هل حقا تؤمن بما تؤمن به؟

»  هل حقا تؤمن بما تؤمن به؟
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

يتحدث الناس بلا توقف عن مفاهيم عظيمة ومعاني جليلة من المفروض أن من يؤمن بها يرتقي إلى درجات عالية من السمو الروحي والهدوء والطمئنينة، لكن على أرض الواقع لا يتحقق شيء. هنا تكمن مشكلة معظم البشر الذين يتحدثون بمعاني كبرى ولا يجدون أثرها في حياتهم. كم مرة قلت: إن مع العسر يسرا؟ كم مرة قلت: إذا أغلق باب إنفتح الف باب؟، كم مرة قلت: أنا لا أخاف إلا الله؟ هل تذكر مثل هذة العبارات؟

هذة هي المعضلة الكبرى، الناس سقولون بأفواههم ما لا يعملون، ذلك أن الإيمان عمل قبل أن يكون إعتقاد. أنت عندما تعتقد بشيء فهذا يعني أنك تعمل به وإلا ما الفائدة من الإيمان أو الإعتقاد؟ أكثر الناس إيمانهم هو مصدر تعاستهم، لأنك لا تستطيع أن تؤمن بشيء إلا ويتم إبتلائك به. الذين يتولكون على الله والذين يحمدون الله والذين يدّعون الثبات وما إلى ذلك من عبارات رنانة هم في الغالب من يتعرض لأسوأ الإبتلاءآت فتصبح حياتهم ضنكاً ولا يخرجون من الألم إلا بشق الأنفس وبعضهم لا يخرجون أبدا. والسبب واضح تماما؛ هم يؤمنون بمفاهيم كبرى لا يستطيعون تحمل عواقبها.

لكن لنأخذ مثالا جيدا من تعاليم تطوير الذّات، التحرر، على سبيل المثال. كثير من المستجدين يسمعون بالتحرر وعندما يطبقون الأمر يفشلون، وهذا راجع إلى أنهم لا يتحررون فعلا وإنما يفعلون ذلك من أجل الحصول على شيء معين أو الوصول إلى هدف منشود. تحررهم مربوط بشرط حدوث النتيجة التي يتمنون حدوثها، وعلى هذا الأساس لا يتحررون ولا تتحقق النتيجة بل على العكس قد يسوء حالهم بعد عملية التحرر الفاشلة، ثم يلومون علوم تطوير الذّات. وعلى هذا المنوال تجري حياة أكثر الناس. يؤمنون بمبادىء وقوانين لا يستطيعون القيام بها في واقعهم ولا يستطيعون تحمل نتائجها ولذلك يصبح إيمانهم هو مصدر شقائهم.

إن تؤمن هو أن تعمل. إما هذا أو الأفضل أن تعترف بأنك لا تؤمن بما تقول وتتوقف عن ترديد كلمات تجلب لك الويلات والآلام. يعني تكلم على قدك.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    هل حقا تؤمن بما تؤمن به؟

    مدة القراءة: 2 دقائق

    يتحدث الناس بلا توقف عن مفاهيم عظيمة ومعاني جليلة من المفروض أن من يؤمن بها يرتقي إلى درجات عالية من السمو الروحي والهدوء والطمئنينة، لكن على أرض الواقع لا يتحقق شيء. هنا تكمن مشكلة معظم البشر الذين يتحدثون بمعاني كبرى ولا يجدون أثرها في حياتهم. كم مرة قلت: إن مع العسر يسرا؟ كم مرة قلت: إذا أغلق باب إنفتح الف باب؟، كم مرة قلت: أنا لا أخاف إلا الله؟ هل تذكر مثل هذة العبارات؟

    هذة هي المعضلة الكبرى، الناس سقولون بأفواههم ما لا يعملون، ذلك أن الإيمان عمل قبل أن يكون إعتقاد. أنت عندما تعتقد بشيء فهذا يعني أنك تعمل به وإلا ما الفائدة من الإيمان أو الإعتقاد؟ أكثر الناس إيمانهم هو مصدر تعاستهم، لأنك لا تستطيع أن تؤمن بشيء إلا ويتم إبتلائك به. الذين يتولكون على الله والذين يحمدون الله والذين يدّعون الثبات وما إلى ذلك من عبارات رنانة هم في الغالب من يتعرض لأسوأ الإبتلاءآت فتصبح حياتهم ضنكاً ولا يخرجون من الألم إلا بشق الأنفس وبعضهم لا يخرجون أبدا. والسبب واضح تماما؛ هم يؤمنون بمفاهيم كبرى لا يستطيعون تحمل عواقبها.

    باي نتورك

    لكن لنأخذ مثالا جيدا من تعاليم تطوير الذّات، التحرر، على سبيل المثال. كثير من المستجدين يسمعون بالتحرر وعندما يطبقون الأمر يفشلون، وهذا راجع إلى أنهم لا يتحررون فعلا وإنما يفعلون ذلك من أجل الحصول على شيء معين أو الوصول إلى هدف منشود. تحررهم مربوط بشرط حدوث النتيجة التي يتمنون حدوثها، وعلى هذا الأساس لا يتحررون ولا تتحقق النتيجة بل على العكس قد يسوء حالهم بعد عملية التحرر الفاشلة، ثم يلومون علوم تطوير الذّات. وعلى هذا المنوال تجري حياة أكثر الناس. يؤمنون بمبادىء وقوانين لا يستطيعون القيام بها في واقعهم ولا يستطيعون تحمل نتائجها ولذلك يصبح إيمانهم هو مصدر شقائهم.

    إن تؤمن هو أن تعمل. إما هذا أو الأفضل أن تعترف بأنك لا تؤمن بما تقول وتتوقف عن ترديد كلمات تجلب لك الويلات والآلام. يعني تكلم على قدك.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين