...

زهرة البنفسج

»  زهرة البنفسج
مدة القراءة: 3 دقائق

زهــــــــرة البنـــــــفسج

ويبقي شذي زهرة البنفسج يهيم بالروح في أبجديات معانيها بين الحب الصامت والوفاء

وبين الوقار الساكن والحزن

فإن رؤية الجمال في كل شيىء تبعث السرور في النفوس , في شروق شمس الصباح الدافئة , أو رؤية قمم الجبال أو تغاريد العاصفير علي الأشجار , وقد يكون الشيىء الواحد يحمل معني الحب و الجمال الرقراق ويحمل ايضاً نقيضة في آن واحد , ولكن عين المحب نافذة القلب فتبصر خلاف مايراه الناظرون , ومادامت زهرة البنفسج الندية تحمل في ثنايا أورقها الحانية معني الحب االصامت والحزن او الشجن في آن واحد, فلماذا تنظر عين القلب إلي الحزن والشجن ولا تلتفت إلي الحب والوفاء الذي ينبعث من شذي اوراقها الحانية ؟ فيملأ شذاها القلوب محبة ومودة لتحلو الحياة ..

ولكن من البشر من يغرس في حدائق قلبه زهرة البنفسج ايقونةً للحزن , فتجده دوماً ينظر إلي ابجديات الحزن في غروب الشمس وينسي شروق الصباح , ويري الشجن في رواح الطيور إلي اعشاشها في المساء وينسي غدوها كل صباح , ويري الخوف في فراق الأهل والأحباب وينسي حروف القدر والنصيب , ويري الخوف في الصعود إلي قمم الجبال خشية أن تنهدم فجأة وينسي قوتها التي لا تتغير ولا تتبدل بعواصف الرياح ولا هطول الأمطار , ودوماً نجده يبحث عن الأسباب التي تجعل القلوب تفترق عن بعضها البعض ولا يلتمس الأعذار لغيره , فتكون ثمار غرسه لزهرة البنفسج في حدائق قلبه حزناً وشجناً وخوفاً من فقدان الأحباب ..

فلماذا لا ننظر إلي المعاني الوجدانية التي تجعل العلاقات الإنسانية اكثر مودة ومحبة ؟ ولماذا لا ننثر الزهور الرقيقة في كل الدروب فينبعث في القلوب شذاها ؟ ولماذا يكون الحزن هو الغالب علي قلوبنا ؟

وعندما ننظر إلي الأسباب التي تجعل القلوب تقسو علي غيرها , فتفيض العيون بالدمع حزناً علي الفراق بغير كلمة وداع , ستجد انها ذلات بسيطة يمكن أن نغفرها في سبيل دوام جسور المحبة والمودة حفاظاً علي القلوب , وهذا المعني يتجسد في اية من كتاب الله عزوجل (الا تحبون ان يغفر الله لكم ) , فمن اراد ان يغفر الله له يوم القيامة ويتجاوز عن سيئاته , ينبغي عليه ان يغفر زلات البشر ويلتمس الأعذار رفقاً بقلوب البشر , وإن لم يكن هناك عذراً لصاحب الزلل او الخطاً ينبغي عليه أن يقول لعل وعسي يكون له عذر لا أعرفه , فإن احسان الظن راحة للقلوب ..

وعندما سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلي الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن , وكان دائم البشر والتبسم وينقل البشري والخيرات لغيره , ويتفقد أحوال أصحابه ويصبر علي الأذي الشديد الذي يعترض طريقه في الدعوة إلي الله عزوجل , كان خلقه القرآن هذا الحديث النبوي الرائع كافٍ ان يُغير المعاني الوجدانية والمشاعر الإنسانية التي تحملها القلوب , فيصبح صفو الوداد طبيعة البشر في التعامل الحياتي , وقد تكون الكلمة عذبة رقراقرة سبب في همزة الوصل بين البشر أو تكون زهرة البنفسج التي تتهادي بها القلوب فتحمل بين ثنايا أوراقها الندية ينابيع المحبة والمودة , فإن المؤمن إلفُ مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ..

لذا ينبغي علينا ان نُغير رؤيتنا إلي زهرة البنفسج كأيقونةً للحزن , وننظر إلي الحب الصامت التي تحمله أوراقها الحانية وينبعث من شذاها في حدائق المحبين , ونلتمس الندي بأعيننا كأنه رواء للقلوب في زمن الجدب , فإن الروح بغير حب شبح هائم في صحراء الوحدة القاحلة بلا واحات تروي ظمئها ..

وإن حب الخير ورؤية الجمال تحمل الروح علي التفاؤل رغم الأحزان والآسي , كزخات مطر تروي أرضاً قد انهكها الجفاف , وتوقظ في القلب رفيف الأحلام ..

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    زهرة البنفسج

    مدة القراءة: 3 دقائق

    زهــــــــرة البنـــــــفسج

    ويبقي شذي زهرة البنفسج يهيم بالروح في أبجديات معانيها بين الحب الصامت والوفاء

    وبين الوقار الساكن والحزن

    فإن رؤية الجمال في كل شيىء تبعث السرور في النفوس , في شروق شمس الصباح الدافئة , أو رؤية قمم الجبال أو تغاريد العاصفير علي الأشجار , وقد يكون الشيىء الواحد يحمل معني الحب و الجمال الرقراق ويحمل ايضاً نقيضة في آن واحد , ولكن عين المحب نافذة القلب فتبصر خلاف مايراه الناظرون , ومادامت زهرة البنفسج الندية تحمل في ثنايا أورقها الحانية معني الحب االصامت والحزن او الشجن في آن واحد, فلماذا تنظر عين القلب إلي الحزن والشجن ولا تلتفت إلي الحب والوفاء الذي ينبعث من شذي اوراقها الحانية ؟ فيملأ شذاها القلوب محبة ومودة لتحلو الحياة ..

    ولكن من البشر من يغرس في حدائق قلبه زهرة البنفسج ايقونةً للحزن , فتجده دوماً ينظر إلي ابجديات الحزن في غروب الشمس وينسي شروق الصباح , ويري الشجن في رواح الطيور إلي اعشاشها في المساء وينسي غدوها كل صباح , ويري الخوف في فراق الأهل والأحباب وينسي حروف القدر والنصيب , ويري الخوف في الصعود إلي قمم الجبال خشية أن تنهدم فجأة وينسي قوتها التي لا تتغير ولا تتبدل بعواصف الرياح ولا هطول الأمطار , ودوماً نجده يبحث عن الأسباب التي تجعل القلوب تفترق عن بعضها البعض ولا يلتمس الأعذار لغيره , فتكون ثمار غرسه لزهرة البنفسج في حدائق قلبه حزناً وشجناً وخوفاً من فقدان الأحباب ..

    فلماذا لا ننظر إلي المعاني الوجدانية التي تجعل العلاقات الإنسانية اكثر مودة ومحبة ؟ ولماذا لا ننثر الزهور الرقيقة في كل الدروب فينبعث في القلوب شذاها ؟ ولماذا يكون الحزن هو الغالب علي قلوبنا ؟

    وعندما ننظر إلي الأسباب التي تجعل القلوب تقسو علي غيرها , فتفيض العيون بالدمع حزناً علي الفراق بغير كلمة وداع , ستجد انها ذلات بسيطة يمكن أن نغفرها في سبيل دوام جسور المحبة والمودة حفاظاً علي القلوب , وهذا المعني يتجسد في اية من كتاب الله عزوجل (الا تحبون ان يغفر الله لكم ) , فمن اراد ان يغفر الله له يوم القيامة ويتجاوز عن سيئاته , ينبغي عليه ان يغفر زلات البشر ويلتمس الأعذار رفقاً بقلوب البشر , وإن لم يكن هناك عذراً لصاحب الزلل او الخطاً ينبغي عليه أن يقول لعل وعسي يكون له عذر لا أعرفه , فإن احسان الظن راحة للقلوب ..

    وعندما سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلي الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن , وكان دائم البشر والتبسم وينقل البشري والخيرات لغيره , ويتفقد أحوال أصحابه ويصبر علي الأذي الشديد الذي يعترض طريقه في الدعوة إلي الله عزوجل , كان خلقه القرآن هذا الحديث النبوي الرائع كافٍ ان يُغير المعاني الوجدانية والمشاعر الإنسانية التي تحملها القلوب , فيصبح صفو الوداد طبيعة البشر في التعامل الحياتي , وقد تكون الكلمة عذبة رقراقرة سبب في همزة الوصل بين البشر أو تكون زهرة البنفسج التي تتهادي بها القلوب فتحمل بين ثنايا أوراقها الندية ينابيع المحبة والمودة , فإن المؤمن إلفُ مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ..

    لذا ينبغي علينا ان نُغير رؤيتنا إلي زهرة البنفسج كأيقونةً للحزن , وننظر إلي الحب الصامت التي تحمله أوراقها الحانية وينبعث من شذاها في حدائق المحبين , ونلتمس الندي بأعيننا كأنه رواء للقلوب في زمن الجدب , فإن الروح بغير حب شبح هائم في صحراء الوحدة القاحلة بلا واحات تروي ظمئها ..

    وإن حب الخير ورؤية الجمال تحمل الروح علي التفاؤل رغم الأحزان والآسي , كزخات مطر تروي أرضاً قد انهكها الجفاف , وتوقظ في القلب رفيف الأحلام ..

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين