أي نوع من النساء ستكونين اذا اكتشفتِ بأن زوجك يخونك؟
هل ستواجهين زوجك كالعاصفة وتأتين على أخضر الزواج ويابسه؟
أم ستداوين الجرح بالملح وتصمتين حفاظا على بيتك وأولادك ؟
ومهما يكن، فالخيانة الزوجية من أصعب المواقف التي تمرّ بها النساء، فكل امرأة تريد أن تكون الوحيدة في قلب زوجها وفي حياته وتصاب بالجنون والحزن الشديدين إذا ما اكتشفت أن لزوجها علاقة بامرأة اخرى.
وجل الدراسات التي اهتمت بموضوع الخيانة تؤكد على أن الرجل بطبيعته لا يكتفي بامرأة واحدة. ?
لماذا ؟ ?
لأنه مبرمج بطبيعته على التعدد عقلياً وبدنياً ونفسياً لإيجاد امرأة خصبة للإنجاب، وهذا ليس معناه أن كل الازواج سيخونون زوجاتهم حين ينظرون إلى امرأة اخرى!
هذا يعني فقط أن الرجل حين ينظر إلى امرأة أخرى يقوم بذلك بشكل لا إرادي لأن الأمر مبرمج في اللاوعي لديه وموجود في تركيبته البشرية.
لهذا لا يجب عليك أن تقلقي أو تنزعجي من نظرات زوجك " الزايغة" وأن تفكري دائما بأنك أنتِ صاحبة قلبه وبيته والتي اختارها شريكة لحياتهِ ؛ وأنه ينظر للأخرى كما ينظر لوردة في بستان وسينسى الأمر حالما تغيب عن ناظريه.
إذن ما هي الأسباب الحقيقية التي ستجعل زوجك يخونك ويقيم علاقة مع امرأة اخرى ؟
غالبية الرجال " الخائنون" يبررون الخيانة بالملل ورتابة العلاقة الزوجية ..
( سؤال : لماذا لا تصاب النساء بالملل من الزواج أيضا?؟)
لكنّ الرجل الذي يخون زوجته بسبب الملل سرعان ما يترك المرأة الأخرى بعد فترة قصيرة ويعود إلى حضن زوجته حتى دون أن يشعر بالذنب بل إنه قد يعيد الكَرّة متى سنحت له الفرصة بذلك.
فبالنسبة له، يكون الأمر " مجرد تسلية ومتعة عابرة" ولا علاقة لذلك بالمشاعر أو بالزواج على العكس من زوجته التي قد ترى في هذه الخيانة " زلزالا مدويا " ?وقد تهدم الحياة الزوجية على بكرة أبيها وتحوّل العشرة بينهما إلى جحيم.
فحاولي إذن أن تُبعدي شبح الملل عن حياتك الزوجية ماديا ومعنويا ؛ اخلقي دائما أجواءَ جديدة في البيت؛ نوّعي في أسلوبك ولباسك وتسريحتك؛ إبتكري المناسبات التي تجمع بينك وبين زوجك وتوحّد اهتماماتكما معاً. كوني مدهشة في حياتك اليومية وفي علاقتك مع زوجك. ?
أما اذا كنتِ زوجة مزعجة، لحوحة ومتذمرة من أي شيء ومن كل شَيْء، فلا تلومي زوجك على خيانته، فهو حتما سيسأم منكِ ومن البيت وسيخرج للبحث عن امرأة اخرى خارج إطار الزواج سعيا وراء السعادة التي لم يعد يجدها عندك.
وفي الغالب لن يطلّقك حفاظا على البيت وعلى الصحة النفسية للأطفال لكنه قد "يستقر" في علاقة أخرى أكثر هدوءاً مع امرأة أكثر إثارة، تقضي معه أوقاتا ممتعة وهادئة بعيداً عن مشاكل الحياة اليومية والطلبات التي لا تنتهي .
وللأسف تصلنا كل يوم قصص مثيرة عن أزواج عاشوا بهذه الازدواجية لسنوات طويلة دون أن تكتشف الزوجة وجود المرأة الاخرى في حياة زوجها.
وكثيرا ما سمعت صديقات لي ( أوروبيات ايضاً : فالرجل هو الرجل في كل بقاع الدنيا) يشتكين من تعرضهن للخيانة الزوجية لكن لا يفهمن السبب .. ويتساءلن لماذا ؟?
إذ تقول الواحدة منهن أنها تقضي " يومها" في البحث عن سُبل إسعاد زوجها وتدليله والإهتمام بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة من حياته ولا تفهم السبب الذي يجعله يخونها ؟؟
والجواب هو أن تلك الزوجة لا تفهم بأن الإهتمام المفرط بالزوج قد يشكّل له قيدًا ويُشعره بأنه محاصر ومراقب في حركاته وسكناته وأن بيته فعلاً عبارة عن "قفص ذهبي" فيبدأ الملل يتسرب إلى نفسه ويحس بالإختناق ثم يسعى للإبتعاد والهروب من البيت بحثا عن علاقة يشعر فيها بحرية أكثر.
لهذا، عليك أن تفهمي بأن الرجل لا يحتاج إلى اهتمامك المفرط أو إلى حبك الزائد أو حصارك العاطفي اللطيف. بل اهتمي بنفسك أيضا؛ كوني أنانية قليلا وخصصي بعض الوقت لراحتك ولجمالك، للنشاطات الرياضية أو الاجتماعية أو الثقافية مما يطور شخصيتك ويجعل زوجك يعطيك قيمة أكثر، يراك جميلة حين تعتنين بنفسك ويشتاق إليك حين تغيبين عن ناظره. ?
ثم حذاري أن تذكّري زوجك بسِنّه خصوصا بعد الأربعين. لا تقولي له في كل مناسبة?: "خلص إحنا كبرنا" !
فأشد ما يكرهه الزوج هو أن تُشعره زوجته بثقل العمر والسنين وبأنه " كبر على هذه الامور ". كوني على يقين أنه في هذه الحالة سيسعى لأن يبرهن لك ولنفسه بأنه لم يكبر وأن هناك من ستجده شابا ووسيما و" تمام التمام".
وعموما فالمرأة التي تردد مثل هذه العبارة على زوجها هي الغير واثقة في نفسها أولا والخائفة من الكبر في السن ثانيا فنجدها تسعى لإقناع زوجها بأنه "أيضا" قد كبر وأن قطار الحياة قد فاتهما معا حتى لا تراوده فكرة " النظر" إلى أخرى أصغر منها أو أجمل. هذه الزوجة وللأسف تجهل بأن جاذبية الرجل وفحولته قد تبدأ فعلا بعد سن الأربعين.?
أما أنتِ فحاولي دائما أن تُطمئني زوجك بخصوص وسامته وبأن الشعيرات البيضاء التي بدأت تظهر على صدغيه علامة من علامات النضج والجاذبية فالرجل يحب الإطراءات ويصدقها وينجذب لها بسرعة. وبذلك قد تخففين من " جهلة الأربعين " التي يصاب بها الأزواج والتي تكون سببا في الطلاق إذا لم تتفهم الزوجة مخاطرها. ?
ثم كوني واثقة في نفسك لأن الرجل يهرب الى الخيانة حين تكون الزوجة مترددة بكل شيء ، متذبذبة في أفكارها ، غير قادرة على اخذ القرارات في بيتها .. التي تنتظر رجوعه من الشغل كي تأخذ رأيه بخصوص لون الجدران وماركة الغسالة !
كوني واثقة من قدرتك على الاعتماد على نفسك ، على الإبتكار وعلى الدهشة ايضا. دعيه يستشعر حكمتك في القرارات الصغيرة والكبيرة معا.
كوني ذكية في إبراز جمالك ايضا ( لا أتحدث عن البوتوكس هنا ?) فلكل امرأة حصتها الكبيرة من الجمال والاثارة.
فالجمال يكون أحيانا في :
فستان ترتديه ويعجبه
عشاء رومانسي لوحدكما
كلمة تشجيع رقيقة بخصوص شغله
فيلم سنيمائي تشاهدانه وتناقشان فحواه معا …
ثم لا تنزعجي اذا كانت قريباته او زميلاته في الشغل أكثر جمالا منك … لا تتحدثي عنهن ابدا؛ وتأكدي أن الرجل تجذبه المرأة الذكية أكثر من الجميلة والخيانة ليست جسد ؛ فكم من زوجة تحتار حين تكتشف بأن زوجها يخونها مع امرأة اقل منها جمالا بكثيييييير ? !
لكن اذا ابتلاك الله بخيانة الزوج …
لا تبكي وتولولي على حظك العاثر .. لا تجعلي من نفسك ضحية أبدا ?
لا تذكّريه بتضحياتك الكثيرة .. وبأساورك الذهبية التي بعتها لكي تساعديه في مشروعه قبل سنوات ..
لا تذكريه بوقوفك إلى جانبه في الضراء ! صدقيني .. إنه لن يهتم!!
ابحثي عن الأسباب الحقيقية التي جعلته يخونك ? فهناك حتما أسباب !!!
اعتمدي على حاستك الأنثوية لاستكشاف الامر دون ان يشعر بذلك.
لا تهدمي عشك الزوجي ، فكم من زوج يلجأ للخيانة فقط ليؤكد على تفوق الأنا الذكورية لديه وليثبت لنفسه ( أولا وقبل اي أحد) بأنه مازال يتمتع بالجاذبية الجنسية. فما الذي تستطيع فعله زوجة حيال الأنا الذكورية؟
ثم لا تنسيْ عزيزتي أن تقدم التكنولوجيا الحديثة قد سهل أيضا عملية الخيانة والبحث عن علاقات عابرة من خلال شبكات الانترنت.
لكن الزوج الذي يلجأ للخيانات الافتراضية غالبا ما يحاول تعويض نقص في علاقته بزوجته ?
فتصرفي بحكمة إزاء الامر ، حاوريه بشفافية ووضوح وعقلانية.
لا تفتشي ابدا حاسوبه أو هاتفه بل فتشي في ذاتك وطوري من نفسك ومن أسلوبك معه. لا تتجسسي عليه لانك ستؤذين ..... نفسكِ فقط!
وتأكدي ان أغلب الخيانات الالكترونية عبارة عن تنفيس في السرّ وقد تحصل بسبب الفراغ العاطفي أو الفراغ الزمني .. او بسبب انشغال الزوجة الدائم أو بسبب هجرها للفراش؛ أو لتراكم الخلافات بينهما.
فاهتمي بزوجك واشغلي وقته بأشياء يحبها وتشعره باهميته في حياتك وفي البيت. تقربي منه وحاولي أن تتعرفي عليه أكثر ؛ فنحن النساء في المنطقة العربية وللاسف لا نهتم كثيرا بمعرفة عالم الرجل وحتى القليل الذي نعرفه مخلوط ببهارات التقاليد.
لا تجعلي الخيانة تهدم عالمك وتدمر مملكتك .. ابتعدي عن المشاعر السلبية والتفكير في الإنتقام مثلا.
فكري بأن معظم الرجال " خطّاؤون" والذكية من تستفيد من التجربة وقد أثبتت بعض الدراسات الامريكية بان المرأة التي تتعرض للخيانة تصبح اكثر نضجا وصلابة في الحياة، وأكثر حذرا من خيانة زوجها لها، كما انها تكتسب مرونة ووعيا في التعامل معه.
كل هذا لا يعني بأن الخيانة حق رجولي وانما يعني بأن المرأة قادرة على ابعاد شبح الخيانة بالقليل من الحكمة والكثير من الوعي والجمال الروحي ?
ويعني ايضا بأن الموضوع برمّته لم يعد " طابو" تعاني منه النساء في صمت كما كان الأمر في زمن أمهاتنا. ?
ياسمينة حسيبي