عندما يصاب الإنسان بمرض أو توعك صحي أو ألم في أحد أجزاء جسمه فإنه يعمد إلى البحث عن دواء يخفف عنه الأعراض يزيل الألم بالمرة. نظرتنا للألم أو المرض وكأنه بلاء بينما في الواقع هو نعمة من رب العالمين. لا تتسرع كثيرا. إترك عنك كلام مثل « في ميزان حسناتك » و « أجر وعافية » و « إبتلاء لترتفع درجاتك في الجنة » لا يوجد شيء من هذا القبيل. المرض ليس إلا آلية دقيقة ومحايدة القصد منها تنبيهك إلى شيء مهم جدا وهو إما وجود خلل في حياتك أو أنك بدأت تقوم بالشيء الصحيح.
أكثر الواعين الآن يدركون جيدا أن المرض يعني وجود خلل في النفس يجب إصلاحه ليختفي المرض أو الألم. أي أن المرض هو عرض لخلل وعندما ينتهي الخلل يزول المرض ويتم الشفاء. هذا الأمر صحيح ولكن هناك وجه آخر لهذة العملة وهو أن المرض هو دليل على قيامك بالشيء الصحيح. ما أقصده هنا أن ما يصيبك من آلام أو أمراض هو النتيجة الطبيعية لعملية إصلاح أنت تقوم بها الآن أو نويت القيام بها قريبا. عندما تقرر ذلك يبدأ جسدك بالمرض وإظهار أعراض الخلل. تستغرب أحيانا وتقول « ما هذا، عندما قررت ممارسة الرياضة كل صباح، أصاب بإلتهاب في الشعب الهوائية؟ » حسناً، دعني أخبر بشيء. هذا جسمك يقاوم سلوك جديد تحاول تعليمه إياه. هو لا يريد أن يتحرك ولا يريد أن ترهقه كل صباح لأنه معتاد على الكسل. الآن عندما قررت أو فعلا نفذت قرارك بدأ جسدك يتذمر ويطلق إشارات غير مباشرة كي تتوقف. هو لا يريدك أن تجهده.
إنها المقاومة الطبيعية للتغيير. عندما نغير أفكارنا أو مشاعرنا أو أسلوب حياتنا، فإن أجسادنا سترفض في البداية وستحاول خداعنا بأي طريقة ممكنة. الخمول، الملل، الإحباط، المرض، غياب التركيز، ضياع الوقت وغيرها من أمور، كلها تظهر فجأة عند قيامنا بالشيء الصحيح. ربما تعتقد أن الله غاضب عليك أو يبتليك ليطهرك أو أن الدنيا تسير ضدك ولكن هذا غير صحيح. الله ليس بحاجة لذلك لكنه زودك بنظام يعتمد عليه يعطيك إشارات تؤكد لك بأنك في الإتجاه الصحيح.
للمرض مهمتان، يشير للخلل أو يشير إلى أنك بدأت عملية تصحيح. كل ما عليك هو ملاحظة أفكارك ومشاعرك وسلوكك. إذا كان المرض بدون أي تغيير من جانبك فهذا هو جسمك يحثك على إصلاح جوانب من شخصيتك أو معتقداتك أو أسلوب حياتك، وإن كان المرض بعد قرار إتخذته أو فكرة قد غيرتها أو شعور سلبي قد تخلصت منه أو شعور إيجابي إكتسبته، فهذا دليل أنك تسير في الطريق الصحيح. جسدك يلعب دور الضحية عليك حتى تتراجع عن قرارك لكن إن واصلت بعزم وإصرار وإستصغرت المرض فسيستجيب جسدك بطريقة إيجابية عندما يكتشف صدقك.
لا تحاول تخدير الألم أو القضاء على المرض بالأدوية والعقاقير وإنما حاول أن تفهم الرسالة وتتقبل الأمر وسترى سرعة الشفاء وسرعة زوال الألم. وإليك كتاب « شفرة الأعراض والأمراض » للدكتور صلاح الراشد، يمكنك تحميله ومعرفة العَرَض وما يعنيه. حينها تستطيع إستخدام أحد تقنيات العلاج كالتقبل أو الهوبونوبونو أو تقنية الحرية النفسية أو سيدونا أو أي تقنية علاج تتقنها. ستجد أن المرض يزول ويحدث التغيير المطلوب في وقت أسرع وستصبح أكثر قدرة على تحمل الم التغيير.
لمعرفة أسباب الأمراض أنصح بقراءة كتاب فك شفرة الأعراض والأمراض للدكتور صلاح الراشد وهو متوفر للبيع من خلال المكتبات بثمن ١٥ ريال تقريبا، كذلك تجده متوفر للبيع أونلاين من خلال مكتبة جرير وغيرها