مرت الف سنة ونحن في نفس النقطة

»  مرت الف سنة ونحن في نفس النقطة
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 3 دقائق

ماذا قدمنا لأنفسنا خلال الألف سنة الماضية. منذ العام ١٠٢١ ميلادي إلى هذا العام ٢٠٢١ ما الذي تعلمناه كشعوب وكيف طورنا أنفسنا ومفاهيمنا حول الحياة. أنا لا اتحدث عن إختراعات أو إنجازات حضارية بل عن أمور عادية في في الحياة اليومية. هذة أمور واضحة يستطيع كل إنسان رؤيتها والتعامل معها والتأثر بها لأنها متعلقة بشكل أساسي وثيق بحياته هو وحياة المحيطين به من أهل وأقارب وأصدقاء وناس تسكن في نفس المنطقة. مرت الف سنة ونحن مازلنا نلوك نفس الأفكار العقيمة دون تغيير يذكر إلا في الشكل لكن المنطق هو لم يتغير. ما هذا التصلب الفكري الذي يعاني من العرب؟ تمر السنوات ونحن كما نحن بلا تغيير ولا تقدم ولا حتى إضافة حقيقية لنا أو للبشرية. هل نحن سفهاء وعاجزون إلى هذة الدرجة؟

أمة كاملة عاجزة عن التحرك وتغيير أي شيء حتى تلك الأمور البديهية البسيطة التي يمكن بقليل من التدبر ان نرى بأنها تسبب لنا الكثير من المعاناة. يبقى العربي يعاني ويعاني لكنه ابدا لا يتحرك من أجل تغيير أي شيء. يتألم هو وعائلته واولاده واحفاده ولا يتزحزح عن فكرة واحدة من افكاره ومعتقداته. والطامة الكبرى أن يتبعه على نفس النهج اولاده واحفاده ومن يأتي بعدهم هكذا بلا توقف ولا تفكير وكأنهم قطعان البقر الوحشي تجري في البراري لا يوقفها الا فترة قصيرة للرعي ثم تستمر وكأنها فقدت عقلها. هل هذة شعوب يحتذى بها؟

Weight loss product

من الحماقة أن نستمر هكذا لأن الإستمرار يعني الهلاك. اجيال تتبعها اجيال تعاني من الأمراض النفسية والتشوهات الفكرية تنتج اجيالا اشد مرضا وتشوها وهي لا تعي انها تتجه إلى حتفها بيدها، وكل ذلك بإسم الدين والأعراف والتقاليد. تقاليد لا تضيف للإنسان شيئا ولا تخبره ان عليه إستخدام عقله ولو لبرهة. سأضرب لك امثلة لتعرف مدى هزالة الفكر العربي.

الزواج ومراسمه وتبعاته

تخيل بأننا خلال الالف سنة الماضية لم نستطع انتاج اس فكر جديد حول الزواج. كل شعب لديه عادات وتقاليد وهي كما هي لم تتغير الا ربما لناحية جودة اللباس والطعام كأمر طبيعي لتطور الحياة من حولنا. مازالت أم العروس تشعر بالتوتر والقلق وتتصرف كطفلة اضاعت لعبتها. مازلنا ننبهر بالزواج وحفلة العرس ويتصرف الناس وكأنه امر عظيم لم يحدث لأحد من الخلق. اطباق ومأكولات واحتفالات وفوضى وقتال مستميت بين عائلتين لتحديد الموعد ومن سنعزم ومن سنترك واين سنقيم الحفل المهيب وفي النهاية الزوج والزوجة هم آخر من له كلمة في الأمر. ما هذة الحماقة؟ شاب يريد أن يتزوج بفتاة لا يستطيعان تحديد ماذا يريدان وما يناسبهما؟ لا يستطيعان إختيار اي شيء وشبه محكوم عليهما بإتباع ما يمليه عليهم والديهما من الجانبين. تبا للعقول الصدئة التي تمنع الإنسان من تقرير مصيره في اليوم الذي يقولون بأنه مقدس.

الجنس والعلاقة بين الرجل والمرأة

هذة كارثة أخرى. مرت الف سنة، بل آلاف السنين وإلى الآن الحديث عن الجنس حديث مبتور في احسن احواله. الكل يتجنبه والكل يخشاه والكل يعتقد انه من غير اللائق الخوض فيه لا سرا ولا علنا. تقضي البنت عشرات السنوات في بيت اهلها وهي لا تعرف شيء عن الجنس ثم يقحمونها في زواج بشاب هو الآخر لديه آعتقادات غريبة عن الجنس يستحي من زوجته ولا يعرف حتى كيف يدخل قضيبه في فرجها. لا هي مستعدة ولا هو مستعد فيتعلمان من الصفر عن طريق التجربة والخطأ وفي الغالب لن يتوصلا إلى الطريقة الصحيحة. كل جيل يبدأ من الصفر ولذلك يبدو الجنس شيئا عظيما في اعيننا. لا ثقافة ولا معاملة ولا ممارسة ولا أخلاق. هل هذا حال أمة تعتقد أنها حكمت العالم يوما؟ منذ خلق الله البشر هم يمارسون الجنس ونحن في سنة ٢٠٢١ مازلنا منبهرين به ولا نعرف كيف نتصرف؟

الموت والجنائز والحياة والمواليد

هذة تبدو جديدة فعلا. لا نعلم أن هناك حياة بالولادة وموت بالوفاة. المرأة تسمع الف فكرة عن الولادة وعن النفاس والرضاعة وتربية الطفل. ليس هذا وحسب وإنما أخبار الولادة تبدو مهمة جدا وكأنه إنجاز عالمي. كذلك أمر وفاة البشر لدينا تبدو غريبة. بكاء لا يتوقف وحزن يستمر عشرات السنوات وكأن أحدا قال لنا أن الإنسان لا يموت. وإذا مات لا نعرف كيف نتصرف في جنازته. نحيب وإنهيارات ولا نعرف هل نطعم الضيوف أم نواسي أهل الميت أن نسرق أثاث البيت. تدخل مأتم العزاء فتكتشف أن عليك عزاء كل الحاضرين. ما هذا الغباء؟

هذة مجرد نماذج بسيطة من الأشياء التي مازال العرب يجدون صعوبة في تطويرها في حياتهم. نحن شعوب قد تجمدت في مكانها وعجزنا عن إنتاج أدنى تطوير لتلك العادات والتقاليد المتحجرة. لا أعرف أين الذين يدعون أنهم مفكرين وعباقرة ومثقفين. أين أنتم من كل هذا؟ اين إنتاجكم أين تأثيركم أين عقولكم؟

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    مرت الف سنة ونحن في نفس النقطة

    مدة القراءة: 3 دقائق

    ماذا قدمنا لأنفسنا خلال الألف سنة الماضية. منذ العام ١٠٢١ ميلادي إلى هذا العام ٢٠٢١ ما الذي تعلمناه كشعوب وكيف طورنا أنفسنا ومفاهيمنا حول الحياة. أنا لا اتحدث عن إختراعات أو إنجازات حضارية بل عن أمور عادية في في الحياة اليومية. هذة أمور واضحة يستطيع كل إنسان رؤيتها والتعامل معها والتأثر بها لأنها متعلقة بشكل أساسي وثيق بحياته هو وحياة المحيطين به من أهل وأقارب وأصدقاء وناس تسكن في نفس المنطقة. مرت الف سنة ونحن مازلنا نلوك نفس الأفكار العقيمة دون تغيير يذكر إلا في الشكل لكن المنطق هو لم يتغير. ما هذا التصلب الفكري الذي يعاني من العرب؟ تمر السنوات ونحن كما نحن بلا تغيير ولا تقدم ولا حتى إضافة حقيقية لنا أو للبشرية. هل نحن سفهاء وعاجزون إلى هذة الدرجة؟

    أمة كاملة عاجزة عن التحرك وتغيير أي شيء حتى تلك الأمور البديهية البسيطة التي يمكن بقليل من التدبر ان نرى بأنها تسبب لنا الكثير من المعاناة. يبقى العربي يعاني ويعاني لكنه ابدا لا يتحرك من أجل تغيير أي شيء. يتألم هو وعائلته واولاده واحفاده ولا يتزحزح عن فكرة واحدة من افكاره ومعتقداته. والطامة الكبرى أن يتبعه على نفس النهج اولاده واحفاده ومن يأتي بعدهم هكذا بلا توقف ولا تفكير وكأنهم قطعان البقر الوحشي تجري في البراري لا يوقفها الا فترة قصيرة للرعي ثم تستمر وكأنها فقدت عقلها. هل هذة شعوب يحتذى بها؟

    من الحماقة أن نستمر هكذا لأن الإستمرار يعني الهلاك. اجيال تتبعها اجيال تعاني من الأمراض النفسية والتشوهات الفكرية تنتج اجيالا اشد مرضا وتشوها وهي لا تعي انها تتجه إلى حتفها بيدها، وكل ذلك بإسم الدين والأعراف والتقاليد. تقاليد لا تضيف للإنسان شيئا ولا تخبره ان عليه إستخدام عقله ولو لبرهة. سأضرب لك امثلة لتعرف مدى هزالة الفكر العربي.

    الزواج ومراسمه وتبعاته

    تخيل بأننا خلال الالف سنة الماضية لم نستطع انتاج اس فكر جديد حول الزواج. كل شعب لديه عادات وتقاليد وهي كما هي لم تتغير الا ربما لناحية جودة اللباس والطعام كأمر طبيعي لتطور الحياة من حولنا. مازالت أم العروس تشعر بالتوتر والقلق وتتصرف كطفلة اضاعت لعبتها. مازلنا ننبهر بالزواج وحفلة العرس ويتصرف الناس وكأنه امر عظيم لم يحدث لأحد من الخلق. اطباق ومأكولات واحتفالات وفوضى وقتال مستميت بين عائلتين لتحديد الموعد ومن سنعزم ومن سنترك واين سنقيم الحفل المهيب وفي النهاية الزوج والزوجة هم آخر من له كلمة في الأمر. ما هذة الحماقة؟ شاب يريد أن يتزوج بفتاة لا يستطيعان تحديد ماذا يريدان وما يناسبهما؟ لا يستطيعان إختيار اي شيء وشبه محكوم عليهما بإتباع ما يمليه عليهم والديهما من الجانبين. تبا للعقول الصدئة التي تمنع الإنسان من تقرير مصيره في اليوم الذي يقولون بأنه مقدس.

    الجنس والعلاقة بين الرجل والمرأة

    هذة كارثة أخرى. مرت الف سنة، بل آلاف السنين وإلى الآن الحديث عن الجنس حديث مبتور في احسن احواله. الكل يتجنبه والكل يخشاه والكل يعتقد انه من غير اللائق الخوض فيه لا سرا ولا علنا. تقضي البنت عشرات السنوات في بيت اهلها وهي لا تعرف شيء عن الجنس ثم يقحمونها في زواج بشاب هو الآخر لديه آعتقادات غريبة عن الجنس يستحي من زوجته ولا يعرف حتى كيف يدخل قضيبه في فرجها. لا هي مستعدة ولا هو مستعد فيتعلمان من الصفر عن طريق التجربة والخطأ وفي الغالب لن يتوصلا إلى الطريقة الصحيحة. كل جيل يبدأ من الصفر ولذلك يبدو الجنس شيئا عظيما في اعيننا. لا ثقافة ولا معاملة ولا ممارسة ولا أخلاق. هل هذا حال أمة تعتقد أنها حكمت العالم يوما؟ منذ خلق الله البشر هم يمارسون الجنس ونحن في سنة ٢٠٢١ مازلنا منبهرين به ولا نعرف كيف نتصرف؟

    الموت والجنائز والحياة والمواليد

    هذة تبدو جديدة فعلا. لا نعلم أن هناك حياة بالولادة وموت بالوفاة. المرأة تسمع الف فكرة عن الولادة وعن النفاس والرضاعة وتربية الطفل. ليس هذا وحسب وإنما أخبار الولادة تبدو مهمة جدا وكأنه إنجاز عالمي. كذلك أمر وفاة البشر لدينا تبدو غريبة. بكاء لا يتوقف وحزن يستمر عشرات السنوات وكأن أحدا قال لنا أن الإنسان لا يموت. وإذا مات لا نعرف كيف نتصرف في جنازته. نحيب وإنهيارات ولا نعرف هل نطعم الضيوف أم نواسي أهل الميت أن نسرق أثاث البيت. تدخل مأتم العزاء فتكتشف أن عليك عزاء كل الحاضرين. ما هذا الغباء؟

    هذة مجرد نماذج بسيطة من الأشياء التي مازال العرب يجدون صعوبة في تطويرها في حياتهم. نحن شعوب قد تجمدت في مكانها وعجزنا عن إنتاج أدنى تطوير لتلك العادات والتقاليد المتحجرة. لا أعرف أين الذين يدعون أنهم مفكرين وعباقرة ومثقفين. أين أنتم من كل هذا؟ اين إنتاجكم أين تأثيركم أين عقولكم؟

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين