في حضرة الطّبيعة

»  في حضرة الطّبيعة
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

ما أحلى إشارات التزامن حين تهدينا الانسجام حباً وورودا

راحت العصافير في عالمي تتسابق مع أشعة الشمس لإعلان ولادة نهار جديد .. ومع موسيقاها التي شرعت تطربني، تكاتفت حواسي كلها لإمتاعي في رحلة ساعات السَحَر .. كلمات النور أخذت تعزف ألحانها أمام ناظري وتغني لي عن الطبيعة ....

الطبيعة الحيّة تلك التي تبادل الحب حباً والصداقة صداقة ..

Weight loss product

سبحان الحي الذي لا يموت ..

وفي حضرة الحياة، ما كل الناس أحياء! فالحي يتفاعل مع الحياة والميت لايرى أمامه سوى مزيداً من الموت ..

من ينتمي للإنسانية هو محب للطبيعة بفطرته، فصاحب الوعي يدرك أن للعناصر الطبيعية وعي أيضاً وهي تسعد بمحبته وتبتهج لزيارته ..

هذا الطيب حين يمدّ يده لمداعبة الماء يدرك أن الماء بدوره يصافحه ويداعبه ويسعد بيده ..

وحين يسير على العشب الأخضر حافي القدمين، كم يتغنى ذاك العشب بموضع قدمه ..

الطيور تغني من بعيد وكم تطرب لقلبٍ نقيٍّ يترنم بالحب وتهنأ لمشاركة أغنيته ..

والشمس تحييّ بدفئها دافئ الأحاسيس .. ونسمة الهواء ما أغلاها تنعش جسداً راح يشتكي من حرّته ..

الإنسان ما أجمله حين يكون في حضن الطبيعة يذوب بها ويطمئن لها ويدرك أن من سوّى الحياة فيهما هو واحد .. فهما واحد .. سبحان الواحد ..

يا لروعة الأمان والاطمئنان والامتنان للجمال وخالق الجمال .. وحين تجتمع عناصر النور يتولد الحب في قلب المحب ويسود الوصال بين الانسان وبين الطبيعة في استقبال وتلقي ..

ولكن هناك أشباح كانت قد لبست الثوب البشري لا حياة فيها ولا أرواح .. اختلفوا عن الصنف الأول في تفاعلهم مع الطبيعة فقلوبهم التي لا تشبه القلوب لاتعرف حباً ولا امتناناً، والموت فيهم لايقوى على الحياة فينهزم أمامها استهتاراً وتبلدّاً وضموراً ..

تلك أنفسٌ لا تعلم معنى تبادل الحب في الأخذ والعطاء ولا حتى شعوراً ..

فما الدنيا بطبيعتها لهم سوى مرتع ذليل لخدمتهم واستحقارهم أما تلك التي يذلونها لاتجد لهم سوى الكوارث والزلازل رداً على طغيانهم إن كان ظاهراً أم مضموراً ..

وبين هؤلاء وهؤلاء هناك من يسير في الحياة كالآلة الصماء التي لا ترى في الروح ما يثير الإعجاب، فهم بعيدون عما لا يفهمون بالشعور له تفسيرا .. شعارهم العلم لا للخدمة ولكن للتفوق والتمايز عن البشرية حتى الطبيعة لم تسلم من تطرفهم (العلمي) فما كانت بالنسبة لهم سوى مادة لبحث جديد وكل ما فيها من أنس كما الروح لا يعنيهم فالامتنان عندهم مفقود والشعور بالجمال لم يعد موجود ..

وبين أصناف ثلاثة قد فاز الإنسان صاحب الروح بالخلافة .. فالأرض جنته والحب قِبلته وكان خير صديقٍ ورفيق .. فرُزِق استشعار الجمال وأحاسيس الرهافة ..

