كوني امرأة خطرة ...
داخل كل امرأة منا اكثر من نسخة .. اكثر من شخصية .. كلٌ منها لها أحلامٌ مختلفة .. ملامح وجه وهيئة جسد تختلف عن الأخرى .. كلُ لها ماضيها.. ذكرياتها ونواياها المتفردة .. كأن كشكول المشاعر التي تذخر به كل انثى صعب ان تحتويه شخصية واحدة فقط ..
شخصية الطفلة .. التي تفرح بقطعة حلوى .. تلك التي تكسبها بكلمة حلوة .. طبطبة واحتواء .. وتشعرها انها دوما على حق وان ارتكبت كل خطأ .. طفلة تخاف الوحدة .. ويفزعها صوت العواصف .. تهوى القفز واللعب ..تبكي وتضحك بالتناوب بكل سلاسة وكإن لا شيء يستحق الوقوف عنده طويلا ..
ونسخة الفتاه الفاتنة .. التي تسعد بكل كلمة غزل ... تحب ان تُعامل كإنها الانثى الوحيدة على هذه الأرض .. تتمنى من يحتوي تقلباتها .. مزاجها .. حبها وكرهها الغير مبرر أغلب الأوقات .. تلك التي تدلل انوثتها كل يوم .. وتخدم جمالها مثل كليوباترا .. كأنها ابدية الجمال .. الوجود والألق ..
وشخصية ألام .. التي اختصرت كل الحياة بدورها المقدس .. بفرحة عيون أولادها ورضاهم.. تستعذب تفاصيلهم اليومية وان كانت متعبة .. تجد ألف عذر لأخطائهم .. تجعلهم دافعها للوقوف بعد كل سقطة .. الحبل الذي تتسلق به خروجاً من أي بئر.. تعطِ وتستوعب .. وتضع نفسها أخر الصف حباً وإيثاراً .
وداخلنا المرأة الطموح .. التي لا تشبع من علم أو نجاح .. تلك التي حلمت طويلا بأن تحقق ذاتها .. ويشار لها بالبنان لأنها هي .. تخوض كل يوم ألف معركة لتثبت لنفسها أولاً .. ولمجتمع يراها ناقصة بشكل أو بآخر ثانياً.. إنها كفاية .. بل واكثر من الكفاية ..
وغيرها وغيرها.. كلها أنت .. لا تختزلي حياتك بشخصية واحدة فقط .. أنت هذا المزيج الرائع الذي به تكونت الحياة... أنت هذا الجمال المكنون الذي لا ينقصه العمر بل يزيده .. انت هذه الروح التي تستوعب كل هذه الحيوات بل وأكثر .. لأنك انت .. وفقط أنت .. جميلة .. كافية .. ومنفردة ..
أترككم مع القيصر في أجمل اغانيه ..
دمتن بألف حب
#سرى_البدري