هذا الفيلم الذي يتكرر في حياة كل إمرأة تقريبا. لا أعرف إن كانت هناك إمرأة قد تخلصت من مرض الغيرة أم لا. ما أستطيع أن أؤكده هو أن تلك المرأة ستكون أسعد إنسانة على ظهر الكوكب لأنها ستكون أقوى من أي رجل تقابله في حياتها.
لا أتحدث عن اللا مبالاة وإنما التخلص من الغيرة التي تعتمل في الصدر فتشوش العقل وتزعج الحبيب والقريب وحتى الغريب. هذا الموضوع شائك وصادم ومنيل بستين نيلة لكن لا بد من الخوض فيه لأنه سبب لآلام الكثير من النساء والرجال والبيوت التي تهدم كل يوم.
هناك فكرة مسيطرة على النساء خصوصا أن الغيرة شيء طبيعي وكأنه من الطبيعي أن يكون الإنسان شكاكا أو كاذبا أو محتالا. التي تقول بأنه لا بد من قليل من الغيرة وتصدق ببلاهة أن قليلا من الغيرة يجمل الحياة لا أعرف لماذا لا تقول أيضا أن قليلا من الإحتيال يجمل الحياة. نعم قليلا من النصب والإحتيال الخفيف سيكون مضحكا ومسليا أيضا. حتى قليلا من النذالة لا بأس به.
الناس تطرب لما يوافق الإيغو ( الأنا أو الشيطان ) الغيرة أيضا من الإيغو. الإيغو يسعد ببعض الغيرة ويزينها في النفس. تستمتع المرأة بالغيرة التي تشعر بها فتأتي صويحباتها ويشجعنها على الغيرة فتشعر بأنها طبيعية ويتغذى الإيغو جيدا حتى يسمن.
بعد أن يسمن الإيغو ويشتد ساعده يحول الغيرة المحببة لفرط البلاهة يحولها إلى شك يقطع القلب ويسلب راحة البال وهذا ما تصل إليه معظم المتشدقات بالغيرة الجميلة التي يطلقن عليها ملح الحياة. و الأصح أنها ملح الغبااااااء.
وأكيد تسعد الفتاة عندما تقرأ في كتب التراث الديني عن الغيرة، يا سلاااااام هذا يجعلها تحس بالفخر والإعتزاز بنفسها فما يكون من الإيغو إلا أن يقيم الأفراح والليالي الملاح في صدرها وعلى وقع ضربات قلبها النابض بالألم. مرحا مرحا بالإيغو. الآن تشعر الفتاة بأنها طبيعية.
لمزيد من الفهم
يجب أن يعرف الإنسان سواء ذكر أو إنثى أن قراراته وردات أفعاله تصدر من واحد من الموقعين التاليين ولا ثالث لهما. كل ردات الفعل بدون إستثناء.
المصدر الأول: الإيــــــــــــــغــو
كل ما يصدر عن الإيغو سيء. البغض، الحسد، الحقد، الشك، الغيرة، الكبر، الخيلاء، إحتقار الآخرين، الإنتقام، التشفي بالخصوم، قلة الصبر، النزوع لعنف، الكلام البذيىء، تحطيم الآخر، عدم إحترام مشاعر الآخرين وغيرها من مشاعر سلبية. هذا هو الإيغو في أبهى صوره.
المصدر الثاني: الحكمــــــــــة
كل ما يصدر عن الحكمة جميل. الحب، التفهم، الروية في إطلاق الأحكام، الصبر، الهدوء عن المصيبة، التسامي بالروح، الترفع عن الدنيىء، حب الخير، حب الجمال، حب الناس، نشر السلام، الإبتسام، الفرح للآخرين، تمني السعادة، سعة الأفق وغيرها من مشاعر سامية. هذة هي الحكمة.
الحكمة مصدرها إلهي صافي ونقي جدا. هي الحب، هي المحبة، هي السلام، هي التناغم مع عناصر الكون.
السؤال هو هل مازالت المرأة تعتقد بأن الغيرة شيء جميل؟ أقصد قليلا من الغيرة.
في الحقيقة لا أفهم كيف يمكننا التعبير عن الله بوسائل الشيطان، كيف نعبر عن الحكمة بإستخدام الإيغو، كيف نعبر عن الحسن بالتصرف السيء؟ هل هذا منطق؟
ما أنا على يقين منه ومن خلال متابعتي لحالات العديد من الأخوة والأخوات أن جوهر مشاكلهم الزوجية أو تلك المتعلقة بالحب تنبع من الإيغو الملعون، من الغيرة تحديدا. الغيرة التي يقولون بأن قليلا منها جميل.
خدعوكم الذين يعملون في التنمية البشرية عندما قالوا لكم أن قليلا من الغيرة جيد وأنتم صدقتم. صدقتم الكذبة لأنها تجعلكم تشعرون بالرضى عن أنفسكم.
________________________________________________________
يا ترى هل يمكن التخلص من الغيرة تماما؟ نعم بكل تأكيد لكن كيف؟
________________________________________________________
هذا ما سأتناوله بالتفصيل في موضوع منفصل لأن الأمر سيطول شرحه وأعلم بأنكم لا تحبون المقالات الطويلة، هههههههههه مزعجة