يصبحون تافهين جدا

يصبحون تافهين جدا
»  يصبحون تافهين جدا
مدة القراءة: 3 دقائق

لا أحد يحب التافهين ربما حتى التافهين أنفسهم. الكل يريد أن يبدو مهما وذا شأن في أنظار الآخرين. لذلك يذهب أكثر الناس إلى إتخاذ سلوكيات محددة تظهر جديتهم وإلتزامهم ببروتوكولات تبين مكانتهم التي يجب أن تصان في جميع الأوقات. هذا طبعا لا بأس به ويعد من الأمور المحمودة أن لا يظهر الإنسان للآخرين إلا في أحسن صورة التي تحفظ له حدا معقولا من الإحترام والمكانة. بهذة الطريقة يتمكن أي شخص يتمتع بالإحترام من إيصال صوته بوضوح إلى الطرف الآخر بأقل جهد ليحقق النتائج التي يريدها.

في قطاع الأعمال خصوصا يحاول كل مدير أو مسئول أو موظف تابع لشركة محترمة إضفاء الفخامة على كلماته وعباراته من خلال إختيار كلمات ذات دلالة قوية على خبرته وتجربته العميقة وقدرته التي لا مثيل لها في المجال. ربما يلبس أغلى الملابس ويزينها بأكثر الإكسسوارات والحلي أناقة. أقلام كلاسيكية ربما ولو كانت هناك سيارة فخمة تعد إضافة ممتازة وهي في قبو المبنى حيث لا يراها أحد. يفعل الناس أكثر من ذلك ليظهروا بالمظهر اللائق المناسب لمكانتهم المهنية أو الإجتماعية. هناك من يمكن إعتباره من الموظفين الأساسيين للمطاعم والمقاهي الفاخرة من كثرة تواجده فيها في الصفوف الأمامية حيث الحركة والرمشاهدات الأعلى. مثل هذة الأمور تؤثر جدا وتحقق النجاح إن تم تعزيزها بشخصية متوازنة تعرف ماذا تريد من الحياة.

أنا هنا لا أوجه أي إنتقاد لأي إنسان يختار هذا الأسلوب من الحياة وقد أميل إلى أنه ضروري للنجاح مع الآخرين في مجالات متعددة. فمكانة الشخص تحتم عليه أن يظهر بمظهر معين ليتمكن من إقناع من لا يعرفه أنه يمكن الإعتماد عليه. لكن هل هذا صحيح في كل الأوقات؟

عندما تعيش مع إنسان وتقترب منه كثيرا قد يذهلك بتفاهته. تقول ما هذا التناقض؟ كيف أن فلان من الناس الذي يبدو كذا وكذا ويحترمه الناس ويقدرونه يطلب أشياء تافهة. معظم إهتماماته يمكن تصنيفها بأنها تافهة أو بسيطة إن أحسنا الظن. يهتم بمسلسل سخيف، ينزعج من أمر في قمة التفاهة كعدم وجود الملعقة الصغيرة التي وضعها بجانب الكوب في المطبخ ليعيد إستخدامها لاحقا. قد يصر على فتح الستارة وتصبح قضية كبرى أو يحزن لأن شخصا عزيزا عليه لم يهتم إلى حقيقة أن المحافظة على درجة الحرارة عن حد معين يعتبر من مقومات الحياة السعيدة وهو مستعد أن يقاتل من أجل هذا.

لا تستغرب أبدا بل إفهم. هذا الإنسان مكتفي بذاته. لا يوجد ما يحتاجه منك أو من غيرك. لا يحتاج أن يظهر عظيما في نظرك. لا يريد أن يثبت لك بأنه مهم، لا يستهويه دور البطولة، يمنحك كل ما تريد بلا تردد وبلا توقعات أو شروط. هو سعيد في أعماقه، لا يشعر بالحزن، لا يحتاج للنصح، لا يريد أن يثبت لك أي شيء. لا يزعجه أنك تحتاج معاملة خاصة وتحتاج من يسمعك وتحتاج من يتعاطف مع قضاياك. هو لا يعاني من كل هذا. كل الأمور واضحة بالنسبة له. لقد تخلص من كل ما قد يحتاجه الآخرون لإثبات مكانتهم، ولم تبقى سوى تلك الأمور البسيطة التي تساعده على الإستمتاع بالحياة. هذة آخر الأشياء المهمة في حياته. مجرد طلبين أو ثلاثة من أبسط ما يكون.

العظماء عندما يتخلصون من كل مشاكلهم وكل الأمور التي تقلقهم لا يبقى من مطالبهم إلا الأمور التي تعتبر تافهة، بسيطة، غير مهمة، لا تستحق الإهتمام. ربما أن تقابل إنسان بهذة الصفات في العمل أو قد يكون أحد أقاربك أو شريك حياتك. إفهم، هو ليس تافها ولكنه مكتفي بذاته ولم يبقى له مما يهم الناس إلا تلك الأمور التافهة من وجهة نظرك.

الفرح ببطاقة معايدة رخيصة ليس تافها، اللعب مع الأطفال ليس مضيعة للوقت، الإهتمام بمسلس كوميدي لا علاقة له بإنعدام حس المسئولية، ترتيب الملابس بطريقة معينة لا ينقص من الإنسان شيئا، القميص الأخضر الذي يفضله على كل الملابس الفاخرة ليس سخافة. إفهم، هذا إنسان لا يحتاج للظهور بمظهر عظيم ليكون سعيدا لأنه إنتهى من تلك المهمة.

أعد حساباتك.

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    يصبحون تافهين جدا

    مدة القراءة: 3 دقائق

    لا أحد يحب التافهين ربما حتى التافهين أنفسهم. الكل يريد أن يبدو مهما وذا شأن في أنظار الآخرين. لذلك يذهب أكثر الناس إلى إتخاذ سلوكيات محددة تظهر جديتهم وإلتزامهم ببروتوكولات تبين مكانتهم التي يجب أن تصان في جميع الأوقات. هذا طبعا لا بأس به ويعد من الأمور المحمودة أن لا يظهر الإنسان للآخرين إلا في أحسن صورة التي تحفظ له حدا معقولا من الإحترام والمكانة. بهذة الطريقة يتمكن أي شخص يتمتع بالإحترام من إيصال صوته بوضوح إلى الطرف الآخر بأقل جهد ليحقق النتائج التي يريدها.

    في قطاع الأعمال خصوصا يحاول كل مدير أو مسئول أو موظف تابع لشركة محترمة إضفاء الفخامة على كلماته وعباراته من خلال إختيار كلمات ذات دلالة قوية على خبرته وتجربته العميقة وقدرته التي لا مثيل لها في المجال. ربما يلبس أغلى الملابس ويزينها بأكثر الإكسسوارات والحلي أناقة. أقلام كلاسيكية ربما ولو كانت هناك سيارة فخمة تعد إضافة ممتازة وهي في قبو المبنى حيث لا يراها أحد. يفعل الناس أكثر من ذلك ليظهروا بالمظهر اللائق المناسب لمكانتهم المهنية أو الإجتماعية. هناك من يمكن إعتباره من الموظفين الأساسيين للمطاعم والمقاهي الفاخرة من كثرة تواجده فيها في الصفوف الأمامية حيث الحركة والرمشاهدات الأعلى. مثل هذة الأمور تؤثر جدا وتحقق النجاح إن تم تعزيزها بشخصية متوازنة تعرف ماذا تريد من الحياة.

    أنا هنا لا أوجه أي إنتقاد لأي إنسان يختار هذا الأسلوب من الحياة وقد أميل إلى أنه ضروري للنجاح مع الآخرين في مجالات متعددة. فمكانة الشخص تحتم عليه أن يظهر بمظهر معين ليتمكن من إقناع من لا يعرفه أنه يمكن الإعتماد عليه. لكن هل هذا صحيح في كل الأوقات؟

    عندما تعيش مع إنسان وتقترب منه كثيرا قد يذهلك بتفاهته. تقول ما هذا التناقض؟ كيف أن فلان من الناس الذي يبدو كذا وكذا ويحترمه الناس ويقدرونه يطلب أشياء تافهة. معظم إهتماماته يمكن تصنيفها بأنها تافهة أو بسيطة إن أحسنا الظن. يهتم بمسلسل سخيف، ينزعج من أمر في قمة التفاهة كعدم وجود الملعقة الصغيرة التي وضعها بجانب الكوب في المطبخ ليعيد إستخدامها لاحقا. قد يصر على فتح الستارة وتصبح قضية كبرى أو يحزن لأن شخصا عزيزا عليه لم يهتم إلى حقيقة أن المحافظة على درجة الحرارة عن حد معين يعتبر من مقومات الحياة السعيدة وهو مستعد أن يقاتل من أجل هذا.

    لا تستغرب أبدا بل إفهم. هذا الإنسان مكتفي بذاته. لا يوجد ما يحتاجه منك أو من غيرك. لا يحتاج أن يظهر عظيما في نظرك. لا يريد أن يثبت لك بأنه مهم، لا يستهويه دور البطولة، يمنحك كل ما تريد بلا تردد وبلا توقعات أو شروط. هو سعيد في أعماقه، لا يشعر بالحزن، لا يحتاج للنصح، لا يريد أن يثبت لك أي شيء. لا يزعجه أنك تحتاج معاملة خاصة وتحتاج من يسمعك وتحتاج من يتعاطف مع قضاياك. هو لا يعاني من كل هذا. كل الأمور واضحة بالنسبة له. لقد تخلص من كل ما قد يحتاجه الآخرون لإثبات مكانتهم، ولم تبقى سوى تلك الأمور البسيطة التي تساعده على الإستمتاع بالحياة. هذة آخر الأشياء المهمة في حياته. مجرد طلبين أو ثلاثة من أبسط ما يكون.

    العظماء عندما يتخلصون من كل مشاكلهم وكل الأمور التي تقلقهم لا يبقى من مطالبهم إلا الأمور التي تعتبر تافهة، بسيطة، غير مهمة، لا تستحق الإهتمام. ربما أن تقابل إنسان بهذة الصفات في العمل أو قد يكون أحد أقاربك أو شريك حياتك. إفهم، هو ليس تافها ولكنه مكتفي بذاته ولم يبقى له مما يهم الناس إلا تلك الأمور التافهة من وجهة نظرك.

    الفرح ببطاقة معايدة رخيصة ليس تافها، اللعب مع الأطفال ليس مضيعة للوقت، الإهتمام بمسلس كوميدي لا علاقة له بإنعدام حس المسئولية، ترتيب الملابس بطريقة معينة لا ينقص من الإنسان شيئا، القميص الأخضر الذي يفضله على كل الملابس الفاخرة ليس سخافة. إفهم، هذا إنسان لا يحتاج للظهور بمظهر عظيم ليكون سعيدا لأنه إنتهى من تلك المهمة.

    أعد حساباتك.

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين