عقوق الأبناء فعقوق النفس فعقوق الآباء سلسة متصلة على التوالي
ربما كانت الجرائم تمثل تشوها ما في المجتمع وخللا في تركيبته النفسية والفكرية اللا منطقية .فكلما ازدادت الجريمة دون العودة الى الدافع الحقيقي لمرتكبها كلما مع السنوات ازدادت نوعيتها وبشاعتها وضد من توجه .
إبن يقتل أمه و يقطع رأسها قضية استوقفتني للتفكير بها ملياً .أكد الإبن على قتله لوالدته بعد ذهاب تأثير مادة الجوكر التي كان قد تناولها قبل تنفيذ جريمته . قتل مع قطع الرأس مع الأعتراف مع طلبه للقضاء بإعدامه فوراً
أي جريمة برأي وحسب فهمي تحدث بعد تأثير المادة المخدرة او المذهبة للعقل هي فكرة تبدأ قبل وقت وليس يقليل من تناول هذا المخدر و ما المخدر الا مادة تؤخذ بوعي لتغيبه لتترك الكرة للاواعي لينفذ ما يعجر عن تنفيذه أو التخلص منه وهو واعي ففكرة قتل الإبن لامه موجودة بقوة في ذهنه دون تأثير المخدرات
السؤال الذي تساله الدوله ما الدوافع للقتل ؟ والسؤال الأعمق مالدوافع الخفية التي تجعل من إبن يقتل أمه خاصة التي طالما كانت الأم رمزاً للوطن الذي يجمع كل مختلف فيه على الحب والانسجام
أنه العقوق والعقوق هو الشق من المشقة فقبل أن يعق الولد أمه أعقته حتى أدمى العقوق نفس هذا الشاب فعقته نفسه وتمردت عليه .فلو علم الشاب ان موروث طاعة الوالدين من طاعة الله هو كذبة أسروه بها لما وصل الى هذا الوضع الآن لتمرد على أبويه وفعل ما يريد دون تأنيب ضمير وجلد لذاته التي تقول له ان الله غضب عليه فعليه ان يطيع والديه الذين غيروا مسيرة حياته وكينونته بما يريدون وهم غير مدركين خطورة ما يفعلون من حكم لا حق لهم فيه في تحديد مصائر أبنائهم على هواهم تحت شعار نخاف عليكم و نعرف مصلحتكم اكثر منكم تحت شعار كاذب لا أساس له أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة بإمارة الفشل الذريع الذي يعتلي المجتمعات العربية.
ما معنى هذا الكلام
لطالما ركز الاستاذ عارف الدوسري على موضوع الوالدين والذي يلاقي هجوماً متخلفاً لا يرقي لأن يطرح في هذه المقالة والذي يشكر على جرأته في تحطيم هذا الصنم المعبود رغم بغض الأبناء لهذا الصنم
نعم إنهم الوالدين الذين شقوا على الأبناء أنفسهم فشقت عليهم و تمردت فتمرد العقوق الى ما هو أسوء من القتل بإرادة واعية بل القتل والتمثيل بالمقتول القريب الى الروح أمه مع تكرار نفس الحالة وأفضل تصريح تجده الدوله تهدء به روع المجتمع هو " مريض نفسياً " فيهدأ المجتمع ويقول الحمدلله أبنائنا سويين ليسوا مرضى والنار تسير من تحتمهم وهم لا يدركون ليستمروا في عاداتهم القهرية لأبنائهم مدعيين الفهم وحسن التربية فالسجين يكره سجانه مهما كان .
لا يعلم الكثيرين أن النفس البشرية خلقت بالفطرة حرة أساس وجودها الاختيار لا الإجبار بل تعشق النفس من يجعلها تختار بملئ ارادتها .ولكن الوالدين الذين لم يتنازلوا يوما لقراءة صفحة في جريدة عن تربية الأبناء يعتقدون أن أبنائهم لديهم نفس أصلا إنما هم ممتلكات لهم و دمى يحركونها كما يريدون وغير أهلا بالمسؤولية يتركونهم حطاما بعد أن يملوا تحريك هذه الدمى أبنائهم لتبدأ حملة جديدة من الوالدين بالاتهامات و الألقاب السيئة التي تقول لهم أنهم فاشلين ودعواتهم المستمرة أنهم فنوا أعمارهم من أجلنا موسيقى عربية تعزف بأسوأ الألحان من الامهات والآباء
فنوا اعمارهم الفانية أصلاً لانهم ليس لهم كينونه كل كينونتهم أنهم أنجبوا اولاد فقط فهم فانيين أصلا قبل مجيء أبنائهم الى الدنيا .فالذين وجدوا كينونتهم من الآباء والأمهات انتجوا افرادا مميزين فاعلين واحرار لأنهم يعلموا جيدا كيف يصنعوا النجاح .
من خلال خبرتي الماضية في التأمل بحياة الناس وجدت أكثر المحسنين لآبائهم هم الذين كانوا يتمتعون بقدر كاف من الحرية جعلتم يستمتعون بها ويشعرون بكينونتهم سعيدين منطلقين نحو مايريدون .فكانوا محبين لوالديهم بارين بهم وبشكل تلقائي ودون دعوات الدين لبرهم بل بحب تلقائي نقي لا تشوبه آلام السنين المتراكمه وعدم الغفران في كل مرة يقمع بها طفل او شاب وتكسر نفسه لحركة ما تعبر عن كينونته
ومع ظلم الأباء على مر السنين أجد أن عقوق النفس أكثر بكثير من عقوق الوالدين .يلجا لها الاولاد لتدمير ذواتهم و عقوق نفوسهم انتقاما من والديه بدلا عن عقوقهم هم .عقوبة لا يصرح بها الشاب تجاه والديه برا بهم هو فقط يدمر نفسه بصمت حتى لا يكسر ذلك الصنم ويفعل ما يريده هو خوفا من الله يدمر نفسه افضل من عقوق والديه
طفل في الخامسة عشرة من أقرباء أبنائي وجده ابني يدخن فسأله عن السبب فقال له ببساطة لقهر والديه الذين يعيشون معركة زوجية حادة و انتقاما من والده الذي يعتبر ابنه ندا له ويدخل معه معركة لا متناهية الحدود
في مقالتي أدعو الآباء الكرام بأن يتنازلوا عن كرسي الحكم والفهم في عرش بيوتهم .أن يتعلموا أكثر كيف هي تربية الأبناء التي لا يتسع شرحها بمقالة .
أدعوهم لمعرفة النفس البشرية التي إن عاشت بالإجبار تمردت على صاحبها فإما أن تقتل سجانها او تقتل نفسها .
دعواتنا بالوعي لو كنتم متأملين قليلا هي في الحقيقة دعوات بعمقها تقود للإحسان بالوالدين وليس الى عقوقهم فأنت عندما تحرر إبنك في خيارته بحياته و تكن له داعما ولو بالكلمات فقط وعلى كل المستويات وفي جميع الأعمار على مستوى حرية اختيار لعبته أنت كسبت قلبه وحبه ونلت بره التلقائي الذي لن يحدد بمقدار .
وللابناء الذين تنازلوا عن كينونتهم برا بوالديهم اقول لهم سامحوا آبائكم وتحرروا بحب من قيودهم واصنعوا عالمكم الذي تريدون إن واجهتم العنف العائلي إليكم خطة عارف الدوسري في هذا المقال "من حقك الدفاع عن نفسك" فيها تكنيكات ذكية مع مع عمل مناعة من العنف المضاد
كن ذكيا بالتحرر وثق أن الله معك وبالوالدين إحسانا فقط أيها الآباء والأبناء
عيشها صح غادة حمد