سلسلة القوة للجميع ٦

»  سلسلة القوة للجميع ٦
مدة القراءة: 3 دقائق

البديل

يضطر الإنسان أحيانا إلى إختيار بديل للأمر الذي يطلبه إما لصعوبة الحصول عليه أو لوجود شخص آخر يقنعه بعكس ما يطلب أو يرغمه على إختيار أمر آخر. هناك فرق بين إختيار الحل البديل كنوع من المرونة وبين إختياره خوفا من المواجهة. في بعض العائلات أو بيئات العمل يوجد شخص متسلط يفرض آراءه على الجميع مما يجعل كل من سواه يضطر إلى إختيار بديل للشيء الأساسي الذي كان يطلبه. الآباء المتسلطين خصوصا يجبرون أبنائهم على إختيار بديل في كل مرة يحاولون فيها إختيار شيء يحبونه. هذا السلوك كفيل بتحطيم شخصياتهم وتحويلهم إلى أشخاص غير قادرين على المواجهة وطلب ما يريدون بصراحة.

هذا السلوك يبدأ منذ الطفولة إذ يبقى الطفل يختار البدائل ويختار حتى يصبح هذا طبع فيه وقد يعيش لبقية حياته على تلك الحال. يصنع عالم وهمي في خياله ويعيش فيه حيث يبدو راضيا عن نفسه بينما ينكر أنه تعرض إلى ضغوط نفسية شديدة أجبرته على إختيار شيء لا يريده. قد يخلق الإنسان عالم يمارس فيه هواياته الخاصة التي تبعده عن المجتمع وحتى العائلة، كأن ينهمك في القراءة وجمع الكتب وممارسة أنشطة يمكن وصفها بأنها فردية ومن هنا تبدأ رحلة الوهم. تتحول حياة الإنسان إلى سلسلة لا منتهية من التنازلات المتلاحقة بل ويحدث أن يفكر في فكرة ثم يهدمها هو بنفسه ويختار بديلا لها حتى قبل أن يعترض عليه أي إنسان.

باي نتورك

يعيش مثل هذا الإنسان صراع داخلي رهيب حيث تتنازعه الحلول البديلة ويخلق سيناريوهات لا نهائية حول ردود أفعال الآخرين وآرائهم في إختياراته. فبعد أن يستعرض كل البدائل الممكنة يختار أخفها وطئة على مسامع الشخص المتسلط ويتقدم بطلبه وكأنه متسول على باب لئيم. ينخفض الإستحقاق لديه ويتفاقم لديه الشعور بالذنب ليس لأنه أخطأ ولكن لأنه يصاب بحالة تجعله يشعر بأنه لا يحق له أن يطلب أي شيء. ولذلك يبدو الضعف في نبرة صوته وهو يطلب وأساسا لا يطلب إلا إذا بلغ الأمر مداه وعندما لا يكون هناك مخرج آخر للوضع الذي هو فيه.

مثل هذة الشخصية التي تم الإعتداء عليها بشدة تلجأ إلى التبرير دائما وإيجاد أعذار للمعتدي أو تحاول أن تجد بعض الراحة في منطق التنازل والهدوء. وفي هذة الأيام التي ينتشر فيها الوعي تلجأ مثل هذة الشخصية إلى التأمل والصمت والقراءة أو تمثيل السعادة الخارجية كنوع من حماية التوازن الداخلي. إذا وجدت نفسك في مثل هذا الوضع الذي غالبا ما يضطرك إلى إتخاذ حلول بديلة وتجد صعوبة في طلب ما تريد فإعلم بأنك وقعت في مصيدة ( الحل البديل ) وهي النتيجة الطبيعية التي ستصل إليها عندما تقع ضحية لشخص متلاعب أو دكتاتور.

إحذر من التبريرات المنطقية التي تقدم إليك، فالمتلاعب يملك شخصية قادرة على إظهار الأمور على غير حقيقتها ولذلك هو في الغالب يبدو مثقفا وعارفا بأمور كثيرة يستخدمها لإقناعك بالحل البديل. هو إما يعبر عن مخاوفه وأمراضه النفسية أو هو يتسلى بالتلاعب بالآخرين بشكل عام. يجد متعة كبيرة في ثني الآخرين عن أهدافهم. هناك نسبة كبيرة أن تتحول أنت نفسك إلى متلاعب بالآخرين إن سنحت لك الفرصة، لكن إحذر! إذا عزمت على أمر فإستمر فيه ولا تتنازل عنه ولا تقبل بالبديل ثم دافع عن موقفك بالمنطق وبمعرفة حقوقك.

ما لم يكن هناك ضرر عليك أو على الآخرين من إختيارك الأول فلا داعي للتنازل وإختيار حل بديل. ليس هناك سبب لأن تختار بديل لما هو حق مشروع لك.

سلسة القوة للجميع ٧

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    سلسلة القوة للجميع ٦

    مدة القراءة: 3 دقائق

    البديل

    يضطر الإنسان أحيانا إلى إختيار بديل للأمر الذي يطلبه إما لصعوبة الحصول عليه أو لوجود شخص آخر يقنعه بعكس ما يطلب أو يرغمه على إختيار أمر آخر. هناك فرق بين إختيار الحل البديل كنوع من المرونة وبين إختياره خوفا من المواجهة. في بعض العائلات أو بيئات العمل يوجد شخص متسلط يفرض آراءه على الجميع مما يجعل كل من سواه يضطر إلى إختيار بديل للشيء الأساسي الذي كان يطلبه. الآباء المتسلطين خصوصا يجبرون أبنائهم على إختيار بديل في كل مرة يحاولون فيها إختيار شيء يحبونه. هذا السلوك كفيل بتحطيم شخصياتهم وتحويلهم إلى أشخاص غير قادرين على المواجهة وطلب ما يريدون بصراحة.

    هذا السلوك يبدأ منذ الطفولة إذ يبقى الطفل يختار البدائل ويختار حتى يصبح هذا طبع فيه وقد يعيش لبقية حياته على تلك الحال. يصنع عالم وهمي في خياله ويعيش فيه حيث يبدو راضيا عن نفسه بينما ينكر أنه تعرض إلى ضغوط نفسية شديدة أجبرته على إختيار شيء لا يريده. قد يخلق الإنسان عالم يمارس فيه هواياته الخاصة التي تبعده عن المجتمع وحتى العائلة، كأن ينهمك في القراءة وجمع الكتب وممارسة أنشطة يمكن وصفها بأنها فردية ومن هنا تبدأ رحلة الوهم. تتحول حياة الإنسان إلى سلسلة لا منتهية من التنازلات المتلاحقة بل ويحدث أن يفكر في فكرة ثم يهدمها هو بنفسه ويختار بديلا لها حتى قبل أن يعترض عليه أي إنسان.

    يعيش مثل هذا الإنسان صراع داخلي رهيب حيث تتنازعه الحلول البديلة ويخلق سيناريوهات لا نهائية حول ردود أفعال الآخرين وآرائهم في إختياراته. فبعد أن يستعرض كل البدائل الممكنة يختار أخفها وطئة على مسامع الشخص المتسلط ويتقدم بطلبه وكأنه متسول على باب لئيم. ينخفض الإستحقاق لديه ويتفاقم لديه الشعور بالذنب ليس لأنه أخطأ ولكن لأنه يصاب بحالة تجعله يشعر بأنه لا يحق له أن يطلب أي شيء. ولذلك يبدو الضعف في نبرة صوته وهو يطلب وأساسا لا يطلب إلا إذا بلغ الأمر مداه وعندما لا يكون هناك مخرج آخر للوضع الذي هو فيه.

    مثل هذة الشخصية التي تم الإعتداء عليها بشدة تلجأ إلى التبرير دائما وإيجاد أعذار للمعتدي أو تحاول أن تجد بعض الراحة في منطق التنازل والهدوء. وفي هذة الأيام التي ينتشر فيها الوعي تلجأ مثل هذة الشخصية إلى التأمل والصمت والقراءة أو تمثيل السعادة الخارجية كنوع من حماية التوازن الداخلي. إذا وجدت نفسك في مثل هذا الوضع الذي غالبا ما يضطرك إلى إتخاذ حلول بديلة وتجد صعوبة في طلب ما تريد فإعلم بأنك وقعت في مصيدة ( الحل البديل ) وهي النتيجة الطبيعية التي ستصل إليها عندما تقع ضحية لشخص متلاعب أو دكتاتور.

    إحذر من التبريرات المنطقية التي تقدم إليك، فالمتلاعب يملك شخصية قادرة على إظهار الأمور على غير حقيقتها ولذلك هو في الغالب يبدو مثقفا وعارفا بأمور كثيرة يستخدمها لإقناعك بالحل البديل. هو إما يعبر عن مخاوفه وأمراضه النفسية أو هو يتسلى بالتلاعب بالآخرين بشكل عام. يجد متعة كبيرة في ثني الآخرين عن أهدافهم. هناك نسبة كبيرة أن تتحول أنت نفسك إلى متلاعب بالآخرين إن سنحت لك الفرصة، لكن إحذر! إذا عزمت على أمر فإستمر فيه ولا تتنازل عنه ولا تقبل بالبديل ثم دافع عن موقفك بالمنطق وبمعرفة حقوقك.

    ما لم يكن هناك ضرر عليك أو على الآخرين من إختيارك الأول فلا داعي للتنازل وإختيار حل بديل. ليس هناك سبب لأن تختار بديل لما هو حق مشروع لك.

    سلسة القوة للجميع ٧

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين