هل يحتقر الوطن ؟

»  هل يحتقر الوطن ؟
مدة القراءة: 3 دقائق

سيصرخ الجميع هاتفين بولع لا ..لا يحتقر الوطن .الا . كافر ..فاسق ..مجرم ووجب نفيه خارج الحدود .. طبعا من هو الذي يقصدونه ..هو الشخص الذي قذف و سب و طعن رموز الوطن وسكانه .. طبعا حدوده و ترابه و ثرواته ليست من الوطن ..
الوطن هو ما يوطن إليه أي يألفه ويسكنه ..و توطين ..تسكين .. والتسكين التخفيف بغاية الشفاء .. فما توطِن له نفسك وطنك ..مستقرك و أمنك . رزقك و فرحك . أهلك وأحبتك .
و لأن الطاقة حقيقة يغفل عنها الكثيرون وجدت أن حب الوطن بطاقة ترابه وحدوده تتغلغل بطاقة ساكنيه شاءوا أم أبو ذلك ..فلن تجد أحدا لا يحب وطنه و إن جار عليه ..و إن ابدى غير ذلك يكن ألما و عتبا عليه يتصارع بين ضلوعه .
بلادي وإن جارت علي عزيزة و أهلي وإن ضنوا علي كراما
ولكن أين الخلل في حب الوطن هل في حبه كمشاعر أم في مفهوم كيف نحب الوطن ..وهي برأي المسألة العميقة في موضوع الحب الذي شَكُل على غالبية الناس من حب شخص الى حب الاهل ومنه الى حب الوطن ..
لا نعرف كيف نحب ؟
من جميل ما قرات للدكتور وليد فتحي عن الوطن إن "الوطنية الصحيحة" تُعرف في كل قول وفعل يُوطَّن الخير، ويستأصل الشر في البلاد.. وليست الوطنية بالألقاب ولا بالتزلف والنفاق .
هنا المعضلة .. كل قول وفعل يوطن الخير ويستأصل الشر .. فهل هذا ما يفعله اهل الوطن للوطن .. فهل يحتقر الوطن ..الجواب نعم :
فالذي يسرق المال العام في منصبه يحتقر وطنه ويستغله لحسابه ويحبه ايضا فهو النبع الخاص له
والذي ينشر الخوف والرعب بفكر مضلل يحتقر وطنه ويحبه أيضا فهو أرض بطولاته ومعاركه
والذي يدمر ممتلكات و طنه عند الغضب يحتقر وطنه و يحبه فهو المنفس الوحيد له لإطلاق شعاراته الرنانة في حب الوطن

كل ما لايعود على الوطن بأهله و ترابه بخير في حقيقة الأمر ليس حبا ..ترى هل يعرف الذي ينهب مال بلده أنه لا يحب وطنه أم يعرف ذلك ولكن يحب نفسه أكثر أو يعتقد كالكثيرين أن وطنه هو من عليه أن يعطيه كالحبيب الذي الذي يجب أن يعطي الطرف الآخر دوما .. كالازواج الذي يعيش أحدهم على حساب الآخر دوما فنهايتها الطلاق أو سعير داخل الجدران .و طلاق الأفراد لأوطانهم فعلا و قولا ما هو إلا نتيجة طبيعية لعلاقة يحكمها الأخد على حساب العطاء و هو السبب الرئيسي دائما لفساد العلاقات .بإنكار المسؤولية الفردية بالحفاظ عليه وعلى ما نحب و مهمة تطويره ابتداء بالرضى مما هو عليه الآن والنظر نحو الأفضل برفض التعامل والتصفيق مع وكل مسيئ للوطن بفعله قبل قوله .
فما حكوماتنا و أوطاننا الا انعكاس كبير لما نحن عليه من فكر وطمع و تآمر ..فلو لم يجد المرتشي زبائنه من أبناء الوطن والمشجعين له لتلاشى كما تتلاشي فقاعة الصابون بالهواء ..وقس عليها .

ولو عدنا لأصل هذا كله تجد أن السبب الرئيسي هو الفرد نفسه حيث لم يعرف الانتماء لنفسه ليحبها ويطورها ثم لبيته ثم لوطنه رغم وهم اجتياح مشاعر الحب في قلبه فلو عرف ذلك لنجح الناس في اقامة علاقة طيبة ناجحة وبناءه مع انفسهم اولا ومع احبتهم ومع اوطانهم بل ومع أرض الله على اتساعها .. فكان الوعي داع أمين وعميق للانتماء للأنسان فقط لان من يعي هذا الانتماء سيبدأ بنفسه وهذه البداية ما هي الا امتداد اكبر للأنتماء لما نحب على حدود اطلس العالم ..
قبل أن تحب وطنك تعلم كيف تحب وطنك الكبير القابع داخل نفسك بتعليمه وتطويره وبعدها ستعرف كيف تحب شريكك وبيتك ثم وطنك بترابه وحدوده واهله .. بل وستعرف كيف تنتمي لأي أرض وأهل اعطتك احتياجاتك من أمن ورزق وحب ..
عيشها صح
غادة حمد

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    هل يحتقر الوطن ؟

    مدة القراءة: 3 دقائق

    سيصرخ الجميع هاتفين بولع لا ..لا يحتقر الوطن .الا . كافر ..فاسق ..مجرم ووجب نفيه خارج الحدود .. طبعا من هو الذي يقصدونه ..هو الشخص الذي قذف و سب و طعن رموز الوطن وسكانه .. طبعا حدوده و ترابه و ثرواته ليست من الوطن ..
    الوطن هو ما يوطن إليه أي يألفه ويسكنه ..و توطين ..تسكين .. والتسكين التخفيف بغاية الشفاء .. فما توطِن له نفسك وطنك ..مستقرك و أمنك . رزقك و فرحك . أهلك وأحبتك .
    و لأن الطاقة حقيقة يغفل عنها الكثيرون وجدت أن حب الوطن بطاقة ترابه وحدوده تتغلغل بطاقة ساكنيه شاءوا أم أبو ذلك ..فلن تجد أحدا لا يحب وطنه و إن جار عليه ..و إن ابدى غير ذلك يكن ألما و عتبا عليه يتصارع بين ضلوعه .
    بلادي وإن جارت علي عزيزة و أهلي وإن ضنوا علي كراما
    ولكن أين الخلل في حب الوطن هل في حبه كمشاعر أم في مفهوم كيف نحب الوطن ..وهي برأي المسألة العميقة في موضوع الحب الذي شَكُل على غالبية الناس من حب شخص الى حب الاهل ومنه الى حب الوطن ..
    لا نعرف كيف نحب ؟
    من جميل ما قرات للدكتور وليد فتحي عن الوطن إن "الوطنية الصحيحة" تُعرف في كل قول وفعل يُوطَّن الخير، ويستأصل الشر في البلاد.. وليست الوطنية بالألقاب ولا بالتزلف والنفاق .
    هنا المعضلة .. كل قول وفعل يوطن الخير ويستأصل الشر .. فهل هذا ما يفعله اهل الوطن للوطن .. فهل يحتقر الوطن ..الجواب نعم :
    فالذي يسرق المال العام في منصبه يحتقر وطنه ويستغله لحسابه ويحبه ايضا فهو النبع الخاص له
    والذي ينشر الخوف والرعب بفكر مضلل يحتقر وطنه ويحبه أيضا فهو أرض بطولاته ومعاركه
    والذي يدمر ممتلكات و طنه عند الغضب يحتقر وطنه و يحبه فهو المنفس الوحيد له لإطلاق شعاراته الرنانة في حب الوطن

    كل ما لايعود على الوطن بأهله و ترابه بخير في حقيقة الأمر ليس حبا ..ترى هل يعرف الذي ينهب مال بلده أنه لا يحب وطنه أم يعرف ذلك ولكن يحب نفسه أكثر أو يعتقد كالكثيرين أن وطنه هو من عليه أن يعطيه كالحبيب الذي الذي يجب أن يعطي الطرف الآخر دوما .. كالازواج الذي يعيش أحدهم على حساب الآخر دوما فنهايتها الطلاق أو سعير داخل الجدران .و طلاق الأفراد لأوطانهم فعلا و قولا ما هو إلا نتيجة طبيعية لعلاقة يحكمها الأخد على حساب العطاء و هو السبب الرئيسي دائما لفساد العلاقات .بإنكار المسؤولية الفردية بالحفاظ عليه وعلى ما نحب و مهمة تطويره ابتداء بالرضى مما هو عليه الآن والنظر نحو الأفضل برفض التعامل والتصفيق مع وكل مسيئ للوطن بفعله قبل قوله .
    فما حكوماتنا و أوطاننا الا انعكاس كبير لما نحن عليه من فكر وطمع و تآمر ..فلو لم يجد المرتشي زبائنه من أبناء الوطن والمشجعين له لتلاشى كما تتلاشي فقاعة الصابون بالهواء ..وقس عليها .

    باي نتورك

    ولو عدنا لأصل هذا كله تجد أن السبب الرئيسي هو الفرد نفسه حيث لم يعرف الانتماء لنفسه ليحبها ويطورها ثم لبيته ثم لوطنه رغم وهم اجتياح مشاعر الحب في قلبه فلو عرف ذلك لنجح الناس في اقامة علاقة طيبة ناجحة وبناءه مع انفسهم اولا ومع احبتهم ومع اوطانهم بل ومع أرض الله على اتساعها .. فكان الوعي داع أمين وعميق للانتماء للأنسان فقط لان من يعي هذا الانتماء سيبدأ بنفسه وهذه البداية ما هي الا امتداد اكبر للأنتماء لما نحب على حدود اطلس العالم ..
    قبل أن تحب وطنك تعلم كيف تحب وطنك الكبير القابع داخل نفسك بتعليمه وتطويره وبعدها ستعرف كيف تحب شريكك وبيتك ثم وطنك بترابه وحدوده واهله .. بل وستعرف كيف تنتمي لأي أرض وأهل اعطتك احتياجاتك من أمن ورزق وحب ..
    عيشها صح
    غادة حمد

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين