طفلك الموهوب

»  طفلك الموهوب
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 5 دقائق

أغلب الآباء و الأمهات الذين يهتمون بتنمية مهارات أطفالهم و مساعدتهم على الوصول لموهبتهم يعتقدون إنهم قادرين على اكتشافها بأنفسهم في حين أن الوحيد القادر على ذلك هو الطفل نفسه ، كيف ذلك ؟
الطفل أقرب لفطرته من الكبار و يعمل بفطرته أكثر و هو يجرب بدون خوف و عندما يعجبه شئ فهو يظل يكرره باستمرار و يبحث عن احتمالية وجود بعض الأشياء بخيال أكبر يجعله يطرح الكثير من الأسئلة و يبحث و يجرب حتى لو كان هذا الشئ غير منطقي للشخص الناضج و الطفل لديه دائما فضول و حب للاكتشاف و التعرف على محيطه بدون شروط و قوانين
فأغلب الأشخاص المبدعين هم الذين كانوا يخرجون عن القوانين و يوسعون دائرة الحدود من حولهم لتتسع للأفكار الإبداعية

خطأ ما يقال عن الطفل في العالم العربي فهو ليس كالعجينة ليتشكل على أيدينا من ناحية المواهب و الهوايات و النشاطات فمهما أجبرت طفلك على نشاط و هو لا يحبه فلن يبدع فيه و لن تستطيع أيها الأب أو الأم أن تجبره على ما تريد و تتوقع أن يقدم فيه أفضل ما لديه و ليس هكذا تؤكل الكتف

دور الأبوين أحدهما أو كلاهما يأتي في الملاحظة و المراقبة لما يفعله الطفل و إيجاد البيئة المناسبة لما يحبه و تشجيعه و دعمه مهما كان عمره صغيرا
ذلك يتطلب من الأهل مستوى من الاهتمام و تخصيص الوقت الكافي لملاحظة شخصية الطفل و عادة تكون الأم لأنها أكثر ملازمة لأطفالها و أحيانا يكون الأب إذا كان يوليهم انتباهه خلال فترة تواجده معهم

عندما تلاحظ أن طفلك يهتم بشئ ما فليس بالضرورة أن تكون تلك موهبته و لكن قد يكون شئ يحبه فلا تستعجل طفلك لإظهار شي مختلف و متميز و لا تضغط عليه للحصول على شئ منه فهذه الأشياء تأتي بشكل عفوي و في أوقات مختلفة و بأشكال متباينة

كذلك لا تقارنه باخوته لأنه كل طفل يختلف عن الآخر و ليس بالضرورة أن يكونوا جميعهم موهوبين في نفس الوقت ، كل إنسان حباه الله بموهبة و بعضهم يكتشفها في سن صغيرة و البعض بعد أن يكبر و البعض لا يهتم و أكثر الناس يقضون حياتهم كلها بدون أن يستخدموا موهبتهم أو أن يتعرفوا عليها
فإذا أردت لطفلك أن يتعرف على موهبته و هو ليس مهتما فلا تقلق إذا كان الطفل عاديا فهذه ليست نهاية العالم

القاعدة الأساسية هي "دعه يكون ما يكون" و إذا لاحظت اهتمامه بشئ أكثر من باقي الأشياء قدم له التشجيع و الدعم و إذا تركه فلا بأس و عندما يبدأ بالاهتمام بشئ آخر ادعمه و شجعه أيضا حتى لو كان سيتركه فهذا شئ طبيعي بل مستحب جدا فهو يبحث عما يحبه أكثر و هو في رحلة اكتشافه لقدراته و قد يستغرق ذلك زمنا فعليك عليكي أيتها الأم و أيها الأب بالصبر و التفهم فهكذا يصل الناجحون لاهدافهم

اسألوا اي شخص نجح و تميز في نجاحه عن هذه العادة ستجده قد جرب الكثير من الأشياء حتى وصل إلى ما يريد فعلا القيام به و يفعله بشكل أفضل من كل المحاولات الأخرى

و ما بين تهيئة الجو للنجاح و ترك الطفل يكون نفسه فالنقطة الثانية اقوى من الأولى و هي القاعدة الأساسية كما ذكرت سابقا

و الدليل على ذلك أن هناك أشخاص اكتشفوا مواهبهم و هم صغار بدون إي دعم و أحيانا في ظروف سيئة و لكنهم كانوا على ما هم عليه و لم يستطع أحد أن يقص اجنحتهم فطاروا
و البعض يطيرون من منصات الدعم و هو ليس شيئا سيئا على الإطلاق
للأسف بعض الآباء و الأمهات يقصون أجنحة أطفالهم بحجة التأديب و أن الطفل "شقي" و قد يكون الطفل فعلا قد فعل شيئا في حسبتنا نحن ككبار خطأ أو نوع من التخريب فيقومون بمعاقبته بالضرب أو الحبس أو المنع بدون أن يعرفوا سبب قيام الطفل بذلك
في حين أنه من خلال تخريباته كان يكتشف شيئا ما عن تلك المادة أو المواد التي خربها
و إذا سألته سيقول لك أنه أراد أن يعرف ماذا سيحدث و قد لا يستطيع اجابتك و قد يبتسم و في وجهه ملامح الاستمتاع و هذا لا يستدعي الغضب بل الاهتمام و خوض حوار مبسط حتى نفهم شخصية أبنائنا و طباعهم

أنا لا أقول اترك الطفل يخرب و يصول و يجول في كل شئ بلا ظوابط و لكن لا يجب أن يشعر بالذنب او أنه سيئ و هنا على الأم و الأب أن يفصلا بين السلوك و الطفل نفسه

مثلا وجدت طفلتي الصغيرة قد وجدت المقص و حولت الستائر إلى مجزرة نسيج هنا العقاب لن يفيد أحدا فما حدث قد حدث و وقعت الخسائر و لا معنى للغضب و فقدان السيطرة و تفريغ احباطك على طفلك
هذه اللحظة التي تتخذها أما تصنع الطفل أو تدمر إبداعه مع الوقت
اولا يجب أن يتعلم الأم أو الأب السيطرة على النفس فالبرغم من هول الموقف فهذه فرصة جيدة لتعلم التحكم في النفس ثم افهم الطفلة أن ما فعلته خاطئ و لا يجب أن تفعل ذلك مرة أخرى و ليست هي سيئة فالضرب يوحي بذلك و هذا فصل السلوك عن الشخص
ثم أوجد لها بديلا و افهمها أنها إذا فعلت هذا الخطأ ثانية ستعاقب و البديل هو مجموعة من القماشات و القصاصات القديمة و مقص للأطفال شكله ملفت و ملون و ثم أقوم بحفظ المقص الكبير في مكان آمن و أؤمن المكان من أي احتمالية الإضرار و مع الوقت اوفر لها مواد مختلفة غير القماش ورق بلاستيك خفيف صوف عيدان جافة اي شئ قد يكون مثيرا للاهتمام مع المقص ، هذا سيجعل الصغيرة تجرب كل شئ و تكتشف النتائج و تتلمس مختلف الأسطح و هذا يولد الإبداع
إذا كان طفلك يرسم على الحائط إذا كان كبيرا دعه ينظف الحائط معك و في كل الاحوال أوجد له مساحة كبيرة للتلوين و الكتابة فهو يحتاج للتعبير عن نفسه بهذه الطريقة
الأوراق مثل بعض الورق الكبير المقوى الموجود في معظم المكاتب و نضعه أما على الطاولة أو الأرض بشرط أن يلتزم بالورق لذلك يجب أن تكون مساحته كبيرة بحيث يصعب عليه الخروج من مساحته
إذا كان يلازمك في المطبخ فتاة كان أو ولد لا تمنعهم و لا تمنع الولد بحجة أن المطبخ للفتيات ، هذه الفكرة قديمة و بالية

إذا كانوا يحبون اللمس اعطهم جزءا من الطعام يلعبون به مثل العجين و لا تخف فهي نعمة تذهب في مكان جيد أيضا و إذا كان الطفل يحب اللعب بمواد المطبخ وفر له بعض القطع البلاستيكية أو أعطه بعض المهام الصغيرة مثل ترتيب علب البهارات مثلا إذا كان كبيرا في السن و يستطيع حمل الأشياء

حاول/ حاولي دائما إيجاد حلول بديلة بدلا من العقاب الصراخ أو الضرب لكن معاملة الطفل على أنه شقي و حسب و تقييده بالقوانين الكثيرة يقتل الإبداع
إذا اعجبكم المقال شاركوه مع من تعتقدون أنه يحتاج لهذا المقال و من لديه افكار جيدة لتحفيز الإبداع عامة يشاركها في التعليقات

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    طفلك الموهوب

    مدة القراءة: 5 دقائق

    أغلب الآباء و الأمهات الذين يهتمون بتنمية مهارات أطفالهم و مساعدتهم على الوصول لموهبتهم يعتقدون إنهم قادرين على اكتشافها بأنفسهم في حين أن الوحيد القادر على ذلك هو الطفل نفسه ، كيف ذلك ؟
    الطفل أقرب لفطرته من الكبار و يعمل بفطرته أكثر و هو يجرب بدون خوف و عندما يعجبه شئ فهو يظل يكرره باستمرار و يبحث عن احتمالية وجود بعض الأشياء بخيال أكبر يجعله يطرح الكثير من الأسئلة و يبحث و يجرب حتى لو كان هذا الشئ غير منطقي للشخص الناضج و الطفل لديه دائما فضول و حب للاكتشاف و التعرف على محيطه بدون شروط و قوانين
    فأغلب الأشخاص المبدعين هم الذين كانوا يخرجون عن القوانين و يوسعون دائرة الحدود من حولهم لتتسع للأفكار الإبداعية

    خطأ ما يقال عن الطفل في العالم العربي فهو ليس كالعجينة ليتشكل على أيدينا من ناحية المواهب و الهوايات و النشاطات فمهما أجبرت طفلك على نشاط و هو لا يحبه فلن يبدع فيه و لن تستطيع أيها الأب أو الأم أن تجبره على ما تريد و تتوقع أن يقدم فيه أفضل ما لديه و ليس هكذا تؤكل الكتف

    دور الأبوين أحدهما أو كلاهما يأتي في الملاحظة و المراقبة لما يفعله الطفل و إيجاد البيئة المناسبة لما يحبه و تشجيعه و دعمه مهما كان عمره صغيرا
    ذلك يتطلب من الأهل مستوى من الاهتمام و تخصيص الوقت الكافي لملاحظة شخصية الطفل و عادة تكون الأم لأنها أكثر ملازمة لأطفالها و أحيانا يكون الأب إذا كان يوليهم انتباهه خلال فترة تواجده معهم

    عندما تلاحظ أن طفلك يهتم بشئ ما فليس بالضرورة أن تكون تلك موهبته و لكن قد يكون شئ يحبه فلا تستعجل طفلك لإظهار شي مختلف و متميز و لا تضغط عليه للحصول على شئ منه فهذه الأشياء تأتي بشكل عفوي و في أوقات مختلفة و بأشكال متباينة

    كذلك لا تقارنه باخوته لأنه كل طفل يختلف عن الآخر و ليس بالضرورة أن يكونوا جميعهم موهوبين في نفس الوقت ، كل إنسان حباه الله بموهبة و بعضهم يكتشفها في سن صغيرة و البعض بعد أن يكبر و البعض لا يهتم و أكثر الناس يقضون حياتهم كلها بدون أن يستخدموا موهبتهم أو أن يتعرفوا عليها
    فإذا أردت لطفلك أن يتعرف على موهبته و هو ليس مهتما فلا تقلق إذا كان الطفل عاديا فهذه ليست نهاية العالم

    القاعدة الأساسية هي "دعه يكون ما يكون" و إذا لاحظت اهتمامه بشئ أكثر من باقي الأشياء قدم له التشجيع و الدعم و إذا تركه فلا بأس و عندما يبدأ بالاهتمام بشئ آخر ادعمه و شجعه أيضا حتى لو كان سيتركه فهذا شئ طبيعي بل مستحب جدا فهو يبحث عما يحبه أكثر و هو في رحلة اكتشافه لقدراته و قد يستغرق ذلك زمنا فعليك عليكي أيتها الأم و أيها الأب بالصبر و التفهم فهكذا يصل الناجحون لاهدافهم

    اسألوا اي شخص نجح و تميز في نجاحه عن هذه العادة ستجده قد جرب الكثير من الأشياء حتى وصل إلى ما يريد فعلا القيام به و يفعله بشكل أفضل من كل المحاولات الأخرى

    و ما بين تهيئة الجو للنجاح و ترك الطفل يكون نفسه فالنقطة الثانية اقوى من الأولى و هي القاعدة الأساسية كما ذكرت سابقا

    و الدليل على ذلك أن هناك أشخاص اكتشفوا مواهبهم و هم صغار بدون إي دعم و أحيانا في ظروف سيئة و لكنهم كانوا على ما هم عليه و لم يستطع أحد أن يقص اجنحتهم فطاروا
    و البعض يطيرون من منصات الدعم و هو ليس شيئا سيئا على الإطلاق
    للأسف بعض الآباء و الأمهات يقصون أجنحة أطفالهم بحجة التأديب و أن الطفل "شقي" و قد يكون الطفل فعلا قد فعل شيئا في حسبتنا نحن ككبار خطأ أو نوع من التخريب فيقومون بمعاقبته بالضرب أو الحبس أو المنع بدون أن يعرفوا سبب قيام الطفل بذلك
    في حين أنه من خلال تخريباته كان يكتشف شيئا ما عن تلك المادة أو المواد التي خربها
    و إذا سألته سيقول لك أنه أراد أن يعرف ماذا سيحدث و قد لا يستطيع اجابتك و قد يبتسم و في وجهه ملامح الاستمتاع و هذا لا يستدعي الغضب بل الاهتمام و خوض حوار مبسط حتى نفهم شخصية أبنائنا و طباعهم

    أنا لا أقول اترك الطفل يخرب و يصول و يجول في كل شئ بلا ظوابط و لكن لا يجب أن يشعر بالذنب او أنه سيئ و هنا على الأم و الأب أن يفصلا بين السلوك و الطفل نفسه

    مثلا وجدت طفلتي الصغيرة قد وجدت المقص و حولت الستائر إلى مجزرة نسيج هنا العقاب لن يفيد أحدا فما حدث قد حدث و وقعت الخسائر و لا معنى للغضب و فقدان السيطرة و تفريغ احباطك على طفلك
    هذه اللحظة التي تتخذها أما تصنع الطفل أو تدمر إبداعه مع الوقت
    اولا يجب أن يتعلم الأم أو الأب السيطرة على النفس فالبرغم من هول الموقف فهذه فرصة جيدة لتعلم التحكم في النفس ثم افهم الطفلة أن ما فعلته خاطئ و لا يجب أن تفعل ذلك مرة أخرى و ليست هي سيئة فالضرب يوحي بذلك و هذا فصل السلوك عن الشخص
    ثم أوجد لها بديلا و افهمها أنها إذا فعلت هذا الخطأ ثانية ستعاقب و البديل هو مجموعة من القماشات و القصاصات القديمة و مقص للأطفال شكله ملفت و ملون و ثم أقوم بحفظ المقص الكبير في مكان آمن و أؤمن المكان من أي احتمالية الإضرار و مع الوقت اوفر لها مواد مختلفة غير القماش ورق بلاستيك خفيف صوف عيدان جافة اي شئ قد يكون مثيرا للاهتمام مع المقص ، هذا سيجعل الصغيرة تجرب كل شئ و تكتشف النتائج و تتلمس مختلف الأسطح و هذا يولد الإبداع
    إذا كان طفلك يرسم على الحائط إذا كان كبيرا دعه ينظف الحائط معك و في كل الاحوال أوجد له مساحة كبيرة للتلوين و الكتابة فهو يحتاج للتعبير عن نفسه بهذه الطريقة
    الأوراق مثل بعض الورق الكبير المقوى الموجود في معظم المكاتب و نضعه أما على الطاولة أو الأرض بشرط أن يلتزم بالورق لذلك يجب أن تكون مساحته كبيرة بحيث يصعب عليه الخروج من مساحته
    إذا كان يلازمك في المطبخ فتاة كان أو ولد لا تمنعهم و لا تمنع الولد بحجة أن المطبخ للفتيات ، هذه الفكرة قديمة و بالية

    إذا كانوا يحبون اللمس اعطهم جزءا من الطعام يلعبون به مثل العجين و لا تخف فهي نعمة تذهب في مكان جيد أيضا و إذا كان الطفل يحب اللعب بمواد المطبخ وفر له بعض القطع البلاستيكية أو أعطه بعض المهام الصغيرة مثل ترتيب علب البهارات مثلا إذا كان كبيرا في السن و يستطيع حمل الأشياء

    حاول/ حاولي دائما إيجاد حلول بديلة بدلا من العقاب الصراخ أو الضرب لكن معاملة الطفل على أنه شقي و حسب و تقييده بالقوانين الكثيرة يقتل الإبداع
    إذا اعجبكم المقال شاركوه مع من تعتقدون أنه يحتاج لهذا المقال و من لديه افكار جيدة لتحفيز الإبداع عامة يشاركها في التعليقات

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين