قناعات بديلة ...

»  قناعات بديلة ...
مدة القراءة: 4 دقائق

يعاني الناس كثيرا في حياتهم نتيجة القناعات التي و رثوها من الأشخاص الذين يعيشون معهم أو يلتقوهم و الذين فشلوا في حياتهم فألفوا الأمثال والاشعار الرنانة تعبيراً عن ألمهم من هذا الفشل بتجاربهم الخاصة . والتي علقت بالأذهان و آمن بها الكثيرون لتفعل مفعولها السحري في حياتهم لتمتد الخيبات الى أكبر شريحة من المجتمع .
القناعة هي فكرة تنتج من موقف أو حدث تم الحكم عليه بطريقة غير محايدة مع شعور مرتفع سلبي أو إيجابي ثم تكونت فكرة خاصة عن هذا الحدث وما يشابهه حتى يتكرر الموقف مع نفس الشخص أو غيره فتتركز الفكرة وتثبت لتصبح قناعة نؤمن بها . يعني أصل القناعة وتكوينها هو اصدار الحكم الأنفعالي على الاحداث اليومية العابرة لنجعلها من ضمن روتينا اليومي الذي يتكرر ..
و ما تقتنع به هو نفسه ما تعتقده و هو نفسه ما تؤمن به . والذي بات معروفا للواعيين أن ما تؤمن به هو الذي سيكون في واقعك فأنت ما تؤمن به ..ولتصل أكثر يمكننا تعريف الواقع الذي تعيشه بــ : هو وقوع ما تفكر فيه و تركز عليه باستمرار .
ولتعرف تأثير القناعة التي تؤمن بها قم بتحليل كلماتها و معانيها و تتبع الأثر النفسي التي تشعرك بها كل كلمة من مكونات قناعتك. و هنا أود أن أتناول بعض القناعات الأساسية لكل من الرجل والمرأة و تسبب لهم الكثير من المعاناة و الألم .

مثل : القناعة المنتشرة في المجتمع عبر مثل شعبي و هي :

باي نتورك

هم البنات للممات: هذه القناعة مجتمعية يؤمن بها الرجل والمرأة على حد سواء و هنا وصف البنات بالهم المستمر حتى الموت .. فلو انتبهت لحياة من يؤمن بهذا المثل لوجدت أن مشاكل بناتهم تتكاثر و تلحق بعائلتها الكثير من المسؤوليات والمعاناة طوال الوقت .. لان القناعة فعالة وهذه الفاعلية يجب أن تثبت وجودها طالما لها حيز في دماغنا إذن عليها ان تتغذى بطاقة تقوى بقوة مشاعرنا تجاهها وهذا هو الإيمان بالشيء ..
في الماضي اعتبر بعض الناس البنات "هم" نتيجة الجهل التي كانت به من فقر التعليم والعمل و الذي يجعلها غير قادرة على مواجهة الحياه في حال فقدت والديها او زوجها المعيل لها .. من هنا نستطيع نقض هذه القناعة بالعمل .. فالآن تتعلم الفتاة وتحصل على شهادة تجعل منها قادرة على مواجهة الظروف بعلمها و عملها .أي تجعل ابنتك مؤهلة لمواجهة الحياه وخوضها بحرية ومسؤولية و بالعلم مما ينقض لك هذه القناعة بقوة وسهولة .
القناعة الخاصة بالمال للرجل وهي أن المال " وسخ الجيب " من آثار هذه القناعة عدم الشعور والوصول للوفرة المالية نتيجة فقدان المال باستمرار في كل مرة تحصل عليه ..
لنحلل القناعة : هل تطيق الاوساخ الحقيقية في جيبك او على ثيابك .. الجواب لا فالتنظيف تلقائي أي التخلص منه سريعا .. ممكا سينعكس على مالك فتصرفة هباء بإرادتك أو رغما عنك لتتهيء لك الظروف المناسبة مرغمتك على صرفه لتشعر في العجز المستمر والحاجة للمال الذي ستنظفه من جيبك باستمرار ودون وعي ..
قناعة الامهات بأن الأطفال مسؤولية كبيرة :
لنحلل القناعة : كلمة مسؤول يعني محاسب والمحاسبين لابد ان يدخل الخوف الى قلوبهم نتيجة ماسيحاسب عليه من نتائج سيصل لها فيصبح الشعور المرافق للكلمة هي العبء والثقل على الكاهل والصدر معاً . فيختل توازن الإنسان بارتفاع نسبة الخوف لديه مما يجعله إما يخطئ كثيرا في تربيتهم (الامهات تحديدا ) والعناية بهم أو تهرب الفتيات من الزواج حتى لا تتحمل هذه المسؤولية وخوفها من نتائجها ..
بماذا نستبدل قناعاتنا بعد الاعتراف بها والانتباه لوجودها في ملفات عقولنا ؟
أفضل ما وجدته لتلك القناعات بالذات هي كلمة " نعمة "
نعم البنات للمات ... لاحظ لو آمن الناس بهذه القناعة كيف ستنقل الرجل والمراة لعالم مختلف تماما . خاصة أن حقيقة الأمر أن الأنثى ميسورة الرزق في كل شيء فقط لمن آمن ووعي ..
المال نعمة .. تسعد به وتعرف كيف تديره لانك تريد توافره ليسعدك فتعرف كيف تنفق وتصل للوفرة ..
الاطفال نعمة .. تثري مشاعرك بالحياة وجزء من قيمة الوجود لديك ..
لو انتبهت لشعورك وانت تقرأ الكلمة [ نعم / نعمة] لوجدت نوعين من الشعور شعور قوي بالفرح وشعور قوي بالرغبة بالمحافظة على هذه النعمة والاستمرار في امتلاكها .. لأنها تسعد ممتلكها والشيء الذي يسعدك تعتني بكل حب وطاقة عالية ..
فعندما ترى كفيف تسعد ببصرك وتسعى للحفاظ عليه لما تقدم لك هذه النعمة من رؤية ما لايقدر على رؤيته الكفيف ..
فالام مع أطفالها تتعب كثرا نتيجة خوفها وشعورها بثقل المسؤولية مما يتسبب لها بتوالي الاحداث التي تثبت لها مخاوفها وفشلها في التربية ..
لكن عندما تتحول هذه القناعة الى نعمة بدلا من مسؤولية ستبدا ترى ما سيضيفه الأطفال الى حياتها . على سبيل المثال قد تكتشف موهبتها وشغفها من خلالهم واللعب معهم في وقت لم تكن تعرفه سابقا . وقد يكونوا عونا لها على تحقيق أهدافها الشخصية بمواهبهم وإدارة أمور صغيرة هي لا تفرغ لها . إضافة الى التعليم المستمر منهم والعيش بحلة الطفولة الداخلية دائما ..
حلل قناعاتك دائما وكلماتك باستمرار وعد لمعناها الفعلي لتعلم مالذي يصنع لك التدمير الذاتي . واحرص على تحويل كل شيء الى نعم .. لأن الماس يخلق من الكربون .. فما تراه شر فيه من الخير الكثير فقط تدرب على نية تحويل ما تراه شرا الى خير ونعم ... دمتم بحب
عيشها صح
غادة حمد

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    قناعات بديلة ...

    مدة القراءة: 4 دقائق

    يعاني الناس كثيرا في حياتهم نتيجة القناعات التي و رثوها من الأشخاص الذين يعيشون معهم أو يلتقوهم و الذين فشلوا في حياتهم فألفوا الأمثال والاشعار الرنانة تعبيراً عن ألمهم من هذا الفشل بتجاربهم الخاصة . والتي علقت بالأذهان و آمن بها الكثيرون لتفعل مفعولها السحري في حياتهم لتمتد الخيبات الى أكبر شريحة من المجتمع .
    القناعة هي فكرة تنتج من موقف أو حدث تم الحكم عليه بطريقة غير محايدة مع شعور مرتفع سلبي أو إيجابي ثم تكونت فكرة خاصة عن هذا الحدث وما يشابهه حتى يتكرر الموقف مع نفس الشخص أو غيره فتتركز الفكرة وتثبت لتصبح قناعة نؤمن بها . يعني أصل القناعة وتكوينها هو اصدار الحكم الأنفعالي على الاحداث اليومية العابرة لنجعلها من ضمن روتينا اليومي الذي يتكرر ..
    و ما تقتنع به هو نفسه ما تعتقده و هو نفسه ما تؤمن به . والذي بات معروفا للواعيين أن ما تؤمن به هو الذي سيكون في واقعك فأنت ما تؤمن به ..ولتصل أكثر يمكننا تعريف الواقع الذي تعيشه بــ : هو وقوع ما تفكر فيه و تركز عليه باستمرار .
    ولتعرف تأثير القناعة التي تؤمن بها قم بتحليل كلماتها و معانيها و تتبع الأثر النفسي التي تشعرك بها كل كلمة من مكونات قناعتك. و هنا أود أن أتناول بعض القناعات الأساسية لكل من الرجل والمرأة و تسبب لهم الكثير من المعاناة و الألم .

    مثل : القناعة المنتشرة في المجتمع عبر مثل شعبي و هي :

    هم البنات للممات: هذه القناعة مجتمعية يؤمن بها الرجل والمرأة على حد سواء و هنا وصف البنات بالهم المستمر حتى الموت .. فلو انتبهت لحياة من يؤمن بهذا المثل لوجدت أن مشاكل بناتهم تتكاثر و تلحق بعائلتها الكثير من المسؤوليات والمعاناة طوال الوقت .. لان القناعة فعالة وهذه الفاعلية يجب أن تثبت وجودها طالما لها حيز في دماغنا إذن عليها ان تتغذى بطاقة تقوى بقوة مشاعرنا تجاهها وهذا هو الإيمان بالشيء ..
    في الماضي اعتبر بعض الناس البنات "هم" نتيجة الجهل التي كانت به من فقر التعليم والعمل و الذي يجعلها غير قادرة على مواجهة الحياه في حال فقدت والديها او زوجها المعيل لها .. من هنا نستطيع نقض هذه القناعة بالعمل .. فالآن تتعلم الفتاة وتحصل على شهادة تجعل منها قادرة على مواجهة الظروف بعلمها و عملها .أي تجعل ابنتك مؤهلة لمواجهة الحياه وخوضها بحرية ومسؤولية و بالعلم مما ينقض لك هذه القناعة بقوة وسهولة .
    القناعة الخاصة بالمال للرجل وهي أن المال " وسخ الجيب " من آثار هذه القناعة عدم الشعور والوصول للوفرة المالية نتيجة فقدان المال باستمرار في كل مرة تحصل عليه ..
    لنحلل القناعة : هل تطيق الاوساخ الحقيقية في جيبك او على ثيابك .. الجواب لا فالتنظيف تلقائي أي التخلص منه سريعا .. ممكا سينعكس على مالك فتصرفة هباء بإرادتك أو رغما عنك لتتهيء لك الظروف المناسبة مرغمتك على صرفه لتشعر في العجز المستمر والحاجة للمال الذي ستنظفه من جيبك باستمرار ودون وعي ..
    قناعة الامهات بأن الأطفال مسؤولية كبيرة :
    لنحلل القناعة : كلمة مسؤول يعني محاسب والمحاسبين لابد ان يدخل الخوف الى قلوبهم نتيجة ماسيحاسب عليه من نتائج سيصل لها فيصبح الشعور المرافق للكلمة هي العبء والثقل على الكاهل والصدر معاً . فيختل توازن الإنسان بارتفاع نسبة الخوف لديه مما يجعله إما يخطئ كثيرا في تربيتهم (الامهات تحديدا ) والعناية بهم أو تهرب الفتيات من الزواج حتى لا تتحمل هذه المسؤولية وخوفها من نتائجها ..
    بماذا نستبدل قناعاتنا بعد الاعتراف بها والانتباه لوجودها في ملفات عقولنا ؟
    أفضل ما وجدته لتلك القناعات بالذات هي كلمة " نعمة "
    نعم البنات للمات ... لاحظ لو آمن الناس بهذه القناعة كيف ستنقل الرجل والمراة لعالم مختلف تماما . خاصة أن حقيقة الأمر أن الأنثى ميسورة الرزق في كل شيء فقط لمن آمن ووعي ..
    المال نعمة .. تسعد به وتعرف كيف تديره لانك تريد توافره ليسعدك فتعرف كيف تنفق وتصل للوفرة ..
    الاطفال نعمة .. تثري مشاعرك بالحياة وجزء من قيمة الوجود لديك ..
    لو انتبهت لشعورك وانت تقرأ الكلمة [ نعم / نعمة] لوجدت نوعين من الشعور شعور قوي بالفرح وشعور قوي بالرغبة بالمحافظة على هذه النعمة والاستمرار في امتلاكها .. لأنها تسعد ممتلكها والشيء الذي يسعدك تعتني بكل حب وطاقة عالية ..
    فعندما ترى كفيف تسعد ببصرك وتسعى للحفاظ عليه لما تقدم لك هذه النعمة من رؤية ما لايقدر على رؤيته الكفيف ..
    فالام مع أطفالها تتعب كثرا نتيجة خوفها وشعورها بثقل المسؤولية مما يتسبب لها بتوالي الاحداث التي تثبت لها مخاوفها وفشلها في التربية ..
    لكن عندما تتحول هذه القناعة الى نعمة بدلا من مسؤولية ستبدا ترى ما سيضيفه الأطفال الى حياتها . على سبيل المثال قد تكتشف موهبتها وشغفها من خلالهم واللعب معهم في وقت لم تكن تعرفه سابقا . وقد يكونوا عونا لها على تحقيق أهدافها الشخصية بمواهبهم وإدارة أمور صغيرة هي لا تفرغ لها . إضافة الى التعليم المستمر منهم والعيش بحلة الطفولة الداخلية دائما ..
    حلل قناعاتك دائما وكلماتك باستمرار وعد لمعناها الفعلي لتعلم مالذي يصنع لك التدمير الذاتي . واحرص على تحويل كل شيء الى نعم .. لأن الماس يخلق من الكربون .. فما تراه شر فيه من الخير الكثير فقط تدرب على نية تحويل ما تراه شرا الى خير ونعم ... دمتم بحب
    عيشها صح
    غادة حمد

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين