عائلات مفككة

»  عائلات مفككة
مدة القراءة: 2 دقائق

عندما نتحدث عن العائلة المفككة يتبادر إلى الذهن عائلة مكونة من أفراد يتقاتلون على المال أو الميراث، أو عائلة طلق فيها الأب الأم وتبعثر الأبناء بين هذا وذاك. حسنًا، هذة عائلة معذبة وليست مفككة. العائلة المفككة هي تلك التي يعيش أفرادها تحت سقف واحد لكن لا يعلم أي منهم عن الآخر. هذة عائلات قد نعتبرها راقية أو مثقفة أو حصل أفرادها على تعليم جيد.

مثل هذة العائلات منتشرة في كل مكان تقريبا من الشرق إلى الغرب. في الشرق والقصد هنا الوطن العربي نجد العائلات المفككة تظهر بمظهر جيد أمام الناس والكل فيها يبدو أنيقا ومتعطرا وممتطيا سيارته يذهب إلى العمل ويعود ليجتمع أفراد العائلة على الغداء والعشاء وفي المناسبات المختلفة لكن ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ). كل فرد في العائلة مهتم بنفسه وبمستقبله ولا تجمعه بالآخرين إلا مائدة الطعام. فقط الطعام أو برامج التلفزيون وكأنهم غرباء يجتمعون في مقهى عام.

لا يستطيع أحدهم رؤية الآخر، أقصد أن يرى وضعه الحقيقي هل هو بخير أم فقط يبتسم ظاهريا. في إحدى العائلات المفككة وهذة قضية عرضت علي مؤخرا، قضت البنت الوحيدة في البيت ما يقارب الأربعة أشهر وهي تستخدم صالة البيت كغرفة نوم ليس لسبب عظيم وإنما لأن سجادة غرفتها تآكلت وصارت تسبب لها الحساسية في عينيها وصار وقت إستبدالها. تركت غرفتها مؤقتا حتى يتم إستبدال السجاد لكن مضت أربعة أشهر وهي تنام في الصالة. أبوها لا يراها، أمها لا تراها، أخوها لا يراها. لا يستطيعون رؤية وضعها المزري. لماذا؟ لأنها عائلة مفككة لا يهتم فيها أحدهم بالآخر. بدى لهم طبيعي أن البنت الوحيدة في البيت تنام أمام الجميع وقد ينكشف من جسدها ما لا يجب أن يراه غير الزوج ( مستقبلا ) نحن هنا نتحدث عن عائلة لا ينقصها المال أبدا.

هذة مجرد قصة واحدة من قصص كثيرة. يجب علينا أن نعيد صياغة مفهوم العائلة المفككة في تفكيرنا. عندما يعيش الإنسان في عائلة لا تكترث لأمره فهو عمليا يعيش في عائلة مفككة. ما دور العائلة إن لم يكن تبادل الإهتمام والرعاية؟ الحرية ليست في ترك الناس وشأنهم لأن هذا حق طبيعي لكل فرد من أفراد العائلة أن يستطيع تقرير مصيره ويحدد إختياراته الشخصية سواء في الدراسة أو العمل أو الزواج أو ممارسة الهوايات، لكن هذا لا يعني أبدا أن نتوقف عن الشعور بمن حولنا أو أن نمد لهم يد العون أو نستفسر عن أحوالهم وتقديم الدعم لهم. فك الإرتباط لم يعني يوما أن نتوقف عن الشعور بالآخرين وبحاجاتهم. حاجاتهم التي قد لا يستطيعون الإفصاح عنها لرب البيت لسبب أو آخر.

هل أنت من عائلة أنيقة مفككة؟

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    عائلات مفككة

    مدة القراءة: 2 دقائق

    عندما نتحدث عن العائلة المفككة يتبادر إلى الذهن عائلة مكونة من أفراد يتقاتلون على المال أو الميراث، أو عائلة طلق فيها الأب الأم وتبعثر الأبناء بين هذا وذاك. حسنًا، هذة عائلة معذبة وليست مفككة. العائلة المفككة هي تلك التي يعيش أفرادها تحت سقف واحد لكن لا يعلم أي منهم عن الآخر. هذة عائلات قد نعتبرها راقية أو مثقفة أو حصل أفرادها على تعليم جيد.

    مثل هذة العائلات منتشرة في كل مكان تقريبا من الشرق إلى الغرب. في الشرق والقصد هنا الوطن العربي نجد العائلات المفككة تظهر بمظهر جيد أمام الناس والكل فيها يبدو أنيقا ومتعطرا وممتطيا سيارته يذهب إلى العمل ويعود ليجتمع أفراد العائلة على الغداء والعشاء وفي المناسبات المختلفة لكن ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ). كل فرد في العائلة مهتم بنفسه وبمستقبله ولا تجمعه بالآخرين إلا مائدة الطعام. فقط الطعام أو برامج التلفزيون وكأنهم غرباء يجتمعون في مقهى عام.

    لا يستطيع أحدهم رؤية الآخر، أقصد أن يرى وضعه الحقيقي هل هو بخير أم فقط يبتسم ظاهريا. في إحدى العائلات المفككة وهذة قضية عرضت علي مؤخرا، قضت البنت الوحيدة في البيت ما يقارب الأربعة أشهر وهي تستخدم صالة البيت كغرفة نوم ليس لسبب عظيم وإنما لأن سجادة غرفتها تآكلت وصارت تسبب لها الحساسية في عينيها وصار وقت إستبدالها. تركت غرفتها مؤقتا حتى يتم إستبدال السجاد لكن مضت أربعة أشهر وهي تنام في الصالة. أبوها لا يراها، أمها لا تراها، أخوها لا يراها. لا يستطيعون رؤية وضعها المزري. لماذا؟ لأنها عائلة مفككة لا يهتم فيها أحدهم بالآخر. بدى لهم طبيعي أن البنت الوحيدة في البيت تنام أمام الجميع وقد ينكشف من جسدها ما لا يجب أن يراه غير الزوج ( مستقبلا ) نحن هنا نتحدث عن عائلة لا ينقصها المال أبدا.

    هذة مجرد قصة واحدة من قصص كثيرة. يجب علينا أن نعيد صياغة مفهوم العائلة المفككة في تفكيرنا. عندما يعيش الإنسان في عائلة لا تكترث لأمره فهو عمليا يعيش في عائلة مفككة. ما دور العائلة إن لم يكن تبادل الإهتمام والرعاية؟ الحرية ليست في ترك الناس وشأنهم لأن هذا حق طبيعي لكل فرد من أفراد العائلة أن يستطيع تقرير مصيره ويحدد إختياراته الشخصية سواء في الدراسة أو العمل أو الزواج أو ممارسة الهوايات، لكن هذا لا يعني أبدا أن نتوقف عن الشعور بمن حولنا أو أن نمد لهم يد العون أو نستفسر عن أحوالهم وتقديم الدعم لهم. فك الإرتباط لم يعني يوما أن نتوقف عن الشعور بالآخرين وبحاجاتهم. حاجاتهم التي قد لا يستطيعون الإفصاح عنها لرب البيت لسبب أو آخر.

    هل أنت من عائلة أنيقة مفككة؟

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين