سلة الفواكه
كانت تنظر بامتعاض الى سلة الفواكه قربها، لا ترى الا خياراتها المحدودة ضمن هذه السلة، هل من حولها يدفعها لتختار واحدة. كانت تقول لنفسها ماذا لو لم احب اي من هذه الفواكه، هذه البرتقاله صغيرة وهذه التفاحة لاتبدو شهية، يجب ان تاخذي. الكل ينضر اليها. بعنيها ترفض.. لكن لا اريد.. اجابوها شزرا.. كفى فلسفة اقبلي وخذي من ما هو موجود... تراجعت خطوتين ورفعت عينيها تراى لها بستان رائع من كل انواع الفواكه... صرخوا بها
- كيف تجرؤين!!!
- أريد ان اختار.
- ليس من حقك !!
- من حدد انه ليس من حقي؟؟
الكل صامت لانهم انفسهم لا يعرفون...
هذا حال ارواحنا مع الحياه.. كل من حولنا يدفعنا لاخذ خيارات محدودة ضانين انها مضمونة النتائج. نسلك نفس الطرق القديمة لاننا نعرف الى اين تقودنا. لكن ماذا لو كان هناك طرق افضل؟ خيارات اجمل؟ مسارات اقصر توصلنا الى الهدف؟ فواكه الذ واشهى من ما موجود في هذه السلة؟
هل سنموت ونحيى ونحن لم نحضى حتى بفرصة تجربة أياً منها؟ بحجة ان الطريق غير امن؟ غير معروف العواقب؟ لا يجوز؟ ماذا عن كل الفرص التي منعنا انفسنا منها بدافع الخوف من خوض المجهول؟ الخوف من الفشل ؟ من السقوط المنتظر؟ ولكن فجاة في مساراتنا الامنة ، سلة فواكهنا المعروفة ... نشعر بالضمور، بفقدان الرغبة في الحياة نفسها.. وعدونا ان ما في هذه السلة ما يوصلنا الى لسعادة .. قبلنا بها ولم نصل للسعادة ماذا جرى ؟ اي خطأ ارتكبنا لهذا؟
ببساطة لم نستمع الارواحنا.. لم نصغي لرغبتها بان تقودنا الى طرق اجمل.. الى بستان اوسع وخيارات اجمل .. شيئا فشئا بدأت شعلة الروح تخبو.. فالارواح تخبوا وتموت ايضا وان كانت موجودة في جسد حي..
فلنحاول ان نصغي لارواحنا ان لا نقتل دهشة الطفل داخلنا... رغبته بالاكتشاف.. فضوله الجميل.. ربما يقودنا الى عوالم منشودة .. لم تكتشف بعد.