سلسلة القوة للجميع ٧

»  سلسلة القوة للجميع ٧
مدة القراءة: 2 دقائق

التغاضي وتمرير الأخطاء

يعتبر التغاضي عن الخطأ وغض الطرف عن هفوات كبير العائلة أو المسؤل في العمل أو أي شخص متسلط من الأمور العادية التي يزاولها الناس وكأن شيئا لم يحدث. في كثير من الأحيان يخطىء المتسلط في حق الآخرين أو يتهمهم أو يأكل حقوقهم أو يحكم عليهم أحكاما قاسية ولا يجد من يرده عن خطأه أو على الأقل ينبهه إلى أنه أخطأ ولو حتى في السر. ليس هذا وحسب وإنما يتصرف بقية أفراد الأسرة وكأن الكذبة حقيقة ويعاملون الشخص المعني وكأنها خصلة فيه. لو قال الأب أو الأم على سبيل المثال أن فلان متهور فسنرى أن بقية الإخوة والأخوات يرددون الإتهام وكأنهم لا يعرفون أخوهم الذي تربوا معه.

يستطيع كبير العائلة أن يخطىء وأن يقول ما يشاء والكل يتحولون إلى عبيد مطيعين يرددون ما يقوله ولا يجرؤون على كسر كلمته وكأنه إله. هذا يحدث أيضا حتى على مستوى المستضعفين أنفسهم إذ لا يجد المتهم خصوصا إن كان غائبا عن الحدث، من يدافع عنه أو ينسحب من الموقف للتعبير عن إعتراضه. مثل هذا السلوك الضعيف يجعل الشخص المتسلط ينمو ويتمدد ليلتهم الجميع. لا الأم تدافع عن أبنائها ولا الإخوة يدافعون عن أخواتهم ولا أحد يدافع عن أحد آخر.

بسبب التغاضي عن الأخطاء تضيع حقوق الكثير من الأبناء وتتهشم شخصياتهم ويتعلمون الخضوع للمستبد حتى يصبح الكل تابع له ويرجو رضاه وهذا ما يفرق العائلة الواحدة لأن الكل يتحول إلى متهم وعليه أن يهتم بنفسه قبل غيره، وهذا بدوره يحول كل أفراد العائلة إلى متملقين للرأس الأكبر. وبما أن الأبناء يتربون على هذا السلوك ويتقلقل في عروقهم فإنهم عادة ما يأخذون دور الضحية المتعاطفة مع الجاني، أي يبدأ كل منهم بإتهام الآخر بالتقصير في إرضاء المستبد ودائما يفلحون في إيجاد ثغرات في مطالبات أي منهم بحقوقه. لا شعوريا يصبح التبرير المنطقي لوقوع الظلم على المشتكي أنه أخطأ في مكان ما وأن عليه أن يراعي ظروف المستبد. فالطرف المشتكي لا يجد معارضة من المستبد وحسب ولكن حتى من بقية أفراد العائلة الذين تعودوا على الإتهام. هم أيضا يمارسون التهم المتبادلة فيما بينهم حتى قبل بلوغ الأمر للمعتدي الذي تسبب في المشكلة منذ البداية.

ينخفض الإستحقاق لدى الجميع بسبب تعرضهم للإتهام منذ الصغر، فيجد الإنسان نفسه يفكر في فكرة ثم يردها بنفسه لأن المستبد لن يقبل بها حتى قبل أن ينطق بها. في مثل هذة الحالة يلجأ معظم أفراد الأسرة إلى خلق عالم بديل للعالم الحقيقي حيث يرضى كل منهم بالفتات الذي يلقيه لهم الأب أو الطرف الأقوى في العائلة أيا كان.

الحل هو مواجهة المستبد قدر المستطاع مع الإستمرار في المواجهة حتى يتوقف تماما عن كيل الإتهامات للآخرين. قد لا يبدو هذا الحل مجديا لكنه في الحقيقة فعال خصوصا إذا علمنا أن المستبد هو أيضا ضحية نفس الإتهامات في صغره وهو إنما يمرر الأمر للجيل التالي. هو يعاني من نفس المرض ولذلك سيتأثر بسهولة من المواجهة خصوصا إن كانت بإتفاق أفراد العائلة. في جميع الأحوال فإن دفاعك عن نفسك وعن موقفك سيتطلب منك التحلي بشخصية متوازنة ومتماسكة وعليه من الأفضل الإستثمار في تقوية شخصيتك قبل الدخول في أي مواجهة مع المستبد. إبحث على شبكة أبرك للسلام عن كلمة « الشخصية » وستظهر لك نتائج تساعدك.

سلسلة القوة للجميع ٨

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    سلسلة القوة للجميع ٧

    مدة القراءة: 2 دقائق

    التغاضي وتمرير الأخطاء

    يعتبر التغاضي عن الخطأ وغض الطرف عن هفوات كبير العائلة أو المسؤل في العمل أو أي شخص متسلط من الأمور العادية التي يزاولها الناس وكأن شيئا لم يحدث. في كثير من الأحيان يخطىء المتسلط في حق الآخرين أو يتهمهم أو يأكل حقوقهم أو يحكم عليهم أحكاما قاسية ولا يجد من يرده عن خطأه أو على الأقل ينبهه إلى أنه أخطأ ولو حتى في السر. ليس هذا وحسب وإنما يتصرف بقية أفراد الأسرة وكأن الكذبة حقيقة ويعاملون الشخص المعني وكأنها خصلة فيه. لو قال الأب أو الأم على سبيل المثال أن فلان متهور فسنرى أن بقية الإخوة والأخوات يرددون الإتهام وكأنهم لا يعرفون أخوهم الذي تربوا معه.

    يستطيع كبير العائلة أن يخطىء وأن يقول ما يشاء والكل يتحولون إلى عبيد مطيعين يرددون ما يقوله ولا يجرؤون على كسر كلمته وكأنه إله. هذا يحدث أيضا حتى على مستوى المستضعفين أنفسهم إذ لا يجد المتهم خصوصا إن كان غائبا عن الحدث، من يدافع عنه أو ينسحب من الموقف للتعبير عن إعتراضه. مثل هذا السلوك الضعيف يجعل الشخص المتسلط ينمو ويتمدد ليلتهم الجميع. لا الأم تدافع عن أبنائها ولا الإخوة يدافعون عن أخواتهم ولا أحد يدافع عن أحد آخر.

    بسبب التغاضي عن الأخطاء تضيع حقوق الكثير من الأبناء وتتهشم شخصياتهم ويتعلمون الخضوع للمستبد حتى يصبح الكل تابع له ويرجو رضاه وهذا ما يفرق العائلة الواحدة لأن الكل يتحول إلى متهم وعليه أن يهتم بنفسه قبل غيره، وهذا بدوره يحول كل أفراد العائلة إلى متملقين للرأس الأكبر. وبما أن الأبناء يتربون على هذا السلوك ويتقلقل في عروقهم فإنهم عادة ما يأخذون دور الضحية المتعاطفة مع الجاني، أي يبدأ كل منهم بإتهام الآخر بالتقصير في إرضاء المستبد ودائما يفلحون في إيجاد ثغرات في مطالبات أي منهم بحقوقه. لا شعوريا يصبح التبرير المنطقي لوقوع الظلم على المشتكي أنه أخطأ في مكان ما وأن عليه أن يراعي ظروف المستبد. فالطرف المشتكي لا يجد معارضة من المستبد وحسب ولكن حتى من بقية أفراد العائلة الذين تعودوا على الإتهام. هم أيضا يمارسون التهم المتبادلة فيما بينهم حتى قبل بلوغ الأمر للمعتدي الذي تسبب في المشكلة منذ البداية.

    ينخفض الإستحقاق لدى الجميع بسبب تعرضهم للإتهام منذ الصغر، فيجد الإنسان نفسه يفكر في فكرة ثم يردها بنفسه لأن المستبد لن يقبل بها حتى قبل أن ينطق بها. في مثل هذة الحالة يلجأ معظم أفراد الأسرة إلى خلق عالم بديل للعالم الحقيقي حيث يرضى كل منهم بالفتات الذي يلقيه لهم الأب أو الطرف الأقوى في العائلة أيا كان.

    الحل هو مواجهة المستبد قدر المستطاع مع الإستمرار في المواجهة حتى يتوقف تماما عن كيل الإتهامات للآخرين. قد لا يبدو هذا الحل مجديا لكنه في الحقيقة فعال خصوصا إذا علمنا أن المستبد هو أيضا ضحية نفس الإتهامات في صغره وهو إنما يمرر الأمر للجيل التالي. هو يعاني من نفس المرض ولذلك سيتأثر بسهولة من المواجهة خصوصا إن كانت بإتفاق أفراد العائلة. في جميع الأحوال فإن دفاعك عن نفسك وعن موقفك سيتطلب منك التحلي بشخصية متوازنة ومتماسكة وعليه من الأفضل الإستثمار في تقوية شخصيتك قبل الدخول في أي مواجهة مع المستبد. إبحث على شبكة أبرك للسلام عن كلمة « الشخصية » وستظهر لك نتائج تساعدك.

    سلسلة القوة للجميع ٨

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين