- السلام عليك نبي الله، عندي تساؤلات كثيرة عن الحياة و أريد أن أعرف جوابا شافيا و صالحا لكل زمان و مكان.
- جواب كل زمان هو عبادة الله.
- كيف يعني عبادة الله؟
- من ماذا تتكون أنت يا أيها الإنسان؟
- أتكون من فكر و مشاعر و جسم و بصر و سمع و ظروف و ممتلكات و رغبات و شهوات.
- جميل جدا، هذه الأمور التي تتكون منها أعبد بها الله.
- كيف؟
- فكر في الله و عظمه في تفكيرك ... إن فعلت فقد عبدته ... استشعر الله أكثر من استشعارك لأي شيء آخر في حياتك ... إن فعلت فقد عبدته ... ممتلكاتك، جسمك، رغباتك، شهواتك، بصرك، سمعك، ظروفك، كل هذه المسائل التي تتحرك بها و فيها، كل هذه الأمور عليك أن تجعلها وسيلة لتتقرب من خالقك أكثر و تتعرف عليه أكثر.
- هل هذا ما تفعله يا نبي الله؟
- نعم هذا ما أفعله و هذا ما يميزني عن باقي البشر، ميزتي كنبي أنني أرى الله في كل شيء و لا أستطيع أن أرى الأمور إلا من خلال رؤيتي لله في تلك الأمور.
- و لكن حياتنا فيها المشاكل و الضغوطات و التسلط، فكيف أتعامل مع هذه الأمور؟
- و هل تظن أن حياتي مثالية، و لا أتعرض لما يتعرض إليه باقي البشر؟ ... نحن الأنبياء نشبهكم كثيرا، بل نحن فقط عبارة عن صورة كاملة للأمور التي يريد الله منا أن نجسد في أرض الواقع، حتى المشاكل نواجهها بما يأمرنا الله من خلال وحيه و كتابه.
- كيف تواجه مشاكلك؟
- أولا، إحساسي بالأمان لأن الله موجود يجعلني أتفاعل مع مشاكلي اليومية بشكل يسير فلا تسيطر علي و لا تضغط علي، إيماني بالله يخفف عني من ضعفي و بالتالي تزداد قوتي و تزداد قدرتي على التعامل مع كل أنواع المشاكل الصعبة منها و السهلة، و هذا فضل الله على المؤمنين.
ثانيا، أنا إنسان كثير الحركة، لا أسمح للكسل أن يتخلل مشاعري و فكري، فحركتي الصالحة اتجاه فكري و مشاعري و حياتي و الناس من حولي تجعلني قادر على تفادي أغلب المشاكل التي يعانيها البشر في حياتهم.
ثالثا، لا أحب الفلسفة (كثرة الجدال و اللف و الدوران للهروب من الحقائق)، فالحق له قدسية كبيرة في قلبي، لأن الحق هو الله، اتباعي للحق الذي أنزله الله علي و أنزله الله في كتابه، يمكنني من رؤية المسائل بشكل واضح جدا و بالتالي لا أتألّم و لا أخاف و لا أحزن.
رابعا، الصبر، الصبر هو إحساسي بأن الله معي و أنه سيخرجني و ينجيني من كل الأمور المزعجة التي تعيق تقدمي نحو الله.
هذه هي الحلول الأربعة التي تجعلني دائما من الفائزين، مهما تغيرت الأحوال و الظروف فأنا دائما سأكون من الفائزين و هذا وعد الله لي و لكل إنسان سيسلك نفس الطريق الذي سلكته.
- جميل جدا، كلامك كله حكَم يا نبي الله ذكرني بسورة نقرأها دائما و لكن لا نفهمها و لا نطبقها "و العصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر".