هل تريد تغيير ذاتك ؟ ولماذا تريد ذلك ؟ كيف تغيرها ؟ كيف تفهمها ؟ هذا ما اريد
مناقشته في هذا المقال وابين بعض المفاهيم الخطيرة والخاطئة عن تغيير الذات
وماهي الطريقة الحقيقية والصحيحة لتغييرها حقا.
هل تشعر ان ذاتك غير كاملة وانها بحاجه للتغيير؟
هل تشعر انه توجد لديك رؤية خاصه عن ذاتك وتريد ان تكون شخص مختلف ومميز
ومهم وناجح وتشعر ان التغيير شيء صعب وانك عاجز عن التغيير؟
الكثير من الناس الذين يحاولون ان يطورون ذواتهم يمرون بعدة عقبات ومشاكل , وقد
يشعرون باليأس والاحباط والفشل لانهم لا يستطيعون ان يكونوا مثل ما يرغبون به حقا
وقد يسبب لهم ذلك الشعور بالقلق الشديد والخوف والعجز ومن ثم الاكتئاب ,
ويشعرون باليأس من التغيير ويفضلون الانسحاب والانزواء والانعزال وانهم
اناس بلا فائدة وغير نافعين وغير مهمين لانهم فشلوا في محاولة التغيير
ولانهم لا يستطيعون تقبل ذواتهم كما هي يشعرون تجاهها بالكرة وعدم الارتياح
لذلك سيحصلون دائما على ذات تعيسه محبطه قلقة حيال كل شيء في الحياة ,
ما الذي يمكنك فعله تجاه هذه الذات التعيسة ؟ الهرب منها ؟ اليأس منها القبول بأن
تغييرها امر محال ومعجزه ؟
الاغلبية منا يتعاملون مع هذا المعتقد السلبي عن الذات بالتطابق معه
ويشعرون فعلا انهم تلك الذات العاجزة ويستسلمون ليأسها واحباطها
وضعفها و يحدث الصراع بينك وبينها وتنعتها بالفاشلة والبائسة والخائفة
والمخطئة وتكرهها وتتمنى الهرب منها وتقارنها بالاخرين ولن يحل
ذلك شيء بل ستتعقد الامور اكثر واكثر مع ذاتك .
عندما نحاول ان نغوص في اعماق ذواتنا سندرك انه يوجد الكثير من النقص والاحتياج
لامور تكملنا سواء على الصعيد الشخصي او المادي دائما شعور عدم الكمال ينتابنا
وكثرة الرغبات تعصف في اذهاننا دائما هي تحثنا على فعل شيء افضل
وهي تريد الافضل ولكن شعورنا بالعجز عن تحقيق ما تريد هو ما يزيدها تعاسة
ويجعلها تشعر باليأس والاحباط لان كل ما تريدة لا تستطيع الحصول عليه وهذا هو
السبب الرئيسي لتعاسة اغلب الناس في الحياة .
لو ادركنا ان هذه الذات كاملة حقا وان العيوب التي نعتقدها عنها هي مجرد اوهام
اعتقدناها واننا باحتياجنا لتغييرها نحن نحاول تدميرها فعلا وباحترافيه ,
وان الرغبة في التغيير اذا فهمت بطريقة خاطئة ستحاول الذات الزائفة ان تخدعنا من
خلالها وتنسج حولنا شباكها الماكرة تطليها حتى نقع في فخ التعاسة والحل الحقيقي من
اجل مساعدة ذواتنا على التغيير الحقيقي هو ليس
تغييرها بل هو احترامها والتسامح والتصالح معها ونفي عنها كل المعتقدات السلبية
وقبولها اي قبول كل الماضي وكل الاخطاء واعتبارها مجرد تجارب خاطئه تعلمنا منها
ان نكون افضل ونها ليست اخطاء الذات بل هي مجرد اخطاء مرت واصبحت احداث
وتجارب من الماضي لا تلصق بنفسك احكام سلبيه ابدا لانك حر من كل
حكم ,الاحكام تطلقها الذات الزائفة او العقل المبرمج ضدك , انت الحقيقي كامل هنا والان
فقط لانك لست الشخص الذي في الماضي ولست الشخص الذي تريده في المستقبل
توقف عن شطر نفسك الى نصفين , لانك انت لان كل ما تريد , احب نفسك واكتشف
روعتك الان , اشعر بالعطف والرحمه على ذاتك وانتشلها من براثن التعاسة والعذاب
بالمحبة والقبول اشفق على نفسك كما تشفق على طفل صغير واستمتع بصحبتها كما
كنت في صغرك تلعب معها ليل نهار ولا ترى اخطائها ابدا وتسمح لنفسك ان ترتكب الاخطاء
وتنسى ذلك بل وتستغرب لتوبيخ اهلك لك , لانك تعتقد انك دائما على صواب وان ما
فعلته لا يستحق الغضب , لانه فعلا لا يوجد شيء في الحقيقة يستحق الغضب فقط اذا
نظرنا للحياة نظرة مثاليه وكماليه زائدة ورفضنا ان نكون مرنين وغير جديين في
تعاملنا مع احداث الحياة فالحياة هي مجرد حلم وان اضفاء المزيد من الجدية على
الامور يجعل الحياة قاسيه لا تحتمل ,
ان القليل من عدم الجديه والمرح والنظر للامور بسخريه افضل
من تحجيمها وجعل كل شيء مشكله لا تغتفر.
اننا نكمل انفسنا بمحبتنا لها وقبولها الان والثقة بها وبأسنادها , غير ذاتك بالحب , غير
ذاتك بقبول ذاتك , توجد في داخلنا رغبه فطريه للحب والرحمه وانسانيه لمساعدة الناس
المساكين والبائسين والمحتاجين اذن لماذا لا نوقظ هذه الرحمة والانسانية تجاه انفسنا
فهي اولى بنا بالرحمة والعطف والحب والشفقة وان نقوم ذلك الشرخ الذي احدثناه
تجاهها . كلنا معرضين للضعف والاحباط لكن الاقوياء والناجحين حقا هم
من يبادرون باسعاف انفسهم وانقاذها من هذا الوضع السلبي , يجب ان نطبطب على
انفسنا ونقول لانفسنا( انا اتقبلك بحب واتقبل كل عيوبك السابقه واشعر تجاهك بالحب
والرحمه والشفقه التي تجعلني اساندك وادعمك واقويك واشجعك يجب ان تثقي بي
وتشعري معي بالامان وانا استطيع ان اغيرك وافعل لك ما تريدين الان , انا قادر على
انجاحك , انا قادر على اسعادك قادر على جعلك افضل الان)
يجب ان تقنع نفسك بانك كل ما تريده الان وانك كامل الان حتى ترتاح وتهدأ
وان تثق انك قادر على فعل كل ما تريده , اجعل نفسك تثق بك وليس كما يقولون ثق
بنفسك نفسك امانه لديك وهي تطالبك بان ترعاها وتحميها وتقويها وتجعلها افضل وانت
تخذلها وتريد منها اشياء كثيرة يجب ان تفعلها انت تجاهها لانها امانه لديك ولست انت
امانه لديها انها طفلك الصغير , اعتني نفسك وامنحها اهتمامك النفس تطالبك بفعل اشياء
لانها تنادي الذات الحقيقية التي فيك لتستيقظ انها تريدك ان تكون افضل الان وانت
ترفض ان تكون افضل الان لانك تعتقد انه لايمكن ان تكون افضل الا في المستقبل وهي
لاتعرف المستقبل كلها ثقه بك لانها تدرك انك تستطيع فعل كل شيء بايمانك انك الان
فعلا ذاتك الحقيقية وليست الزائفة كما تعتقد والذات الحقيقية تستطيع فعل كل ما تريد في
هذه اللحظة فقط , النفس تريدنا ان نمسك بزمام امور حياتنا ونتحمل مسئولية انفسنا
ومسئولية حياتنا ونساندها ونشعرها بقدرتنا على اسعادها الان وانجاحها الان وانها
رائعه كامله الان .
عندما تخدل نفسك وتعاديها وتتقاعس عن تحمل مسئولية حياتك وفعل ماتريدة حقا
لحياتك وتبقى بلا حراك سيقتلك شعورك بالعجز والالم والفشل والاكتئاب .,
لان ذلك هو نتيجة عدم عنايتك بذاتك او بنفسك ,
لاتحاول ان تغير ذاتك بل كن ذاتك الان اي اشعر انك الان حقا ما تريد ان تكونه لان
التغيير الحقيقي يحدث الان وليس بالمستقبل التغيير الحقيقي يحدث اذا امنت انك فعلا
الشخص الذي تحلم به فستحبه وتقدرة وتشعر بالراحه والسعادة معه وستشعر بالسلام
وعندما تتحسن نفسيتك وعلاقتك تجاة ذاتك ستجد نفسك فعلا انسان رائع وسعيد وستشعر
بالطمأنينة الان لانك ستدرك انك فعلا كامل ولست بحاجه لاي تغيير لانك رائع دائما
وسوف لا تعود هناك اي مشاكل او رغبات واحتياجات لا تستطيع تحقيقها وتتألم من اجل
الحصول عليها.
اذن الخلاصة ان نفسك تحثك على التغيير الان اي ان تكون الان ما تريد , ان تكون
ما يليق بك , ان تكون انت الحقيقي , انت تترجم ذلك
من خلال ذاتك الزائفة فتعتقد انك سيء وبحاجه لان تكون غير ذاتك فيحدث الصراع
بينك وبينها لانك تعتقد ان التغيير يحدث بالمستقبل وان ماتريدة يكون بالمستقبل
فقط وستضل ترى نفسك عاجز عن تحقيق رغباتك في ان تكون افضل الان , لانك تترجمها
الى حاجه مستقبليه وهي في الحقيقة حاجه انيه انت تستطيع ان تكونها فقط بايمانك واعتقادك
انك تملكها وهي من حقك الان ,
حاول ان تحذر هذه الخدعه عندما تشعر بالرغبة بان تكون شيء ما او ان تشعر بشعور
ما توقف قليلا وتفحص هذه الرغبة , الانا الزائفة ستقول لك اه انا عاجزة لا استطيع ان افعل ذلك
كل ماعليك هو تحقيق رغبتك الان بقول انا الان ما ريد , انا حقا الان امتلك هذه الصفه
لذا لا اشعر باي احتياج انا غني ,انا كامل ,انا سعيد ,انا ناجح ,انا هادى ,انا رائع دائما هنا والان .
وكل ما عليه الان هو الاستمتاع بذاتي وبما امتلكه من ثراء معنوي ومادي في هذه
الحظه والان بالاستمتاع بخلق ما احبة لذاتي ولحياتي وجعلها اروع كل لحظه.