أي شيء يتم فيه استهداف جيوب الناس يجعل ذلك الشيء يفقد قيمته.
المدرسة التي تستهدف جيوب الناس ستفقد قيمتها.
المستشفى الذي يستهدف جيوب الناس سيفقد قيمته.
الشركات التي تستهدف جيوب الناس ستفقد قيمتها.
الحكومات التي تستهدف جيوب الناس ستفقد قيمتها.
هناك شيء واحد لا يفقد قيمته و هو المنفعة.
✔يقول الله : "كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ"
و المنفعة ستجعل الناس يدفعون لك المال و هم مطمئنين بالنفع الذي ستقدمه لهم و الذي ستستثمر فيه أموالهم.
فأنت كإنسان، بنفسك و جسدك و بيتك و كلماتك و ممتلكاتك و مالك و ظروفك و تنفسك و حركتك و نهارك و ليلك و شركتك و شهاداتك و كل تفصيلة فيك تخضع لقانون واحد "المنفعة".
افتتح مشروع و اهدف في ذلك المشروع المنفعة.
افتتح بيت و اهدف في ذلك البيت المنفعة.
ربي ابنك و ابنتك و اهدف بهما المنفعة.
أنت بكل ما فيك من صوت و سمع و بصر و فؤاد هو لأجل المنفعة.
فالإنسان النافع هو نعمة من نعم الله.
و لا يمكن أن تكون نافع و أنت منغمس في شهوات الدنيا و تجري وراء التفاهات و وراء المال و البنون.
الناس تموت في أغلب بقع الأرض بسبب الفساد و الظلم.
الناس لديها جهل كبير اتجاه خالقها و نفسها و جسمها و حياتها.
الناس تتألم بسبب الوساوس النفسية و الأمراض الجسدية.
فلا تزد عذابهم بجريك وراء جيوبهم و استغلالك لعقلهم و مشاعرهم و حركتهم.
هم بشر مثلك مثلهم.
فلا تتكبر و لا تكن من المفسدين و ابتغي فيما أتاك الله الدار الآخرة و لا تنسى نصيبك من الدنيا و أحسن كما أحسن الله إليك و لا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين، إنك ميت و يوم القيامة ستحاسب على كل صغيرة و كبيرة أهملتها بجريك وراء الشهوات و جريك وراء زينة الحياة الدنيا.
عندما ستقف أمام ربك في ذلك اليوم العظيم.
سيسألك الله :
أعطيتك البيت الفلاني، ماذا فعلت به؟
أعطيتك الأبناء الفلانيين، ماذا فعلت بهم؟ و كيف تعاملت معهم؟ و ماذا علمتهم؟
أعطيتك المنصب الفلاني، هل استفدت منه؟ هل أفدت به؟ هل أحسنت به كما أحسنت إليك؟
أعطيتك جسما، كيف تحركت؟ أين تحركت؟ لماذا تحركت؟
أعطيتك فكرا و مشاعرا، هل نفعت نفسك بذلك؟ أم كنت كالأنعام أو أضل سبيلا؟
لماذا عبدت ما لا ينفعك و لا يضرك؟ لماذا أحببت المال حبا جما؟ لماذا جمعت مالك و عددته؟ لماذا ظننت أن مالك أخلدك؟ لماذا و لماذا و لماذا؟
أنسيت أني أنا من خلقك؟
أنسيت أني أنا من صورك؟
أنسيت أني أشهدتك على نفسك و حملت الأمانة؟
أنسيت أنني أنا من شاء لك أن تخلق في ذلك الزمان و ذلك المكان؟
كيف استطعت أن تعيش حياتك و أنت بعيد عني و لا تتذكرني و لا تخشاني و لا تخاف مقامي و عذابي؟
ألم أرسل إليك رسلي؟ ألم يأتيك النذير؟ ألم أنزل عليك الكتاب؟
لماذا لم تسمع؟ لماذا لم تعقل؟ لماذا ظننت أني لا أعلم ما تعمل؟ و لا أعلم ما في قلبك؟ و لا أعلم ما تسر و ما تعلن؟
اقرأ كتابك الآن كفا اليوم بنفسك عليك حسيبا.
اليوم تجزى بما كنت تعمل.
إن كنت نافعا فلك رحمتي.
إن كنت مفسدا مستكبرا عن عبادتي و آياتي فلك عذابي.
إليكم هذا الدرس الذي حول المال :
https://youtu.be/6K1c6EfRchQ