طاقة الكذب والإحتيال

»  طاقة الكذب والإحتيال
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 3 دقائق

الكذب يعد من أسوأ الأخلاق والذي إن إنتشر في مجتمع دمره ببطىء حتى ينتهي تماما. هذا الأمر معروف للجميع ولا يوجد جديد حتى أن لو سألت أي كذاب أو محتال لقال لك نفس الكلام. الغريب في الأمر أن الكل يعرف مساوء الكذب ويتجنب مصائد النصب والإحتيال ومع ذلك فإن الكذب منتشر وعمليات النصب والإحتيال في تزايد مستمر وكأن هناك شيئا يدفع الناس نحو تلك الأخلاق والممارسات الفاسدة.

ما الذي يجعل الناس تكذب؟ يلجأ الناس للكذب لأسباب متعددة. البعض يكذب ليظهر بمظهر أفضل والبعض يكذب ليحقق بعض المكاسب وهناك من يكذب ليتجنب قول الحقيقة أو الإعتراف بها. لحظة من فضلك، ولماذا يريد الناس تجنب الحقيقة؟ حسناً، الحقيقة هي الشيء الوحيد المعروف للجميع. الكل يعرف الحقيقة أو يشعر بها ولا يستطيع إنسان إلا أن يعرف الحقيقة ولكن تختلف ردة الفعل تجاهها. في كل مجال من مجالات الحياة تظهر الحقيقة للناس بشكل واضح وهذا من يجعلهم يستخدمون الكذب لتجنب تلك الحقيقة لأنهم قد صنعوا لأنفسهم نظاما إجتماعيا قائم على إنكار الحقائق. هذا الإنكار تجذر في الأنفس وجعلها طبيعيا تعرف الحقيقة وتشعر بها لكنها تنكرها أو تتجنبها أو تعترض عليها.

عن أي حقيقة تتحدث؟ عن كل الحقيقة وكل الحقائق. الروح دائما تعرف الحقيقة لأن الروح لا تتبع عالم المادة فهي تعرف مسبقا كل الحقائق التي تحتاج إليها. عندما يشعر أحدهم بالنفور من شخص معين بدون سبب. هنا روحه تخبره بالحقيقة لأنها إستشعرت روح الشخص الآخر. قد تنفر الروح من شخص مستقبله باهر متفوق. في هذة الحالة الروح أخبرت صاحبها بأن الشخص الذي تتعامل معه سيتفوق عليك كثيرا في المستقبل وهنا تتدخل النفس لتعلن إستيائها ربما لأن صاحبها يعاني من إختلالات في نفسه. أو قد تنفر الروح من شخص محتال وفي هذة الحالة النفس الطيبة لا تقبل التعامل مع من خبرت سريرته.

إذا الروح تعلم كل الحقائق ولكن النفس قد تقبل وبها وقد تعترض. النفس مرآة الروح وصفاء إنعكاسها يعتمد على مدى تهذيب الإنسان لنفسه. والتهذيب قد يسهل أو يصعب بناء على ثقافة المجتمع الذي ينتمي له الإنسان. في المجتمعات العربية حيث الكذب هو سيد الموقف سيجد الإنسان صعوبة في تهذيب نفسه والمحافظة على علاقاته في نفس الوقت، ذلك أن أكثر الناس تعاني من نفسيات غير سوية ولكثرة إستشراء الأمر لا يستطيع أحد رؤيته.

لماذا يقع الناس ضحية النصب والإحتيال؟ هذا راجع لحقيقة واضحة وهي أنهم يعيشون كذبة كبرى في حياتهم تعتمد على إنكار الحقائق وتجاهلها والإبتعاد عن أصحابها. طبيعيا من يعيش كذبة في حياته لا تطمئن نفسه للصادقين وتراه ينفر منهم بينما ينجذب بقوة لطاقة الكذب. الكاذب يشعر براحة وإطمئنان للكاذبين ويشعر بالألفة من كلامهم بينما ينزعج بشدة من طاقة الصدق. قد لا يستطيع تحديد السبب ولكنه سينجذب لمن يشبهه في الطاقة وهذا ما يسهل الأمر على النصابين والمحتالين بينما يعاني الصادقون من قلة من يصدقهم ويطمئن لهم. كلما زاد الإنسان صدقا وإستخداما للحقيقة كلما إنعزل عن محيطه من الكاذبين.

بما أن المجتمعات العربية تميل إلى تكذيب حقائق الحياة وهنا أنا أتحدث عن حقائق الحياة وليس الكذب بمعنى عدم قول الحقيقة، فإن هذة المجتمعات تستجيب فورا لكل ما يبدو زاهيا في ظاهره بينما حقيقته عكس ذلك. هذا ربما يفسر لنا لماذا يتقدم الكاذبون والمنافقون في أعمالهم وفي علاقاتهم ويحققون نتائج طيبة لأنهم قريبون من قلوب الناس وقربهم هذا ناتج عن إنتشار الكذب في المجتمع. نفس الكلمات بنفس المعنى لا تؤثر فيهم عندما تخرج على لسان الصادقين ولكن تقع وقع السحر إن خرجت من أفواه الكاذبين والمحتالين الذين لا يؤمنون بها.

إذا أردت أن تنجح في الوطن العربي فعليك أن تكذب. يجب أن تخبر الناس بأمور غير حقيقية وأنت تعلم أنها غير حقيقية وتؤمن أنها مجرد كلمات لا قيمة لها وحينها أنظر كيف يرتفع حظك بين الناس. أما إن كنت من تعساء الحظ الصادقين فعلى الأرجح ستجد أن بضاعتك مهما كانت كاسدة. إنها طاقة الكذب المسيطرة على السلوك العام والكاذب لا يمكن أن يلتقي إلا مع الكاذبين والنصابين والمحتالين وربما يتغير هذا الوضع بعد عشرات أو مئات السنين من الآن ومن هنا حتى ذلك الحين ليكن الله في عونك إن كنت من الصادقين.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    طاقة الكذب والإحتيال

    مدة القراءة: 3 دقائق

    الكذب يعد من أسوأ الأخلاق والذي إن إنتشر في مجتمع دمره ببطىء حتى ينتهي تماما. هذا الأمر معروف للجميع ولا يوجد جديد حتى أن لو سألت أي كذاب أو محتال لقال لك نفس الكلام. الغريب في الأمر أن الكل يعرف مساوء الكذب ويتجنب مصائد النصب والإحتيال ومع ذلك فإن الكذب منتشر وعمليات النصب والإحتيال في تزايد مستمر وكأن هناك شيئا يدفع الناس نحو تلك الأخلاق والممارسات الفاسدة.

    ما الذي يجعل الناس تكذب؟ يلجأ الناس للكذب لأسباب متعددة. البعض يكذب ليظهر بمظهر أفضل والبعض يكذب ليحقق بعض المكاسب وهناك من يكذب ليتجنب قول الحقيقة أو الإعتراف بها. لحظة من فضلك، ولماذا يريد الناس تجنب الحقيقة؟ حسناً، الحقيقة هي الشيء الوحيد المعروف للجميع. الكل يعرف الحقيقة أو يشعر بها ولا يستطيع إنسان إلا أن يعرف الحقيقة ولكن تختلف ردة الفعل تجاهها. في كل مجال من مجالات الحياة تظهر الحقيقة للناس بشكل واضح وهذا من يجعلهم يستخدمون الكذب لتجنب تلك الحقيقة لأنهم قد صنعوا لأنفسهم نظاما إجتماعيا قائم على إنكار الحقائق. هذا الإنكار تجذر في الأنفس وجعلها طبيعيا تعرف الحقيقة وتشعر بها لكنها تنكرها أو تتجنبها أو تعترض عليها.

    عن أي حقيقة تتحدث؟ عن كل الحقيقة وكل الحقائق. الروح دائما تعرف الحقيقة لأن الروح لا تتبع عالم المادة فهي تعرف مسبقا كل الحقائق التي تحتاج إليها. عندما يشعر أحدهم بالنفور من شخص معين بدون سبب. هنا روحه تخبره بالحقيقة لأنها إستشعرت روح الشخص الآخر. قد تنفر الروح من شخص مستقبله باهر متفوق. في هذة الحالة الروح أخبرت صاحبها بأن الشخص الذي تتعامل معه سيتفوق عليك كثيرا في المستقبل وهنا تتدخل النفس لتعلن إستيائها ربما لأن صاحبها يعاني من إختلالات في نفسه. أو قد تنفر الروح من شخص محتال وفي هذة الحالة النفس الطيبة لا تقبل التعامل مع من خبرت سريرته.

    إذا الروح تعلم كل الحقائق ولكن النفس قد تقبل وبها وقد تعترض. النفس مرآة الروح وصفاء إنعكاسها يعتمد على مدى تهذيب الإنسان لنفسه. والتهذيب قد يسهل أو يصعب بناء على ثقافة المجتمع الذي ينتمي له الإنسان. في المجتمعات العربية حيث الكذب هو سيد الموقف سيجد الإنسان صعوبة في تهذيب نفسه والمحافظة على علاقاته في نفس الوقت، ذلك أن أكثر الناس تعاني من نفسيات غير سوية ولكثرة إستشراء الأمر لا يستطيع أحد رؤيته.

    لماذا يقع الناس ضحية النصب والإحتيال؟ هذا راجع لحقيقة واضحة وهي أنهم يعيشون كذبة كبرى في حياتهم تعتمد على إنكار الحقائق وتجاهلها والإبتعاد عن أصحابها. طبيعيا من يعيش كذبة في حياته لا تطمئن نفسه للصادقين وتراه ينفر منهم بينما ينجذب بقوة لطاقة الكذب. الكاذب يشعر براحة وإطمئنان للكاذبين ويشعر بالألفة من كلامهم بينما ينزعج بشدة من طاقة الصدق. قد لا يستطيع تحديد السبب ولكنه سينجذب لمن يشبهه في الطاقة وهذا ما يسهل الأمر على النصابين والمحتالين بينما يعاني الصادقون من قلة من يصدقهم ويطمئن لهم. كلما زاد الإنسان صدقا وإستخداما للحقيقة كلما إنعزل عن محيطه من الكاذبين.

    بما أن المجتمعات العربية تميل إلى تكذيب حقائق الحياة وهنا أنا أتحدث عن حقائق الحياة وليس الكذب بمعنى عدم قول الحقيقة، فإن هذة المجتمعات تستجيب فورا لكل ما يبدو زاهيا في ظاهره بينما حقيقته عكس ذلك. هذا ربما يفسر لنا لماذا يتقدم الكاذبون والمنافقون في أعمالهم وفي علاقاتهم ويحققون نتائج طيبة لأنهم قريبون من قلوب الناس وقربهم هذا ناتج عن إنتشار الكذب في المجتمع. نفس الكلمات بنفس المعنى لا تؤثر فيهم عندما تخرج على لسان الصادقين ولكن تقع وقع السحر إن خرجت من أفواه الكاذبين والمحتالين الذين لا يؤمنون بها.

    إذا أردت أن تنجح في الوطن العربي فعليك أن تكذب. يجب أن تخبر الناس بأمور غير حقيقية وأنت تعلم أنها غير حقيقية وتؤمن أنها مجرد كلمات لا قيمة لها وحينها أنظر كيف يرتفع حظك بين الناس. أما إن كنت من تعساء الحظ الصادقين فعلى الأرجح ستجد أن بضاعتك مهما كانت كاسدة. إنها طاقة الكذب المسيطرة على السلوك العام والكاذب لا يمكن أن يلتقي إلا مع الكاذبين والنصابين والمحتالين وربما يتغير هذا الوضع بعد عشرات أو مئات السنين من الآن ومن هنا حتى ذلك الحين ليكن الله في عونك إن كنت من الصادقين.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين