إنّ الله سبحانه وتعالى يعلّمُنا كيف نُصحّح أخطائنا وكيف نخرجُ من ظُلمات اليأس والإحباط و ظلمات المشاكل والبلايا وكيف نعيد الامور إلى نصابها بسرعة وفاعلية كبيرة جدا !
في قانُون القدر إنّ كُل ما يسوُؤنا هو في الأساس بسبب خطأ إرتكبناه في طريقة التفكير أو الشعور أو التصرف سواء كان بإدراك منّا أو من غير إدراك وغالبا ما يكون من غير إدراك .. يقُول جلّ في علاه :” مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ” [النساء:79] ، كما يقُول جلّ وعلا :” وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ” [الشورى:30]
وبما أنّنا مجبولون على الأخطاء حتّى نتعلم ونرقى ونرتقي فإنّنا معرّضون بشدة للكثير من المواقف التي تسوؤنا كنتيجة حتميّة لأخطائنا الحتميّة ولا مناص
والله سبحانه وتعالى يروي لنا قصّة سيدنا يونس عليه الصّلاة لما ارتكب ذلك الخطأ الكبير وكيف كانت النتيجة وكيف نجّاه الله من تلكم الكارثة والمصيبة العظيمة ! تخيّل نفسك في بطن حوت عملاق في عرض المحيط !! من الذي سيسمع بك او ينقذك ؟! حاول إستشعار حجم الطامة وكيف أنّ كلمات حوّلت الوضع برّمته وإنقذت سيّدنا يونس .. لاإله إلاّ أنت سُبحانك إنّي كُنت من الظّالمين
توحيد و تسليم وإعتراف صادق .. دائما ردّدها بصدق كُلما تعقّدت أمورك ولاحظ كيف تنجلي الغمامة وكيف ياتي الفرج عاجلا وكيف أن الله صدق حين قال في سورة يونس نفسها :”يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ” [يونس:57] .