هذا المقال لكل الأعمار ، للمتشائمين و الخائفين من الشيخوخة المبكرة و من الموت ، للذين لم يتعرفوا على أنفسهم بشكل جيد ، للذين يرون أنفسهم بصورة أقل مما يستحقون فعلا ، و لكل من يريد أن يعيش بروح الشباب في كل مراحل حياته
بداية ما يجعلنا نعيش شبابنا ليس ما نبدو عليه بل ما نشعر به بالداخل فقد تجد شخصا في العشرينيات لكنه يعيش حياة الشيخوخة و تجد شابا في الستينيات أو أكثر لكنه يتمتع بروح شابة و ينعكس ذلك على صحته و مظهره و عندما تراه تجد هذا الشخص يتمتع بالحيوية و النشاط و الروح المرحة
الفرق بين العشرينيات و الستيني هو شعور كل منهما بنفسه و ذلك جزء من الوعي ، أن ترى نفسك بصورة معينة و يترك ذلك أثره عليك جسديا نفسيا و روحيا
و الأمر لا يقتصر على شعورنا الداخلي فقط فهنالك عادات معينة عندما تمارسها فأنت فعليا تحتفظ بشبابك و حيويتك لأطول فترة ممكنة
لطالما انتابني الفضول حول شريحة معينة من الأشخاص هؤلاء الذين يبدون أصغر من عمرهم بعشرة أو عشرين سنة حتى وبدأت ابحث في عاداتهم و الأشياء التي يقولونها و يفعلونها و العادات التي يمارسونها حتى يحصلوا على هذه النتيجة
و توصلت لعدة نقاط أو نشاطات
أولا: لديهم عقلية شابة و يتصرفون وفقا لتلك العقلية
كل ما يقولونه و يفعلونه يخبركم إلى إي حد هم يميلون للحياة و كل ما حولهم يعكس ذلك لأنهم يشعرون بذلك بداخلهم بصدق ، الأمر لا يعني أنهم متصابين لكنهم يعلمون أن العمر مجرد رقم و يؤمنون فعلا بتلك المقولة لذلك هم أكثر استعدادا من غيرهم للحياة و أكثرهم مرونة و تقبل للأفكار الجديدة لأنهم متجددين دوما ، و هم عادة لا يصغون الأمثلة الشعبية المتداولة و لا يؤمنون بها
ثانيا: هم يفعلون الأشياء التي يحبونها دوما ، و لا يتنازلون عنها :
أكثر شئ بإمكانه أن يدمر روحك الشابة و ينقلك لكرسي المعاش هو عدم قيامك بما تحب ، لأن ممارستنا لما نحب هو نوع من التعبير عن ذواتنا و هو أفضل أسلوب ممكن و هو شي يجعلك سعيدا فلم لا تقوم به ؟
لا أحد في تلك الشريحة التي ذكرتها مستثنى من تلك العادة ، جميعهم يقومون بالأعمال التي يحبونها و يظلون يمارسون هواياتهم حتى آخر لحظة من حياتهم فهم لا يتوقفون لمجرد أن يصلوا لمرحلة معينة في الحياة فذلك لا يبدو منطقيا بالنسبة لهم
الأمر يشبه ممارسة الرياضة لكن هنا نقوم بتمرين الروح و هي اقوى عنصر في وجود الإنسان
ثالثا: يتبعون نمط حياة صحي ، يمارسون الرياضة و يتناولون طعاما صحيا :
اعتناء الشخص بنفسه مؤشر على تقديره لذاته لأنه يرى أنه يستحق أن يعيش في أفضل جسد ممكن و لذلك يسخر كل السبل للقيام بذلك فيمنح جسده القسط الكافي من النوم و ينتظم في الرياضة و يتناول كل ما من شأنه أن يمنحه الطاقة و يحسن لياقته و يحافظ على صحة البشرة و الشعر و يقوي الحراسة يبقيها حاضرة في عمر كبير ، رجل كان أو امرأة ، يسعون دوما لتثقيف أنفسهم من تلك الناحية و عادة ممارسة الرياضة قد تكون هي الهواية التي يمارسونها و يتمسكون بها دوما
رابعا : يتحركون ، بعيدا عن ممارسة الرياضة ، يعتمدون على أنفسهم في أغلب المهام أكثر من اعتمادهم على وسائل الراحة فيمشون الى البقالة بدلا من ركوب السيارة ، يختارون السلالم بدلا من المصعد ، يرفعون أشياءهم الثقيلة بأنفسهم لا يركنون إلى الكسل و الخمول إلا نادرا و لا يطلبون المساعدة إلا إذا كانوا يحتاجونها حقا
رابعا: متفائلين ، لا يتشائمون ، هل احتاج حقا لشرح تلك النقطة؟
لا يحيطون أنفسهم بالمتشائمين و السلبيين لأنهم يدركون أنهم يقصرون العمر ، جميع أصدقائهم ايجابيين و يتطلعون إلى الحياة ، بالتالي لا يوجد توتر في حياتهم
خامسا: لديهم حياة اجتماعية
من منا يستطيع العيش بدون الناس ، حتى اكثرنا انطواءا و بعدا عن الناس يحتاج على الأقل للتفاعل مع واحد أو اثنين من أفراد أسرته لأن طبيعتنا تفرض علينا ذلك
الحياة الاجتماعية النشطة تضيف الكثير لحياتنا تفتح لنا أبوابا لعوالم و أشياء لم نكن لنراها وحدنا ، وجود صديق واحد على الأقل إضافة لحياة صحية
بالإضافة إلى اختيار الشريك المناسب فإذا كان الشخص الذي أنت معه هو الشخص المناسب و يتوافق مع نظرتك الإيجابية للحياة فهذا أفضل بكثير حتى من الصديق فكل طرف يعزز حياة الآخر ، كل من يتمتع بعلاقة صحية مع شريك الحياة المناسب يتمتع بعمر أطول
مثلما ان وجود شريك غير مناسب قد ينهي حياتك مبكرا مثلما شرحت في النقطة الرابعة
هذا ما توصلت إليه حتى الآن
اخبروني إذا نسيت شيئا و شاركوني آرائكم و تجاربكم ?