جحا وحميره العشرة

»  جحا وحميره العشرة
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 3 دقائق

جحا وحميره العشرة


اشترى جحا عشرة حمير فركب واحدا منها وساق تسعة أمامه، ثم عدّ الحمير ونسى الحمار الذي يركبه فوجدها تسعة، فنزل عن الحمار وعدها فوجدها عشرة، فركب مرة ثانية وعدها فوجدها تسعة، ثم نزل وعدها فوجدها عشرة وأعاد ذلك مراراً فقال: أنا أمشي وأربح حمارا خير من أن أركب ويذهب مني حمار فمشى خلف الحمير حتى وصل إلى منزله.

هذة القصة التي أضحكتنا ونحن صغار صارت هي قصة حياتنا ولكنها مبكية. نحن جميعا كنا في فترة من فترات حياتنا كجحا لا نعرف أن نعد الحمير. جحا كان أذكى من أكثرنا، لقد نزل من فوق الحمار حتى لا يختلط عليه الأمر، أما أكثرنا فما زال غائبا عنه عدد الحمير الحقيقي. كل حساباته على تسعة حمير. إذا إشترى علفا فإنه يشتري لتسعة حمير وإذا أراد أن يشتري سروج فإنه يشتري تسعة فقط وإذا إستأجر زريبة إستأجر ما يكفي لتسعة حمير. دائما هناك حمار منسي لا يجد ما يأكل أو يشرب ولا يجد ركن مريح ينام فيه.

باي نتورك

يا عزيزي لقد نسيت حمارك الذي يحملك. حمارك هذا أنت لا تركبه ولكنك تلبسه. هذا الحمار ملتصق بك بشدة إلى درجة أنك لا تراه. الحمار هو جسدك أنت وكيانك أنت ووجودك أنت. إعذرني على التشبيه ولكن حياتك وحياة معظم الناس لا تختلف كثيرا عن حمار جحا المنسي. تحسن للآخرين وتنسى نفسك، تصفح عنهم وتنسى نفسك، تفكر في أولادك وتنسى نفسك، تفكر في جيرانك وتنسى نفسك. كل ما تقوم به هو للآخرين ومن أجل راحتهم والتخفيف عنهم ولكنك لا ترحم نفسك ولا تقدرها حق قدرها ولا تسمح لها حتى بالشكوى.

الأمهات والآباء خصوصا حمارهم ليس له وجود. يعدون التسعة حمير الأخرى وينسون أن لهم حمار من حقه أن يرتاح وأن يهدأ وأن يسافر وأن يستمتع بالحياة. أحيانا الأخ الأكبر ينسى حماره أو الأخت الكبرى تنسى حمارها، فينغمسان في تحمل مسؤليات لا قبل لهما بها. أحيانا أحد الجيران أو أحد الموظفين ينسى أن يعد حماره فيتحول إلى شخص باهت المعالم يفني عمره في خدمة الآخرين. حماره دائما غير محسوب. هو مجود لكنه ليس ضمن من يستحقون الرئفة أو الرحمة أو الهدايا أو العطايا أو حتى وقتا للراحة.

عندما لا تعد الحمير جيدا أنت تقع في مشكلة، حساباتك غلط. دائما ستعيش حياة فيها نقص. دائما سيكون هناك حمار ليس له مرقد، حمار يتطفل على بقية الحمير يأكل من برسيمهم لأنه لم يحصل على حصته من النوم والبرسيم. هكذا هي الحياة، يجب أن تجيد العد ويجب أن لا تنسى حمارك حتى يستقيم الميزان. لست بحاجة للتضحية بحمارك لتعيش حياة سعيدة، لأنه في الحقيقة كل صاحب حمار مسؤل عن حماره. وعندما يتحمل كل إنسان مسؤلية حياته لن يكون هناك سبب للإهتمام بحمير الآخرين.

أنت تأتي أولاً، أنت أهم إنسان بالنسبة لنفسك. الله لم يترك أي إنسان دون أن يقدر له ما يكفي من الرزق والموارد وليس هناك سبب يجعلك تتنازل عن حقك في الحياة فقط لأنك لا تجيد عد الحمير. في المرة القادمة عندما تعد الحمير أضف إليها واحدا ليكتمل النصاب.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    جحا وحميره العشرة

    مدة القراءة: 3 دقائق

    جحا وحميره العشرة


    اشترى جحا عشرة حمير فركب واحدا منها وساق تسعة أمامه، ثم عدّ الحمير ونسى الحمار الذي يركبه فوجدها تسعة، فنزل عن الحمار وعدها فوجدها عشرة، فركب مرة ثانية وعدها فوجدها تسعة، ثم نزل وعدها فوجدها عشرة وأعاد ذلك مراراً فقال: أنا أمشي وأربح حمارا خير من أن أركب ويذهب مني حمار فمشى خلف الحمير حتى وصل إلى منزله.

    هذة القصة التي أضحكتنا ونحن صغار صارت هي قصة حياتنا ولكنها مبكية. نحن جميعا كنا في فترة من فترات حياتنا كجحا لا نعرف أن نعد الحمير. جحا كان أذكى من أكثرنا، لقد نزل من فوق الحمار حتى لا يختلط عليه الأمر، أما أكثرنا فما زال غائبا عنه عدد الحمير الحقيقي. كل حساباته على تسعة حمير. إذا إشترى علفا فإنه يشتري لتسعة حمير وإذا أراد أن يشتري سروج فإنه يشتري تسعة فقط وإذا إستأجر زريبة إستأجر ما يكفي لتسعة حمير. دائما هناك حمار منسي لا يجد ما يأكل أو يشرب ولا يجد ركن مريح ينام فيه.

    باي نتورك

    يا عزيزي لقد نسيت حمارك الذي يحملك. حمارك هذا أنت لا تركبه ولكنك تلبسه. هذا الحمار ملتصق بك بشدة إلى درجة أنك لا تراه. الحمار هو جسدك أنت وكيانك أنت ووجودك أنت. إعذرني على التشبيه ولكن حياتك وحياة معظم الناس لا تختلف كثيرا عن حمار جحا المنسي. تحسن للآخرين وتنسى نفسك، تصفح عنهم وتنسى نفسك، تفكر في أولادك وتنسى نفسك، تفكر في جيرانك وتنسى نفسك. كل ما تقوم به هو للآخرين ومن أجل راحتهم والتخفيف عنهم ولكنك لا ترحم نفسك ولا تقدرها حق قدرها ولا تسمح لها حتى بالشكوى.

    الأمهات والآباء خصوصا حمارهم ليس له وجود. يعدون التسعة حمير الأخرى وينسون أن لهم حمار من حقه أن يرتاح وأن يهدأ وأن يسافر وأن يستمتع بالحياة. أحيانا الأخ الأكبر ينسى حماره أو الأخت الكبرى تنسى حمارها، فينغمسان في تحمل مسؤليات لا قبل لهما بها. أحيانا أحد الجيران أو أحد الموظفين ينسى أن يعد حماره فيتحول إلى شخص باهت المعالم يفني عمره في خدمة الآخرين. حماره دائما غير محسوب. هو مجود لكنه ليس ضمن من يستحقون الرئفة أو الرحمة أو الهدايا أو العطايا أو حتى وقتا للراحة.

    عندما لا تعد الحمير جيدا أنت تقع في مشكلة، حساباتك غلط. دائما ستعيش حياة فيها نقص. دائما سيكون هناك حمار ليس له مرقد، حمار يتطفل على بقية الحمير يأكل من برسيمهم لأنه لم يحصل على حصته من النوم والبرسيم. هكذا هي الحياة، يجب أن تجيد العد ويجب أن لا تنسى حمارك حتى يستقيم الميزان. لست بحاجة للتضحية بحمارك لتعيش حياة سعيدة، لأنه في الحقيقة كل صاحب حمار مسؤل عن حماره. وعندما يتحمل كل إنسان مسؤلية حياته لن يكون هناك سبب للإهتمام بحمير الآخرين.

    أنت تأتي أولاً، أنت أهم إنسان بالنسبة لنفسك. الله لم يترك أي إنسان دون أن يقدر له ما يكفي من الرزق والموارد وليس هناك سبب يجعلك تتنازل عن حقك في الحياة فقط لأنك لا تجيد عد الحمير. في المرة القادمة عندما تعد الحمير أضف إليها واحدا ليكتمل النصاب.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين