يعزف العالم مقطوعة الأمل على ألحان واشجان أدمت القلوب وأوهنت العافية وهم يبكون منتظرين قدوم أمل ... أرواح منكسرة وأجساد ضعيفة و نفوس تتعذب بكل وَهم ..ينتظرون الأمل .ينتظرون ما لا يعلمون ... وهل وجدت أمل مكانا لاستقبالها فيه فكل شيء فيكم غير صالح للاستقبال ..
وصلت لحقيقة وهم الأمل من أمل نفسها ..تلك الفتاه التي التقيتها على أسرة الشفاء في أحد المشافي أثناء إجراء عملية جراحية لوالدتي قبل عام ..التقيت امل فتاه لم تتزوج في الخمسين من عمرها جميلة الوجه مبتورة الجسد والروح ..مريضة سكر ..قطعت إحدى أقدامها ..بانتظار بتر الثانية .. احبتني فقد قدمت لها المساعدة وهي غاضبة بعد بتر قدمها هدئت من روعها ..كانت فتاة يانعة سائحة بين دول لم أرها في حياتي ..متعلمة ..وعلى درجة من الثقافة الدارجة ..بين أربعة أشقاء .. حياتها جميلة منذ الطفولة .. ليس لديها اي مشكلة في حياتها مقارنة بغيرها ... ما صرحت به بقوة واعتراف ..أن مشكلتها أنه لا يعجبها شيء ولم ترضى عن شيء منذ طفولتها رغم كل المتوفر لها .. وكانت تلك نهايتي يا غادة بكل بساطة ... مقعدة سمينة ..لا أولاد ولا شريك حياه .. تنتظر الموت الفعلي بكل شوق..هذا ما اخبرتني به
..وبسذاجة مني حدثتها عن الأمل ... فضحكت أمل .. وقالت لي : حذار من هذا الفخ ..فهو من قتلني .. فهي حالة تجعلك تنتظر ولا تفعل ..أمل اسمي من قتلني دون وعي مني ..
بذلك كانت لي وقفة كبيرة مع هذا المصطلح الدارج بين الناس كإبرة تخدير توقف الدماغ قبل الجسد .. فوجدت انني ومعظم الناس فعلا وفي جوانب كثيرة ننتظر ولا نفعل ..نعيش بجحيم الالم منتظرين الأمل ..
ولا شيء اسمه أمل بل هناك شيء اسمه العمل ..استبدل حرف العين بالهمزة فأعجب الكثيرين واستراحوا من عناء العمل ..فقضوا حياتهم على قيد الأنتظار ..وعندما لم تأتي آمالهم إليهم ..قالوا .. أملنا بالجنة ...
ليس الأمل الملام وليست أمل الضحية ولكن الوعي الغائب والكسل المنشود هو السبب .. ألم تخبركم أمل انها لا تأتي دون عمل ....و أنها جردت من حرفها الأصيل (ع) وهي بالأصل .. العمل ... نحن من زور حروفها ... فخدعتنا ... لذلك لنحاكم أنفسنا ...... العمل هو الأمل ... انتبهوا
( إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا ) ...يقول الله عزوجل (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) ولم يقل تاملوا ...