مالحب بمعناه العميق ..لماذا يبحث الناس تائهين بحثا عن الحب دون وعي و اتزان متنقلين من علاقة لعلاقة يتغنون باغاني الفراق والحزن والآلم ..؟؟
موضوع عميق أصل كل الحكايات والمعاناه ويطول فيه الحديث ولكن ببحثي الخاص جدا ونظريتي انا في السبب الأصيل لعملية البحث نفسها عن الحب وليس في مايعقبها من نتائج فاشلة ومؤلمة ..
الله خلق الانسان وكرمه وعلمه الأسماء كلها وخلقنا لعبادته عبر إعمار أرضه التي نحن فيها خلفاء معمرين ..لذلك وضع الله في كل نفس بشرية ذكر وأنثى قدرات ومواهب عظيمة و التي تعطيه قيمته الحقيقية في هذا الكوكب والتي يخلد بها أثره وذكره الجميل الذي ينشده من خلال استثمار تلك المواهب في اعمار الأرض و اسعاد نفسه والناس جميعا .
في رحلة البحث عن الحب يبحث احد الطرفين عن قيمته المفقودة في داخله فيسعى لإيجادها في طرف مختلف عنه ليثبت لنفسه وللناس انه ذو قيمة عند أحد ما في هذا الكون ومهما كلف الأمر من تنازلات واوجاع ..
النفس مليئة بالمواهب والعظائم لايراها الباحثون عن الحب لأنهم لم يعرفوا ما تمتلئ به نفوسهم من قدرات بالإضافة للطاقة المختزنة لتلك المواهب التي تحتاجها تلك القدرات لترى النور ..ففي حالة عدم رؤوية هذا العظائم في النفس ..تصبح كخلاط الطعام الكهربائي الفارغ الذي يدور محركه وهو فارغ ينتظر من يملأه ..بأي شيء كان .. و لو ماء تبعثرها طاقة ذلك الخلاط في كل مكان ..فكان الحب الوهمي سببا في تبعثر نفوس الكثيرين وقيمتهم من قبل مالايتناسب مع تلك النفس الفارغة من محتواها الممتلئة بالطاقة غير المستغلة ..
في الوقت نفسه يخبرنا العلماء أن الانسان العادي يمتلك عشر مواهب على الأقل يبدع بها وتميزه ...وفي الوقت نفسه أقول لكم لدينا عشرة اصابع يزين كل أصبع بصمة على رأسه وهذه البصمة معناها الاثر ...اي تستطيع أن تترك عشر أنواع من الأثر في هذه الأرض التي هي بحاجة الموهوبين لإعمارها بأي طريقة أنت تمتلكها وتميزك عن غيرك ..
تلك هي ببساطة معادلة الحب التائه عن أصحابة ..فبداية أي حب هو حب نفسك التي تستطيع بها أن تجد نفسك وقيمتها الحقيقية فيك دون الحاجة المرة للبحث عن قيمتها في الآخرين .. بل يصبح كل حب إضافة جميلة لحياتك المليئة بالحب أصلا وليست نفسك الفقيرة له في هذه الحالة يصبح اختيار الشريك الروحي اختيار يحضره الوعي والروح المحررة من الاحتياج والعذاب الذي لاينتهي ..خيارا تسعد به انت وشريك الذي يرغبكركما أنت وترغبه كما هو وحبكم في كل يوم يزداد لا يتراجع والذي تسيران فيه معا نحو الابداع والحرية والتألق وكل في مجاله الذي يبرع فيه ..
نعم للمشكلة أصول وتبدأ من الأباء والأجداد الذين اعتادوا على صناعة نسخ منهم وكبح جماح حرية كينونة أبنائهم فخرجوا للدنيا غير مبصرين بأنفسهم لايعلمون عنها شيئا .
الحل الذي يقودك للتوازن هو البحث بداخلك عن قيمتك العليا التي تجد بها نفسك تعمل بها بعشق لا يتوقف ..تجد كينونتك الحقيقية التي تغنيك عن البحث عنها بالخارج وتصلك لحالة من التوازن تجعلك قادرا على اختيار شريك حياتكم الروحي التوأمي بخيار روحي واعي متحرر من كل القيود التي تفقد البصر والبصيرة ...
ساعدوا أنفسكم وساعدوا اولادكم ليجدوا رسالتهم في الحياه ومواهبهم الدفينة ليخرج جيلا اكثر توازنا وابداعا منكم . ابتداء من وضع الأهداف التي تملأ حياتهم وحياتكم بدءا بأهداف صغيرة سيرا بالتدرج الى الاهداف العليا ...
دمتم بحب عميق يملأ حياتكم
غادة حمد ....عيشها صح ..