كم مرة وجدت نفسك تجلس مع أشخاص لا تحبهم ..
كم مرة حاولت الخروج من علاقة مستنزِفة لك وفشلت..
كم مرة تمت إضافتك لمجموعة واتساب تحت مسمى أصدقاء الطفولة أو الجامعة وكل من فيها لا يهمك ولكنك لا تجرؤ على المغادرة ..
في الحقيقة أن أغلبنا مرّ أو لا زال يمرّ بمثل تلك المواقف ويجد صعوبة في قدرته على التخلي عن مثل تلك العلاقات .. وكأنه مجبر عليها !!
لنبدأ من هذه الكلمة " الإجبار" تأكد دائماً أن أي سلوك تقوم به وتشعر أنك مجبر عليه يكون مربوط بعقلك اللاواعي وهو القائد الذي يجبرك على هذا السلوك ..
لنتناول بعض من تلك الجوانب المتحكمة في اللاوعي عندك :
1- المجاملات الكاذبة والمبالغ فيها : حيث تقوم بالتصرف والتظاهر بطريقة راقية، وجلّ اهتمامك اراء الناس والسعي لتكوين سمعة طيبة والخوف من اطلاق الناس لاحكام سيئة عليك ..
حلها : يكون بفهمك أن تصرفك هذا نابع من الايجو، اذاً هو مزيف وسيجلب لك المشاكل وسيجعلك في حالة منافسة دائمة.. وسعادة مزيفة .
2- الخوف من الشعور بالرفض : قد تجد نفسك متمسك ببعض العلاقات المزيفة خوفاً من أن تصبح وحيداً ومنبوذاً لا أحد يحبك وليس لديك سند ..
وقد يكون نابع من رغبتك بالحصول على الاهتمام واشباع هذا الجانب .
فيشعر الشخص بالارتباك والاضطراب والضعف لمجرد أن يتخلى عنه أحد او يقل عدد علاقاته .
حلها : بالتحرر من الخوف من الوحدة، إعمل على رفع قيمتك الذاتية واقتنع أن ذلك الرفض من الطرف الاخر لا يعبر عنك أبداً. وأن الله سيكفيك، فهو كريم وأنت تستاهل إن شاء الله .
3- الخوف من نظرة الناس: قد تتمسك بعلاقة مزيفة خوفاً من الاتهامات التي سيقذفها في وجهك الاخرين و تخاف أن تغادر تلك المجوعة الواتسابية اللعينة خوفاً من أن يصفوك بالمغرور او الشرير مثلاً ..
لا بأس حلها أن تكون أنت وتفعل الشيء الذي يشعرك بالراحة السلام ولكن حبذا لو فعلته بلطف وبحب .. سيصل هذا الشعور للآخرين صدقني .
4- الفضول :
ايضاً قد يمنعك من التخلي عن تلك العلاقات المزيفة والمجموعات الممتلئة بالفراغ هو رغبتك في معرفة تفاصيل حياة ونشاطات الاخرين وستجد نفسك بعد فترة غارقاً في متابعة تقاصيلهم حتى وإن تظاهرت مع نفسك أنك غير مهتم لمثل هذه الأمور التافهة، لكن للأسف ستصبح مع الوقت عادة .
حله .. وقفة صادقة مع نفسك ومحاولة معرفة الشعور المزيف الذي يغذيه هذا السلوك بداخلك وقم بحسمه بلا تردد فحياتك أولى وأحق أن تعيشها وتركز فيها .
5- وأخيراً الشفقة .. ذلك الشعور الذي يتملكك تجاه الطرف الاخر بأنك إذا قطعت علاقتك به فإن حالته النفسية ستصبح سيئة وستكون السبب الرئيسي في تدميره مما يدخلك في دائرة الشعور بالذنب وتأنيب الضمير ..
حلها .. أن تقنع نفسك الحنونه أنه ليس من الأنانية أن تتخلص من العلاقات الغير مناسبة او المزيفة او المستنزِفة لك بل هذا من أبسط حقوقك .. واذا قررت المحافظة على هذه العلاقة تأكد من أنك قادر على عيشها بوعي وبمشاعر عالية وليس لأن الآخر مسكين أو ضحية أو لأنك اكسجين حياته .. لا يوجد تعلق ولن يمنعك شيء عن ايقافها عندما تريد .
انا لا اشجع هنا على قطع العلاقات بقدر ما هو عملية تقليم ..
ستتشافى مع الوقت فلا تستعجل الأمور ، ستشعر بعد فترة أن علاقاتك اصبحت معدودة وتكاد تكون وحيداً وقد تشعر بالاحباط ولكن تأكد أنها مرحلة السكون التي تسبق الانطلاق .. حيث أن الفكرة الأساسية أن هذا الوضع المؤقت سيحررك من الزيف ويمهد لك الطريق لفتح أبواب علاقات أفضل مع أشخاص أوعى ..
وتأكد دائماً أن أي علاقة حقيقية ونابعة من شعور حقيقي ستثمر وتجمّل روحك وحياتك وستكون المنفعة متبادلة كلها دعم وتطوير وتكامل وحب .