و اضربوهن ....

»  و اضربوهن ....
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 4 دقائق

هذه الكلمة التي تؤرق حياة الكثيرات من النساء, منهن من تتساءل هل فعلا يحق للزوج الضرب؟ , هل الله عز و جل ضلم المرأة باءعطاء الرجل هذا الحق ؟ أم هو تعبير مجازي ؟

قبل ان نتكلم في الموضوع أريد البدأ بهذه الآأية الكريمة حيث يقول الله عز و جل ( مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) الآية 46 من سورة فصلت . حيث نجد في هذه الآية كلمة( ظلاّم) على وزن فعال و هي أقصى ما يمكن أن يكون في الظلم نفاه الله عز وجل عن نفسه , ثم قال :( للعبيد) يعي ليس بظلاّم لجميع عباده لم يستثني أحد , كافر, مؤمن , رجل , امرأة...........إذا هذه الأية تنفي الظلم جملة و تفصيلا .

Weight loss product

لنعد لتدبر الأية التي يقول فيها الله عز و جل ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ) . الأية 34 -من سورة النساء .

ربما البعض يقول ان(و اضربوهن ) يعني ابتعدو عنهن و هنا يصبح تكرار في الكلمات , لأن الكلمة التي قبلها ( واهجروهن في المضاجع ) كلمة واضحة تعني الهجر و الإبتعاد , و لغة القرآن دئما نجدها راقية عجز حتى أفصح العرب أن يأتو و لو بسورة واحدة مثله . إذا ( واضربوهن ) تعني الضرب المعروف .

لكن يتكلم الكثير عن مسألة الضرب دون التطرق لماذا أو لمن أوجب الضرب ؟, في هذه الآية الكريمة يعالج الله عز و جل خلل ممكن أن يحدث داخل الأسرة بين الزوجين و هو نشوز الزوجة و كلف الزوج في هذه الحالة بإصلاح الخلل كونه القائم على شؤون الأسرة للحفاض على تماسكها, ليس كموضوع السرقة مثلا أو الزنى الذي يخص كل المجتمح حيث يتم تنفيذ الحد امام الملأ .

إذا ما هو النشوز ؟

قبل ان يتحدث الله عز و جل عن النشوز تحدث على النساء الصالحات القانتات, حيث قال في الآية (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)-

يعني الصلاح هو الأصل أما النشوز فهو حالة خاصة , ثم وصف الصالحات بالقانتات الحافضات للغيب , يعني حافضات للرجل في عرضه و ماله في غيابه.

 

النشوز في اللغة العربية من نشز, يعني العلو أو الإرتفاع و لهذا البعض يتحجج بهذه الآية بمجرد عدم التفاهم مع زوجته لأنه يعتقد نفسه الآمر الناهي في البيت و يجب أن يطاع في كل شىء و إلا لجأ للضرب و هذا خاطىء. و قد ذكرالله عز و جل كلمة نشوز في القرآن الكريم أربعة مرات, مرتين في نفس السورة (النساء) , وفي : ( و إذا قيل أنشزو فانشزو )-11-سورة المجادلة- كناية على النهوض من المجلس . وفي آية أخرى (وانضر إلى العظام كيف ننشزها)-من الآية -259-سورة البقرة- اي نرفعها ثم نكسوها لحما .

إذًا إذا ربطنا كلمة نشوز بالكلمة التي بعدها (واهجروهن في المضاجع) يتضح لنا أن النشوز يعني الإمتناع عن الحقوق الزوجية للرجل و في نفس السورة الآية- 128- نجد نفس حالة النشوز لكن هذه المرة نشوز الرجل لقوله عز و جل (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )- النساء -128

إذا في هذه الحالة و هي النشوز أعطى الله عز و جل للرجل ثلاث حلول لإصلاح الخلل للحفاض على الأسرة و هي :

1 - الوعض : أن يتحدث الرجل لزوجته عن الخلل ربما يصل معها إلى حل .

2- هجرها في الفراش عسى ان تهتدي .

3- الضرب الخفيف حتى تعرف ان المشكلة تتفاقم مع زوجها و قد تؤدي الى الطلاق .

بعد هذه الحلول المقترحة يقول الله عز و جل في آخر الآية (فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن بعد ذلك سبيلا) .

و إن كانت المرأة في هذه الحالة فعلا مصرة على النشوز أو الإمتناع لسبب ما يحق لها الخلع على أن ترد المهر إلي زوجها.

و ربما البعض يجد في هذه الحلول يزيد الطينة بلة يؤدي الى مشاحنات أو كره للزوج , أعطى حل آخر و هل أن يتدخل حكما من أهلها و حكما من أهله للصلح بينهما , غير أن في هذا الحل يخرج الموضوع قليلا عن الخصوصية .

في قوله تعالى :

(وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا)- 35 - النساء.

أذا سيدتي الواعية بفهمك للقرآن ستعرفين ما لك من حقوق و ما عليك من واجبات و كوني دوما واثقة ان الله عز و جل أعطى للمرأة كل حقوقها .

 

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    و اضربوهن ....

    مدة القراءة: 4 دقائق

    هذه الكلمة التي تؤرق حياة الكثيرات من النساء, منهن من تتساءل هل فعلا يحق للزوج الضرب؟ , هل الله عز و جل ضلم المرأة باءعطاء الرجل هذا الحق ؟ أم هو تعبير مجازي ؟

    قبل ان نتكلم في الموضوع أريد البدأ بهذه الآأية الكريمة حيث يقول الله عز و جل ( مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) الآية 46 من سورة فصلت . حيث نجد في هذه الآية كلمة( ظلاّم) على وزن فعال و هي أقصى ما يمكن أن يكون في الظلم نفاه الله عز وجل عن نفسه , ثم قال :( للعبيد) يعي ليس بظلاّم لجميع عباده لم يستثني أحد , كافر, مؤمن , رجل , امرأة...........إذا هذه الأية تنفي الظلم جملة و تفصيلا .

    لنعد لتدبر الأية التي يقول فيها الله عز و جل ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ) . الأية 34 -من سورة النساء .

    ربما البعض يقول ان(و اضربوهن ) يعني ابتعدو عنهن و هنا يصبح تكرار في الكلمات , لأن الكلمة التي قبلها ( واهجروهن في المضاجع ) كلمة واضحة تعني الهجر و الإبتعاد , و لغة القرآن دئما نجدها راقية عجز حتى أفصح العرب أن يأتو و لو بسورة واحدة مثله . إذا ( واضربوهن ) تعني الضرب المعروف .

    لكن يتكلم الكثير عن مسألة الضرب دون التطرق لماذا أو لمن أوجب الضرب ؟, في هذه الآية الكريمة يعالج الله عز و جل خلل ممكن أن يحدث داخل الأسرة بين الزوجين و هو نشوز الزوجة و كلف الزوج في هذه الحالة بإصلاح الخلل كونه القائم على شؤون الأسرة للحفاض على تماسكها, ليس كموضوع السرقة مثلا أو الزنى الذي يخص كل المجتمح حيث يتم تنفيذ الحد امام الملأ .

    إذا ما هو النشوز ؟

    قبل ان يتحدث الله عز و جل عن النشوز تحدث على النساء الصالحات القانتات, حيث قال في الآية (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)-

    يعني الصلاح هو الأصل أما النشوز فهو حالة خاصة , ثم وصف الصالحات بالقانتات الحافضات للغيب , يعني حافضات للرجل في عرضه و ماله في غيابه.

     

    النشوز في اللغة العربية من نشز, يعني العلو أو الإرتفاع و لهذا البعض يتحجج بهذه الآية بمجرد عدم التفاهم مع زوجته لأنه يعتقد نفسه الآمر الناهي في البيت و يجب أن يطاع في كل شىء و إلا لجأ للضرب و هذا خاطىء. و قد ذكرالله عز و جل كلمة نشوز في القرآن الكريم أربعة مرات, مرتين في نفس السورة (النساء) , وفي : ( و إذا قيل أنشزو فانشزو )-11-سورة المجادلة- كناية على النهوض من المجلس . وفي آية أخرى (وانضر إلى العظام كيف ننشزها)-من الآية -259-سورة البقرة- اي نرفعها ثم نكسوها لحما .

    إذًا إذا ربطنا كلمة نشوز بالكلمة التي بعدها (واهجروهن في المضاجع) يتضح لنا أن النشوز يعني الإمتناع عن الحقوق الزوجية للرجل و في نفس السورة الآية- 128- نجد نفس حالة النشوز لكن هذه المرة نشوز الرجل لقوله عز و جل (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )- النساء -128

    إذا في هذه الحالة و هي النشوز أعطى الله عز و جل للرجل ثلاث حلول لإصلاح الخلل للحفاض على الأسرة و هي :

    1 - الوعض : أن يتحدث الرجل لزوجته عن الخلل ربما يصل معها إلى حل .

    2- هجرها في الفراش عسى ان تهتدي .

    3- الضرب الخفيف حتى تعرف ان المشكلة تتفاقم مع زوجها و قد تؤدي الى الطلاق .

    بعد هذه الحلول المقترحة يقول الله عز و جل في آخر الآية (فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن بعد ذلك سبيلا) .

    و إن كانت المرأة في هذه الحالة فعلا مصرة على النشوز أو الإمتناع لسبب ما يحق لها الخلع على أن ترد المهر إلي زوجها.

    و ربما البعض يجد في هذه الحلول يزيد الطينة بلة يؤدي الى مشاحنات أو كره للزوج , أعطى حل آخر و هل أن يتدخل حكما من أهلها و حكما من أهله للصلح بينهما , غير أن في هذا الحل يخرج الموضوع قليلا عن الخصوصية .

    في قوله تعالى :

    (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا)- 35 - النساء.

    أذا سيدتي الواعية بفهمك للقرآن ستعرفين ما لك من حقوق و ما عليك من واجبات و كوني دوما واثقة ان الله عز و جل أعطى للمرأة كل حقوقها .

     

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين