهل طلب الله من المسلمين اقتناء كتاب البخاري في بيوتنا أم كان كتاب الله هو المرجع الاساسي المحفوظ في الصدور قبل رفوف منازلنا ..
الامر الأكثر غرابة انهم ياخذون التشريع على عماهم وينادون به ولا يستطيعون تطبيقه ..فهل كان التشريع صعباً للدرجة التي يخالف بها معظم الناس دينهم ولا يستطيعون سوى تأييد صحته ام ان هناك خللاً ما .. ألم يفكروا بالبحث عن هذا الخلل ..
و إن جئنا بمثال مما ورد في البخاري بحكم رجم الزناة ..والاستشاد بقصة إمراة ذهبت لتعترف بنفسها عن الزنى حتى يرجمها رسول الله ... هل يعقل ان تعترف امراة على نفسها لتلقي بنفسها في حفرة الرجم امام العالمين وقد ستر الله عليها .. في الوقت نفسه لماذا لم يذكر الشهود الأربعة ذوي الثماني عيون لإلقاء شهادتهم ضد طرفي الزني وليس طرف واحد وهو المراة .. ألم يتفكر الناس بكيف يقيم الرسول رجما على طرف واحد ويترك الآخر في الوقت لم يراهم أحد وهذا امر الله ..هل خالف رسولنا امر الله .. تفكروا قليلاً
هل تكرر خبر الرجم عبر الأزمنة بغير تلك الحادثة التي استشهد بها في الصحيحين ..ام لم يحدث زنا أبدا عبر تلك العصور ..هل حكم نافذ في الاسلام يترك ليطبق بحالة واحدة بلاشهود عليها ..هل هذا يعقل على دين الله و تشريعاته .. ومن الأمثلة كثر ليبحث عنها من يعنيه صلاح حاله و يتفكر بها ويرجع الى تشريعه الأساسي قبل الثانوي ..
تقول لهم القرأن الكريم يقولون لك البخاري يقول .. حذار من تعبدون .... و مالكم كيف تحكمون ..تفكروا لعل الله يهدينا و إياكم نور الطريق إليه ...
عيشها صح
غادة حمد