التعليم من أعظم القيم والمهن الإنسانية..يتراءى لك ذلك إذا كنت معلماً سواء كنت ناشئاً او خبيراً في مدرسة اومعهد أو كلية ..ومن المرجح انك ستشعر بقمة الإنشراح والسرورعندما يتقدم بك مشوار الحياة وتجد احد تلامذتك قد تقلد مكانأ مرموقأ او أصبح في مصاف الناجحين والمشاهير..حبك للتعليم وإتقانك له يساهم مساهمة كبيرة في عقول النشء ونفسياتهم....يؤثر في إقبالهم وشغفهم نحو ما تمد وتغذي به عقولهم ..فضلا عن ان لا احد ينسى المعلم الذي أثر فيه ونقل إليه المعلومات ووضعه على اول سلم المعرفة...فهو يشعر نحوه بأسمى مشاعر الحب والإعزاز.
ما أود أن أحدثك عنه اليوم هو تعليم من نوع آخر.. ليس التعليم المعرفي او الأكاديمي المعتاد..بدون شك نحن في عصر الحداثة الرقمية او الانترنت الذي لن تكتفي بالتعليم المدرسي والجامعي كي تنجح في حياتك بل تحتاج الى تعليم من الطراز الحديث انه التدريب على فنون الحياة من إدارة ووعي بالذات وإكتساب مهارات وقدرات تساعدك في التطور سريعاً وتقطع بك شوطاً كبيرا في مناحي حياتك وتختصر عليك خبرات تحتاج امداً طويلاً لإكتسابها لتلاحق ركب التغير والتقدم الهائل...انت تحتاج الى قدوة ناجحة في مجالك
هذا المدرب يستطيع إخراج افضل ما لديك ويجعلك تبذل أقصى ما في وسعك وتواصل السير في درب تختاره لنفسك لكي تتفوق وتبدع.
انه لا ينتظر منك شيئا هائلا ًً في المقابل..انه مثل المعلم الذي علمك الحرف ..لا يريد ان تصير له عبدا .. فقط ان توفه التبجيل.
هناك إعتقاد سائد أن المعلومات والمعرفة متاحة للجميع عبر وسائل البحث الإلكتروني الحديثة..لا يخدعنك هذا الإعتقاد..المعلومات متوفرة فعلا ولكنها فقيرة وهزيلة بالمقارنة بالمعلومات القيمة والثمينة التي لن يمتلكها سوى من سيدفع ثمنها ويبذل جهدا ووقتا في السعي نحوها والتي لن تجدها متاحة للجميع ...انها مثل الوجبات السريعة في المطاعم تخلو من القيمة الغذائية ومضرة بالصحة رغم توفرها وسهولة الوصول إليها...
هنالك مفهوم اخر يتداوله الناس يقال لمن يطالب بقيمة مالية لما يملكه من معلومات غير متاحة
ينبغي ان تقدم زكاة عن علمك ومعرفتك.. ولا تبخل على من يطلبه منك او يسألك..اذا لم تفعل ذلك..يتهمونك بالبخل والتقصير ومنع زكاة المعرفة لإشعارك بالذنب وأنك تسعى نحو المال دون غيره.
لا شك أن نشر العلم او المعرفة يجب ان يزكى عنها لتطهير النفس ونفع الناس ولكن بشروط ..احداها ان تقدم لمن يطلبها ولا قدرة له على دفع ثمنها مثل التلاميذ والطلاب محدودي الدخل...ومن لا يمكنه السعي للحصول عليها مثل من يقطن دور الإيتام ومحدودي القدرات ويسعون للتعلم..ومن يقطنون في أماكن يصعب الوصول إليها ..اما من لديه المال ولا يريد دفع ثمن ذلك بحجة ان المعرفة متاحة للجميع هي حجة واهية وغير حقيقية ومن اطلقها يرغب في نيل المعرفة المجانية ولا يمكنه تقدير وتبجيل قيمة اي معلومة و يكاد يستحق لقب البخيل الطماع فيما ليس من حقه.
اذا كنت متدرب
عليك اختيار المدرب الماهر المتمكن من أدواته. لتجنب النفور والعزوف عن الاستمرار في التعلم...
-لا تذهب الى معلم او مدرب لا يحمل علما وخلقا وخبرةً..
اما اذا كنت مدربا
ان ما تفعله شيء عظيم..مؤثر وملهم عندما تدرب شابا او فتاة كأنك دربت أسرة ومجتمع ..كلماتك الملهمة تصنع أثراً طويل الأمد.توجيهك وإرشاداتك ستكون كالشعاع الذي ينير طريق الشباب.
في المقابل أحذرك من احد مساوىء التدريب لمن ليس اهلا له وهذه حالات قليلة.. ان ما تعلمه إياه قد يستخدم ضدك او ربما تكأفأ بالجحود والنكران..كيف يحدث ذلك؟
..يمكن ان تدرب احداً وتؤثر فيه فكريا فيقوم بنقل كل ما علمته بدون ان ينسب لك الفضل او يعترف بذلك ناسباً لنفسه كل ما فعلت ليستفرد بالمديح والشهرة دونك..إنها أفة من آفات التدريب ..نكران الفضل....
يمكن أيضا أن يكون المتلقي سيء الظن فيستخدم هذه المعلومات ضدك بكشف اي موطن ضعف وخلل في فهم ما تلقاه منك فيظهر ذلك على انه قصور في مصادرك ويفضحك لإظهار تفوقه وبراعته..
تروى وتأنى واحسن الاختيار في نقل ما تعرفه على اساس ثابت وقوي.
قف للمعلم ووفه التبجيل لا تزال وتظل أساس العلاقة بين المعلم والموجه والمدرب وتلميذه...... لذا يجب عليك اختيار تلاميذك بعناية وحرص.. علم ودرب كل من تتوسم فيهم الخير والصلاح حتى لا ينطبق عليك بيت الشعر المشهور..علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني.