الحرية الكاذبة

»  الحرية الكاذبة
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

عندما أمنحك حرية تحديد كل خياراتك بما يناسبك لكن أوجه لك تحذيرات وتوجيهات وأشرح لك وأسهب في شرح المخاطر والعواقب فأنا بطريقة أو أخرى أسحب بيد ما أعطيتك إياه باليد الأخرى.
هذا ما يبدو عليه وضع كثير من المتفذلكين العرب، المتذاكين والغباء يتطاير من أعينهم. يعطيك الحرية لكنه في نفس الوقت لا يترك تحذير ولا شاردة ولا واردة إلا وضعها نصب عينيك وفي النهاية تجد بأنك إن أردت تطبيق ما أراده فإنك ستكون ملزما بخيار واحد أو خيارين. هذة حقارة غير مباشرة فمقدار الضغط النفسي الذي يواجهه من أراد حرية الإختيار لا يطاق فيتراجع عن حريته.
الوالدين خصوصا يعانون من مرض الديكتاتورية المتجذر في أنفسهم، فهم بطرق ملتوية يجبرون أولادهم على الخضوع إلى رغباتهم مع أنهم يظهرون عكس ذلك. فالولد أو البنت يمنحان الحرية لكن من كثرة التحذيرات والتهديد بالزعل أو الغضب إن سائت الأحوال يجد الشاب أو الفتاة أن أسلم الأمور هو عدم القيام بأي شيء.
هناك أيضا حرية الأنذال وهي من تخصص الأزواج على وجه الخصوص. فالرجل يمنح زوجته حرية العمل مثلا أو حرية الدراسة أو الذهاب إلى هنا أو هناك. النذالة تكمن في أنه يهدد زوجته بأنه بريء منها ولا يعنيه الأمر إن بدر منها خطأ أو لامها الناس أو الأهل. يبتعد ويتركها تصارع لوحدها.
عندما تمنحها الحرية فأنت أيضا تمنحها دعمك الكامل وتدافع عنها وعن وجهة نظرها لا أن تتركها تصارع لوحدها. حريتك هذة لا قيمة لها، كل ما فعلته هو أنك عزلتها عنك فهي إن أرادت دعمك فعليها أن تقوم بالأشياء التي أنت حددتها لها سابقا.
الذي لا يحمي الحرية لا يستحق أن يحمل لقب حر أو يطلق على نفسه إسم متحرر.
أصعب شيء في الحرية هو أن نمنحها للآخرين.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    الحرية الكاذبة

    مدة القراءة: 2 دقائق

    عندما أمنحك حرية تحديد كل خياراتك بما يناسبك لكن أوجه لك تحذيرات وتوجيهات وأشرح لك وأسهب في شرح المخاطر والعواقب فأنا بطريقة أو أخرى أسحب بيد ما أعطيتك إياه باليد الأخرى.
    هذا ما يبدو عليه وضع كثير من المتفذلكين العرب، المتذاكين والغباء يتطاير من أعينهم. يعطيك الحرية لكنه في نفس الوقت لا يترك تحذير ولا شاردة ولا واردة إلا وضعها نصب عينيك وفي النهاية تجد بأنك إن أردت تطبيق ما أراده فإنك ستكون ملزما بخيار واحد أو خيارين. هذة حقارة غير مباشرة فمقدار الضغط النفسي الذي يواجهه من أراد حرية الإختيار لا يطاق فيتراجع عن حريته.
    الوالدين خصوصا يعانون من مرض الديكتاتورية المتجذر في أنفسهم، فهم بطرق ملتوية يجبرون أولادهم على الخضوع إلى رغباتهم مع أنهم يظهرون عكس ذلك. فالولد أو البنت يمنحان الحرية لكن من كثرة التحذيرات والتهديد بالزعل أو الغضب إن سائت الأحوال يجد الشاب أو الفتاة أن أسلم الأمور هو عدم القيام بأي شيء.
    هناك أيضا حرية الأنذال وهي من تخصص الأزواج على وجه الخصوص. فالرجل يمنح زوجته حرية العمل مثلا أو حرية الدراسة أو الذهاب إلى هنا أو هناك. النذالة تكمن في أنه يهدد زوجته بأنه بريء منها ولا يعنيه الأمر إن بدر منها خطأ أو لامها الناس أو الأهل. يبتعد ويتركها تصارع لوحدها.
    عندما تمنحها الحرية فأنت أيضا تمنحها دعمك الكامل وتدافع عنها وعن وجهة نظرها لا أن تتركها تصارع لوحدها. حريتك هذة لا قيمة لها، كل ما فعلته هو أنك عزلتها عنك فهي إن أرادت دعمك فعليها أن تقوم بالأشياء التي أنت حددتها لها سابقا.
    الذي لا يحمي الحرية لا يستحق أن يحمل لقب حر أو يطلق على نفسه إسم متحرر.
    أصعب شيء في الحرية هو أن نمنحها للآخرين.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين