ربما كنت من الأطفال الذين لم يحظو بكلمات الحب والتدليل من احد الأبوين بل تعرضت للقسوة والجفاء او تعرضت للنقد والرفض والتوبيخ او التجاهل...لست وحدك..ملايين البشر على كوكبنا حرموا من أبسط المشاعر الإنسانية.
رغم انه كان من المفترض أن تحصل على نصيبك من الحب والأمان والحماية إلا أن هذا في الغالب لم يحدثاو لم يحدث بشكل كافي ..ربما كنت دوما تتساءل لماذا لست سعيدا رغم ان لدي والدين.
لقد قدما الطعام والملبس والمسكن وربما التعليم الجيد ولكنهما لم يكثرتا لتقديم مشاعر الحب والتقدير ظانين انها غير مهمة وأنك ربما لست بحاجة إليها وان التعبير عن هذه المشاعر هي علامة على الضعف ..ربما اعتقدا ان اظهار حبهما يفقدهما السيطرة على سلوكك...او ربما والديك لا يعرفان شيئاً عن هذه المشاعر من الأساس
من الممكن أيضاً ان طابع الجد كان السائد في عائلتك ولا يسمح بالمرح والفكاهة وكل انواع المشاعر المرهفة اعتقادا منهم انها تؤدي إلى الاستهتار واللامبالاة ..
كل هذه الإفتراضات لن تغني افتقارك للحب ..فقدك لمعنى كبير ..خسارة التعبير عن مشاعرك.. احتياجك للقبول..
انت الان لست طفلاً صغيرا لقد نضج عقلك وكبرت ولكن بقيت المشاعر عالقة في تلك المرحلة لم تنضج معك..انها قابعة في ظلمة تنتظر من يخرجها الى النور..يد تمد يدها لمساعدتها على امل تبادلها معه او شخص ما يجعل هذه المشاعر تتدفق ..
لا تنتظر احدا ..لا تنتظر صديقاً ..لا تنتظر حبيباً...لا احد غيرك يمكنه إخراجها من مكمنها....تحتاج منك التعامل معها وإقناعها بان لا احد سيؤذيها ..طمنأتها انها يمكنها ان تعلن عن نفسها وانها بأمان لعلها تكبر وتنمو
رغم ان لديك أسرة يفترض انها تحبك..اب ..ام..اخوة..اصدقاء ..لكن لا أحد يظهر لك هذا الحب...لا احد يستطيع ذلك .. تكون جدار بينك وبينهم ..لقد بني معك ..في قلبك ..إنه يمنع إرسال اي ذبذبات حب او استقبالها..الكل يفر منك ويتجنب الاقتراب منك وإن حاول احدهم متوهماً انك تبادله الحب سرعان ما يكتشف الحقيقة..انك خالي من المشاعر.
بعقلك ثم بيدك قرر هدم الجدار وأزله وأترك قلبك يرسل ذبذبات الحب ..السلام..التسامح..
اعد إليه النبض ..اعد إليه الحياة..اعد إليه الفرح..
مارس..التأمل.. الوعي..إنسف الماضي..عش كل لحظة بجمالها وحضورها..ستعيد إليه الحب الذي لم تمنح...الحب الذي حرمت..الحب الذي تستحق