كل الأشياء حولنا لها طاقة, ترددات أو ذبذبات جميع هذه المفردات لها ذات المعنى, ولكن هذه الترددات غير مرئية حيث نرى الأجسام المادية فقط .
نحن أيضاً لنا ترددات خاصة بنا ولكن لا نستطيع أن نراها, نستطيع فقط التعرف عليها من خلال النظر لواقعنا الذي نعيش فيه كتقييم لوضعك العام كالبيت, السيارة, العلاقة مع الاخرين... الخ
فكل ما يحيط فيك واعتدت على وجوده هو مناسب لتردداتك. إذاً لنتفق على هذا القانون (تردداتك تجذب ما يناسبها أو ما يشبهها).
وبالتالي اذا وجدت في واقعك شيء لا يعجبك وأردت تغييره عليك أن تتوجه للأسباب الداخلية والمتمثلة بالترددات.
قال تعالى{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } بمعنى لن يتغير واقعك حتى تغير ما بداخلك من ترددات.
والسؤال الآن كيف أغير تلك الترددات ؟
الترددات لدى الانسان مقسمة إلى أربعة أقسام, والتغيير سيكون على هذه الأربعة معاً وهي :
1. المعتقدات.
2. الأفكار.
3. المشاعر.
4. السلوكيات.
لنأخذ مثال ونطبق عليه آلية التغير على تلك النواحي الأربعة ولتختار أنت بدورك المشكلة التي ترغب بحلها وأسقِط عليها الخطوات:
سأختار مثال أطبقه مع ولدي .. مثلا ولدي يقوم بمشاكل ويسبب لنا أضرار فأصبحت العلاقة مليئة بمشاعر الغضب الداخلي وأريد تغيير هذا الواقع لأنه متعب, وسأبدأ ب :
السلوك : عندما يقوم بتصرف غير مقبول سأتبع سلوك جديد مختلف عمَا أعتدت أن أتصرفه بالسابق وقد يخطر ببالك كيف تعرف أن السلوك الجديد صحيح ؟ أقول لك بالتجربة, ستُغير رد فعلك تجاه التصرف حتى تكون النتيجة مرضية مقارنة بما سبق.
ثم سأنتقل للمعتقدات التي بإمكاني التعرف عليها عن طريق المشاعر, مشاعري الداخلية تجاه ولدي مثلا أن التعامل معه صعب, وعندي اعتقاد أن ولدي هذا- والذي يعاني منذ صغره من قلة التركيز وفرط النشاط والحركة – أنه طفل متعِب وسيبقى متعِب , وشيء يتردد بداخلي " من يوم يومه مطلع عيني" , وعندي اعتقاد أنه عنيد ويريد أن يتمرد على كل كلمة أقولها , وعندي اعتقاد أني أم فاشلة ومقصرة بسبب مشاكلة الكثيرة وعدم نجاحي في تجاوز كل المشاكل , وعندي اعتقاد أني كأم طبيعي أن اقضي عمري في جهاد وشقاء لأربي ابني - برمجة على ضرورة لعب دور الضحية كـأم - ...الخ .
كل هذه المعتقدات عليَ التعامل معها بهدوء ولطف وتبسييطها حتى تتفكك وبناء معتقدات صحيحة إيجابية ومنها ستتولد عندي مشاعر جيدة تجاه ولدي وتجاه نفسي كأم وستدعمها السلوكيات الجديدة التي اجريتها كردود أفعال على التصرفات المزعجة.
وأخيرا سأقوم بالتركيز على الأفكار الجيدة عن ولدي ولا داع هنا أن اكذب وأقول عن تصرفاته الخاطئة بأنها صحيحة ولكن الفكرة هنا أني سأبحث عن كل صفة جيدة وأمتن لله على وجودها واستمر في التركيز على كل ما هو جيد بلا كللٍ أو ملل انطلاقا من مبدأ كل ما تركز عليه سينمو ويكبر.
العمل على هذه المحاور الأربعة بنفس الوقت سيجعل ترددك أعلى من تردد المشكلة التي ترغب بحلها, وتذكر أن حل مشكلتك يحتاج منك استعداد للخروج من دائرة الأمان وقرار حقييقي بالتغيير مع صبر ومثابرة وتوقُع قليل من الألم, لكن تأكد أن هذا الألم سيطهَر كل شيء وستشتري بآلامك تلك سعادة جديدة تليق بك, وستستمتع بالوصول حتى مع وجود الألم, فإضافة ألم إلى المتعة يجعل اللذة تتضاعف فلا تتردد وتوكل على الله وانطلق .