الجانب الإبجابي لشعور عدم الرضا عن المنجز أو العمل هو أنه يجعلك تعيش ضمن دائرة التطور والتحسن المستمر وبالتالي تحقق قيمة النمو بشكل أتوماتيكي، فأنت لو كنت راضيا عن عملك فستتوقف عن الإبداع بشكل تلقائي وسيصبح كل شئ تقوم به هو روتين تعودت عليه و بالتالي لن تقدم الجديد في وظيفتك أو هواياتك.
في أحد المرات سألت مذيعة قناة MBC الممثل الهندي الشهير أميتاب باتشن عن سر الشهرة والنجاح التي وصل إليها، فأجاب : شعور عدم الرضا هو الذي جعلني ما أنا عليه اليوم، وقال أيضا لو رضيت عن عملي من أول فيلم لي لتوقفت عن التصوير ولما كان لي فرصة التمثيل في أدوار متنوعة ومتعددة، لأنني في كل مرة كنت غير راضي و أتطلع دائماُ إلى المزيد والمزيد.
لكن إن زاد هذا الشعور عن حده و بالغت فيه تحول إلى نقمة قد تجعلك تسقط في جحيم المثالية دون أن تدري، ذلك الجحيم الذي يفقدك لحظة الاستمتاع بعد كل نجاح تحققه.
إذن إجعل عدم الرضا عامل محفز لك من أجل أن تطور نفسك و تجدد إمكانياتك ومهاراتك لتصل إلى ما تريد. ما يجعلك توفق في ذلك هو أن تكون متوازن تعرف متى تكتفي و ترضى على ما هو منجز عندك ومتى تتطلع إلى المزيد.
في إعتقادي الشخصي عدم الرضا يكون مقبول كشعور في الحالات التالية:
1- عندما لا يشكل عليك ذلك الضغط الذي يعطيك الألم قيكون الألم والخوف هو الذي يدفعك إلى المزيد من العمل بدل الاستمتاع والرغبة في الإنجاز.
2- عندما لا تقرنه بقيمتك في الحياة، بمعنى بدل أن يكون شعورك بعدم الرضا عن العمل يتحول إلى عدم الرضا عن ذاتك. فترى قيمتك من خلال كل منجز تقدمه وتحصل عليه وهذا خطأ شائع عند الكثيرين، قيمتك محفوظة دائماً مهما كانت الإضافة التي تقدمها في حياتك.
3- عندما لا يعطيك شعور العجز أمام العمل أو المنتج الذي تريد تحصيله فكل شئ قابل للتطوير والتحسين مهما كانت درجة تعقيده في حياتك.