ما هي القدوة التي قدمتها لإبنتك؟ هل قدمت لها رجلا حقيقيا، متوازنا، محبا، متفهما أم قدمت لها أسوأ ما في الرجل؟ قريبا هي ستتركك إلى بيت زوجها فماذا تريدها أن تعتقد فيك؟
إن كان زوجها رائعا، بكل تأكيد لأنها طهرت نفسها منك ومن أفكارك البالية، فإنها ستراك كإنسان تافه، أو غبي، أو حقير، أو حتى نذل. كل خير يقوم به زوجها نحوها ستقابله بمقارنة بما كنت تمارسه عليها قبل الزواج.
وإن كان زوجها معتلا، مختلا فهذا أنت تتجلى في عالمها مرة أخرى، لأنها على الأرجح كرهتك إلى درجة جذبت كل الصفات السيئة فيك من خلال زوجها. أي أنك دمرت حياتها في الأول والآخر.
دعني أخبرك بشيء قد يفوتك. هذا الجيل، جيل الحرية والمعرفة والإطلاع. لا بد أن عينيها ستقع على معلومة تغير نظرتها للحياة ولن تستطيع أنت منعها، لأن وسائل التواصل منتشرة بشكل كبير ولا بد أن تصادف تلك المعلومة التي تتفوق فيها عليك، فهل تريدها أن تكون صديقتك أم تريدها أن تتلاعب بك وبمشاعرك وتعيث فيك فسادا وإنتقاما؟
هي ستعرف كل طرق الإبتزاز العاطفي التي تمارسها عليها، وستعرف نقاط ضعف شخصيتك وتتلاعب بك، ستعرف مخاوفك وشعورك الزائف بالأهمية، بل وستهاجمك بما تستخدمه ضدها. بكل بساطة ستتلاعب بك إلى أقصى الحدود.
صحح أفكارك عن الحياة، فاللعبة قد تغيرت وما عادت مفاهيمك تعني شيئا. محاولة التسلط وفرض هيمنتك على أفراد عائلتك صارت هواية بائسة، تخلص منها حتى لا تصبح أضحوكة في قعر دارك.