في الصميم. . من واقع مجتمعنا المرير!
حين يربي الوالدان أبناءهم على أن كل شيء بالإكراه : الصلاة بالإكراه، الدراسة بالإكراه، المساعدة في المنزل بالإكراه والصراخ والغضب وإذا تنفس الابن ليعبر عن رغبته في شيء ياويله ويا سواد ليله بطلعوه عاق مغضوب عليه ، ليس للابن رغبات أمام أوامر الإله المقدس الأب ، إذا قال فاسمع وأطع ولا تناقش !
هل تعلم ياسيدي أن النبي سيد إسلامك الذي تنتمي إليه كان ينزل عليه وحي السماء ولا ينطق عن الهوى وكان يسمع للخادم ويترك له أن يعبر عن رأيه ولا يعنفه وكان يأخذ رأي الناس حوله في الأمور العامة وهو مأمور بمشاورتهم لأن الهدف هو رفع قيمة الإنسان وتعزيز التفكير واحترام رأيه .. كل إنسان مكرم وله الحق في الاحترام ولا يعني كونك أبوه أو كونك أمه أن يحق لكما الصراخ عليه والغضب بوجهه وتعنيفه إن أخطأ ، دوركما النصح بالحسنى وتوضيح الأمور وله الحق في الاختيار أن يأخذ بكلامكما أو يختار طريقا آخر ، تعرفون لماذا ؟ لأن عقله ليس نسخة من عقلكم كما تظنون ، وبيئته التي نشأ فيها وأصدقائه وتعليمه ليس مثلكم وزمانه غير زمانكم فكيف تطالبونه بانتهاج طريقكم في كل شيء، هل سمعت بقول الإمام علي " لاتربوا أبناءكم كما رباكم اباؤكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم "
لاتتفاجؤوا حين يصرخ الابن في وجوهكم حين يعبر عن رغبته او رفضه لشيء لأنه بشر ولديه رغبات ولم تعلموه طريقا للتعبير سوى الصراخ والغضب ، لاتتخذوا دور المثاليين وتذكروا تعبكم وتمنوا على أبنائكم أنكم أنجبتموهم ، هل أجبركم على إنجابهم أحد ، كونوا قدر هذه المسؤولية ، أعينوا أبناءكم على بركم بحسن التعامل لتصلحوا مامضى ، هل فكرتم يوما أن الله سيسألكم لماذا أنجبتم ؟ وهل تعلمتم طرق التربية وبحثتم وسعيتم لتطوير علمكم أم اتبعتم طرقا قديمة وسرتم في حياتكم تائهين تريدون الإنجاب لأن الأبناء زينة للاستمتاع وحين يبدأ الابن بالتعبير عن نفسه والمشاكسة تلقون باللوم على المدرسة والأصدقاء والانترنت وحين يتزوج ستكون زوجته شماعة رائعة لتعليق اللوم عليها في كل شيء فقد أتى من تعاقبونه على سوء تربيتكم، إذا كنت قد ربيت رجلا فلاتخف أن يتبع زوجته في كل شيء لأن الرجل يحترم زوجته ويحترم والداه ، لكن إن أنشأت ابنا شخصيته خاضعة لك فسيخضع لزوجته ويتركك يوما ما فلا تتعجب مما صنعت يداك ولا تلقي باللوم على زوجته في كل خطأ يخطئه ولدك ومن هنا طبعا تبدأ المشاكل والتحريض وقسم العائلة لقسمين واتهام الولد بالعقوق والخضوع لزوجته لفشلهم في التعامل معه، هذا طبيعي ان يحصل لعقول لا تريد التعلم ولاتحترم الإنسان ، ولاتتعامل إلا بالغضب والصراخ والتخويف ، تريدون السيطرة وتظنون أبناءكم ملكا لكم ويحق لكم أخذ مالهم وفرض اوامركم في كل شيء بحجة رضا الوالدين ، الله لم يأمر بهذا ، الله أمرهم بالاحسان اليكم وهو يحاسبهم ، لكم ان تركزوا على انفسكم وتحسنوا التعامل فهم بشر ولهم احترام ، ومن يريد احتراما فليقدم احتراما للجميع ..
ورحم الله امرءا أعان ابنه على بره ..
بقلم #د_فاطمة_ابوصفية