مازالت العصافير من ورائي تغني والحب لم يكتفِ بإطلاعي على سر الناس والطبيعة ولكنه مدّ يده للسلام عليّ في صورة أهدتها لي غالية حكت بها عن سر التزامن بين المحبين .. فما أحلى إشارات التزامن حين تهدينا الانسجام حباً وورودا
  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    في حضرة الطّبيعة

    مدة القراءة: 2 دقائق

    ما أحلى إشارات التزامن حين تهدينا الانسجام حباً وورودا

    راحت العصافير في عالمي تتسابق مع أشعة الشمس لإعلان ولادة نهار جديد .. ومع موسيقاها التي شرعت تطربني، تكاتفت حواسي كلها لإمتاعي في رحلة ساعات السَحَر .. كلمات النور أخذت تعزف ألحانها أمام ناظري وتغني لي عن الطبيعة ....

    الطبيعة الحيّة تلك التي تبادل الحب حباً والصداقة صداقة ..

    سبحان الحي الذي لا يموت ..

    وفي حضرة الحياة، ما كل الناس أحياء! فالحي يتفاعل مع الحياة والميت لايرى أمامه سوى مزيداً من الموت ..

    من ينتمي للإنسانية هو محب للطبيعة بفطرته، فصاحب الوعي يدرك أن للعناصر الطبيعية وعي أيضاً وهي تسعد بمحبته وتبتهج لزيارته ..

    هذا الطيب حين يمدّ يده لمداعبة الماء يدرك أن الماء بدوره يصافحه ويداعبه ويسعد بيده ..

    وحين يسير على العشب الأخضر حافي القدمين، كم يتغنى ذاك العشب بموضع قدمه ..

    الطيور تغني من بعيد وكم تطرب لقلبٍ نقيٍّ يترنم بالحب وتهنأ لمشاركة أغنيته ..

    والشمس تحييّ بدفئها دافئ الأحاسيس .. ونسمة الهواء ما أغلاها تنعش جسداً راح يشتكي من حرّته ..

    الإنسان ما أجمله حين يكون في حضن الطبيعة يذوب بها ويطمئن لها ويدرك أن من سوّى الحياة فيهما هو واحد .. فهما واحد .. سبحان الواحد ..

    يا لروعة الأمان والاطمئنان والامتنان للجمال وخالق الجمال .. وحين تجتمع عناصر النور يتولد الحب في قلب المحب ويسود الوصال بين الانسان وبين الطبيعة في استقبال وتلقي ..

    ولكن هناك أشباح كانت قد لبست الثوب البشري لا حياة فيها ولا أرواح .. اختلفوا عن الصنف الأول في تفاعلهم مع الطبيعة فقلوبهم التي لا تشبه القلوب لاتعرف حباً ولا امتناناً، والموت فيهم لايقوى على الحياة فينهزم أمامها استهتاراً وتبلدّاً وضموراً ..

    تلك أنفسٌ لا تعلم معنى تبادل الحب في الأخذ والعطاء ولا حتى شعوراً ..

    فما الدنيا بطبيعتها لهم سوى مرتع ذليل لخدمتهم واستحقارهم أما تلك التي يذلونها لاتجد لهم سوى الكوارث والزلازل رداً على طغيانهم إن كان ظاهراً أم مضموراً ..

    وبين هؤلاء وهؤلاء هناك من يسير في الحياة كالآلة الصماء التي لا ترى في الروح ما يثير الإعجاب، فهم بعيدون عما لا يفهمون بالشعور له تفسيرا .. شعارهم العلم لا للخدمة ولكن للتفوق والتمايز عن البشرية حتى الطبيعة لم تسلم من تطرفهم (العلمي) فما كانت بالنسبة لهم سوى مادة لبحث جديد وكل ما فيها من أنس كما الروح لا يعنيهم فالامتنان عندهم مفقود والشعور بالجمال لم يعد موجود ..

    وبين أصناف ثلاثة قد فاز الإنسان صاحب الروح بالخلافة .. فالأرض جنته والحب قِبلته وكان خير صديقٍ ورفيق .. فرُزِق استشعار الجمال وأحاسيس الرهافة ..

    مازالت العصافير من ورائي تغني والحب لم يكتفِ بإطلاعي على سر الناس والطبيعة ولكنه مدّ يده للسلام عليّ في صورة أهدتها لي غالية حكت بها عن سر التزامن بين المحبين .. فما أحلى إشارات التزامن حين تهدينا الانسجام حباً وورودا
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين