شغل البال : احداث القلق في الحدث والحيرة فيه وما يتبعها من مشاعر ..و البال هو الدماغ ..والدماغ هو مصنع الخيال .
يا شاغل بالي شفتك بخيالي بنجاحك بفشلك ..بألمك وفرحك ..بكل تفاصيلك انا شفتك ...
شغلت بالنا الحياه بأدق تفاصيلها بنعمها الوفيرة و أحداثها الجسيمة فكان الحسم لسنوات طويلة للأحداث المفزعة والحوادث الأليمة والمواقف التي تركت آثارآ بالغة في قلوب وكانها قد عادت من الحرب قريباً ..
نعم شغلت بالنا و هنا الحكاية .. وما البال الا الفكر .. فوجدنا انفسنا مغناطيسا ضخما يجذب كل ما هو مؤلم ..مغناطيس فعال بطريقة غريبة في زخم الاحداث القليلة الجميلة التي كان يسرح بها الذهن غير قاصد فنراها تاتي غير مصدقين ..
كان ذلك بالماضي رغم الحرب الهائلة التي قمت بشنها على عقلي الذي عشق الدراما وروحي التي عاشت طويلا تتغذى على الألم حتى صعب عليها تغيير الطعم والرائحة ..
نعم اعترف لقد كنت مسؤولة بكل ارادتي عن جذب كل حدث سيء بحياتي بالرغم من الزاوية البعيدة التي احتفظت بها بدماغي تحمل تفاصيل جميلة عن الفرح والسعادة التي زرعت من خلال اهدافي والتي كانت تحجبها زاوية الظلام في نفسي التي عشقت الدراما ..
نعم كانت النشأة درامية في عائلة تبحث عن الالم في كل زاوية بهذا العالم لتسنشق طعم الحياة المر فيه و باستمتاع .وبالرغم من ضحكاتي التي كانت تتعالى سخرية و على مسامعهم كارهين على كل حدث صغير يجعلون منه كبير إلا أنني تأثرت بأفلامهم من حيث لا أعلم . ومع ذلك أحمل نفسي المسؤولية الكاملة لان لي عقلا وقلبا أخبراني أن هناك في العالم الآخر حيث السعداء يتواجدون و بإمكانك الانضمام اليهم .ولكن اصرارنا على القيام بدور الضحية البطل كان أكثر تواجدا لفترة بعيدة قريبة من اليوم بفضل الله حيث لم أكن أعرف معنى الحصن الذاتي من الآخر السلبي المتهالك .
تلك الافلام الدرامية التي انتجتها واعترافي بمسؤوليتي جعلتني اسامح كل طرف أذاني بكل حب وراحة حيث اعلم ولا يعلمون انني صنعت أفلاما وضعتهم بها بأسوء الاوار وهم لا يعلمون فكنت المؤلف والنتجة وما كانوا هم سوى رسوم متحركة حركهم مغناطيسي الضخم بلا إرادة منهم .
فكل هدف فشلت به من دراسة او زواج حب وعلاقات أو أحداث مؤلمة شغلت بالنا و راينا الفشل فيه بخيالنا مستمتعين بمشاهد الألم الذي تعقبه و قبل أن تحدث في الواقع فكان الأثر بحجم ذلك التفاعل الذي سبق الحدث في الواقع . فحتى لو تخيلنا الفشل وكان التفاعل نحوه أقل حدة لكان كذلك في الواقع . ولو كان جرحا فعليا بالجسد ..فقد سبق وان تكررت معي حادثة الحرق اثناء الطبخ وتزامن الحرق حادثة أكثر خطورة من الأولى مما كان تفاعلي مع الحرق أقل جدا مما هو عليه لانشغالي فكري بالحدث الآخر فوجدت ان الحرق الذي تفاعلت معه كثيرا ترك أثرا ورائه والذي لم اتفاعل معه كثيراً بالرغم من انه بنفس الدرجة اختفى أثره ..ففكرنا المتخيل هو المسوؤل حتى على ترك الأثر بالنفس للحدث الذي اصبح واقعا بتضخيمه أو تقليله .
لو تمعنا بقوله تعالى : "سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ" [محمد:5] ، البال هو الفكر ومن أصلح فكره صلح حاله .. ذلك أمر و وعد من الله لنا..فكل العلوم ذكرها الله لنا ليأتي العلم ليؤيدها .. وينقض فيها كل أحاديث البلاء التي وعدنا بها نتيجة لإيماننا بالله وسوله وطمعا بجنة لم نراها ..لنسعى لاكبر منها ..
واعلم أن كل ما يشغل بالك هو بغير و زنه الحقيقي فتعريف الهم : هو حجم الامر أو الهدف في الدماغ أكبر من حجمه الحقيقي وكان في الدماغ عدسة مكبرة لكل شيء ..افهم هذه النقطة وبناء عليها صغر كل مشكلة مهما ظهر من كبر حجمها ..
واعد انتاج الافلام السعيدة التي تريدها و كما تحب .. استعن بشرائح البوربوينت وشاهدها باستمرار وضع لها موسيقى سعيدة تحيك من جديد ..تلك طريقتي في القضاء على ادماني العقلي وحبه للدراما ..
لتغني بعدها لأهدافك ..السعيدة شفتك بخيالي ... يا مريح بالي ... ممنوع الضحك بالمقال ...! اضحكوا انتوا ..
عيشها صح
غادة حمد