جلست بيني وبين نفسي أفكر وأقلب الأمور وأسترجع مسيرة السنوات الماضية ووضعي الحالي وأهدافي المستقبلية، فصعقت من الحقيقة. أنا إنسان غير جاد بالمرة. أسير ببطىء شديد وأتلكأ في تقدمي. أتعامل بنوع من التسامح المبالغ فيه وكأنني مسؤل عن البشرية. هذا بدوره جعل الكثير من الغير جادين في سعيهم يدخلون عالمي. لقد جذبتهم إلى عالمي دون وعي وإدراك. لقد كنت ليناً جدا في تعاطي مع البؤساء فكرا ومنطقا. يا إلهي، ما هذا؟ كيف سمحت لنفسي أن أنجرف بهذة السهولة؟
الآن صدر القرار النهائي والذي لا رجعة فيه. أنا عارف الدوسري، من هذة اللحظة إنسان مختلف تماما عما كنت. أنا إنسان جاد جدا في كل مساعي ولن أقبل في حياتي إلا الأشخاص الجادين الذين أفعالهم تسبق كلماتهم. لا أعذار، لا أسباب منطقية، لا مبررات واهية. اليوم سأنمُ ويتضاعف حجمي عشرات المرات. أعتذر لك يا نفسي لأنني خذلتك طوال تلك السنوات، أعتذر لك لأنني جعلتك تتحملين الكسالى والمتقاعسين وغير الجادين، أعدك يا نفسي بأنني لن أخذلك مرة أخرى ولو إنطبقت السماء على الأرض. لقد تحملتيني كثيرا وحان وقت رد العطاء بعطاء مضاعف. يا نفسي إهنئي وقري عينًا. عارف الدوسري قد عاد إليك ولن يتركك تكابدين منفردة. أنا إلى جانبك.
الآن، هذا نداء أطلقه في الأكوان « أيها الجادون أقبلوا، ويا أيها المتقاعسون أدبروا »
من اليوم تعاملي سيقتصر على الذين أجد في كلامهم الجدية والإلتزام وأما من سواهم فيمكنهم المتابعة في صمت حتى يتحولون إلى أشخاص جادين، توزن كلماتهم بالذهب.
« أعتذر منك يا نفسي، فإقبلي إعتذاري »
عارف الدوسري - ٤ يوليو ٢٠١٦ - الرياض.