أنت في هذه الدنيا تعیش رحلة كبیرة و رائعة، هدف هذه الرحلة هو أن تفهم القرآن و تستشعره في كل تفاصیل حیاتك الدنیویة.
القرآن لیس هو فقط الكتاب الذي نزل على النبي محمد "علیه الصلاة و السلام".
القرآن هو عبارة عن معلومات تعلمها الإنسان قبل أن یُخلق.
✔️ یقول الله : "الرحمان، علَّم القرآن، خلق الإنسان"
و الكتاب الذي نزل على النبي محمد "علیه الصلاة و السلام" هو كتاب یحتوي بداخله على القرآن الذي تعلمه الإنسان.
لهذا قد نجد بعض الناس یعیشون بمفاهیم القرآن حتى و إن لم تكن لدیهم القدرة على فهم لسان الكتاب الذي نزل على النبي محمد "علیه الصلاة و السلام".
فالقرآن هو جزء من المعلومات التي علَّمها الله لجمیع الناس قبل أن تتم عملیة الخلق.
فنوح تعلم القرآن، إبراهیم تعلم القرآن، لوط تعلم القرآن، یونس تعلم القرآن، موسى تعلم القرآن، هارون تعلم القرآن، مریم تعلمت القرآن، عیسى تعلم القرآن، محمد تعلم القرآن، و كل الناس الذین عاشوا حیاتهم وفق الصراط المستقیم (عبادة الله) تعلموا القرآن.
فما نعیشه نحن على سطح الأرض هو فقط تذكر لتلك المعلومات القرآنیة التي تعلَّمناها و نحن عبارة عن نفس واحدة قبل أن تُخلق أجسامنا.
في رحلة تعلم و تذكر القرآن، البشریة تنقسم لفئتین :
- فئة ستتذكر معلومات القرآن : و هي الفئة التي آمنت بالله و بالیوم الآخر.
عندما ستعیش رحلتك على سطح الأرض و أنت متصل و مؤمن بالله و بالیوم الآخر، ستبدأ تتذكر معلومات القرآن الكریم بشكل یومي ینیر حیاتك من جمیع زوایاها المختلفة، الفكریة و الشعوریة و الحركیة و الإجتماعیة و الإقتصادیة و العملیة و و و.
فقوي إیمانك بالله و بالیوم الآخر و اجعل الله و الیوم الآخر في عقلك و لا تنسى ذلك أبدا، حتى تبدأ رحلتك الحقیقیة مع القرآن الكریم.
- فئة ستنسى معلومات القرآن : التي كفرت بالله و بالیوم الآخر.
هذه الفئة همها الكبیر هو زینة الحیاة الدنيا و شهواتها، فعقلهم ملیئ بالشرك، فنسبة التفكیر في الله و إقدار الله حق قدره ضعیفة جدا أو منعدمة تماما أمام التفكیر في الدنیا و الجري ورائها.
و أي إنسان یعیش حیاته و هو منفصل عن عبادة الله و التفكیر في الیوم الآخر یستحیل علیه تذكر مفاهیم القرآن الكریم، و بالتالي یحرم نفسه أعظم رحلة في الوجود و هي رحلة تعلم و فهم القرآن.
--------------------------------------------------------
كتبه "أسامة حنف"