التناغم مع الذات

»  التناغم مع الذات
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 4 دقائق

عندما تجد نفسك لا تملك أي رغبة أو طاقة للقيام بأي عمل أو إنهاء أي مهام, إعلم أن علاقتك مع نفسك غير جميلة.

هذا الشعور الذي يجتاحنا جميعاً من فترة لأُخرى والذي ينفر منه أغلبنا هو فرصة جميلة لتعيد ترتيب أفكارك عن نفسك و ترفع نسبة رضاك عن ذاتك وبالتالي تعيش حالة تناغم مع الذات.

باي نتورك

أمّاً كنتِ أو موظفاً أو طالباً او أيّاً كان موقعك بالحياة ستمر بتلك المشاعر ويتملككَ الإحباط و الاكتئآب وترغب بالتخلي عن كل المسؤوليات المحيطة بك.

تلك المشاعر تعني أن طاقتك النفسية منخفضة أو شبه معدومة..وكأي شيء في الكون الطاقة محتاجة لتغذية.. وهذه التغذية تكون عن طريق مصدرين رئيسيين:

الأول مصدر خارجي مؤقت وهمي.. يأتي من رأي الناس بي ومن مكانتي بينهم ومن تقديرهم لي , وكلما كانت جيدة كان عندي حافز يدفعني للاستمرار. لابأس بهذا ولكنه مؤقت وغير مضمون فلا يمكن الاعتماد عليه.

مثلاً: أنا أربي أولادي على الصفات الحميدة ليظهروا أمام الناس بأفضل صورة وأظهر أنا كأم ربّت ابناءها بأفضل طريقة وبالتالي أسمع الكثير من المدح عن تربيتي وعن أطفالي فأقوم بالمزيد لوجود الحافز المشجع على هذا, ولكن عند أول تصرف خاطئ من الأطفال أو أول نقد أو ذم بهم من المحيطين أشعر بالتوتر وأغضب منهم وأشعر بفشلي كأم , فهذا الحافز الخارجي كان مؤقتاً و وهمياً عند غيابه أو تغيره انعدمت طاقتي في تربية الأطفال .

المصدر الثاني الثابت والدائم والحقيقي هو الداخلي.. يتحقق عندما ترضى عن نفسك, حيث يريد الله منك أن ترضى عن ذاتك.. فأنت من صنع الإله شكلاً ومضموناَ, فهو خلق و أوجد كل الصفات التي لا تعجبك سواءاً الغضب أو غيره , فإذا أنا رضيت عن نفسي سأرضى عن الإله وسأرضى عن خلق الله فيني في هذه الحظه وهذا بدوره سيجعلني بحالة متوازنه ومتناغمة ومشاعري إيجابية  لأطول فترة ممكنه.

نأتي الى التساؤل الأول : لماذا أنا غير راضي عن نفسي؟!
أنت لا تدرك هذه الحقيقة ,, كل ما تعرفه أنك تشعر بالاحباط والكآبه والضجر المستمر من مهامك ولا تملك رغبه في الاستمرار.
هذا الشعور متوافق مع نسبة رضاك عن ذاتك , وسببه الحقيقي هو الصورة المثالية التي رسمتها لنفسك وتريد أن تصل إليها.. وعند التعب من الجهاد لتحسين هذه الصورة والوصول للمثالية المرسومة ستشعر بأن طاقتك اختفت وتقف في مننتصف الطريق مستسلماً لسارقي طاقتك من لومٍ وتأنيبٍ وعتابٍ واتهام.
لنكمل مثال الأم .. الأم العصبية : الصورة المثالية المرسومة هي أني كأم لا ينبغي لي أن أكون عصبية ولا ينبغي أن أضرب أولادي وأن أقوم بتربيتهم بكل حب وهدوء وعطائي يجب أن لا يكون له حدود.. واذا أخللت بشيء من هذه الصفات فأنا صورة سيئة للأم .
على أرض الواقع أغضبني ولدي وقمت بضربه مع أني أعرف أنه لا ينبغي أن ألجأ لمثل هذا التصرف وأنا مدركة لأضراره وأملك طرقاً بديلة لتقويم الخطأ الصادر منه .. ولكني الآن غضبت وضربته!
في هذه الحالة ما حصل حصل فلا بأس هونّي على نفسك وإرضي أنك نفس بشرية وأنك أخطأت ولست منزّهة عن الخطأ.. إعترفي مع نفسك بعصبيتك وأنك راضية عن نفسك حالياً لأنك من خلق الله ولكنك ستسعين لتكوني أقل عصبية.. وإن لم يكن هذا الحوار والتناغم الذاتي موجود لوجدنا هذه الام العصبية تكاد تفور وتغضب لأتفه الاسباب لأنه غضب داخلي من نفسها ولم تدركه وتقوم بتفريغه على أطفالها وتزداد الحالة سوءاً وتستمر المعاناة.
نأتي للتساؤل الثاني:كيف أرضى عن نفسي وأنا أملك صفات ليست جيدة ولها تأثير سلبي على كل الأصعدة ؟! وهل أكذب على نفسي وأحب ذاتي وأنا بهذه الصفات؟! وكيف أقوّم صفاتي تلك؟!
مجرد وعيك بصفاتك واعترافك فيها هي البداية.. أنت هنا تسلط الضوء على هويتك الخاصة..
اذ لكلٍ منّا هويته الخاصة والحقيقية والتي يخفيها عن الناس ويحتفظ بها في داخله ..
هذه الهوية هي التي نتكلم عنها هنا والتي تؤثر في طاقتك النفسية وتسحبها .
مثلاً هويتي العامة والتي كونها الناس عني بناءاً على ما أظهرته لهم أني سيدة هادئة.. لبقة .. حكيمة.. أحسن تربية أطفالي وأعاملهم بكل حب وهدوء وأتبع أساليب التربية الحديثة معهم , فأنا أمام الناس قدوة يحتذى بها.." أقوم بتربيتهم بأفضل طريقة إرضاءاً للناس!
وهويتي الحقيقة أني في كثير من الأحيان وبعيداً ن أعين الناس أكون أم عصبية أفقد أعصابي أثناء التدريس أو أثناء تقويم سلوك ما وألجأ للضرب أحياناً أخرى ..

هذه الهوية التي ينبغي عليّ أصلاحها.. وهذا الإصلاح لا يكون بالكذب بأن اقول انا ام هادئة لا أغضب على ابنائي .... الخ وإنما بالبدء تدريجياً بحل هذه المشكلة بالبحث عن أي موقف جيد قمت به مع اطفالي وتصرفت فيه بهدوء وقمت بحل المشاكل بدون اللجوء للغضب .. مهما كان هذا الموقف بسيط لا بد أن أقف عنده وأقدر ذاتي على حسن التصرف .. ولو خصصتِ  لنفسك خمس دقائق لتدوين موقف واحد يومي احسنتِ التصرف فيه بدون اللجوء للغضب, وفي نهاية كل شهر عودي لقراءة ما كتبتِ ستكتشفي قيمتك الحقيقية وستعلمي أن العالم محظوظ بوجود أم مثلك. ومع الوقت ستعززي هذه الفكرة المدعومة بمواقف كثيرة "كانت قد سقطت في يومياتك دون أن تلتفتي لها" وستتغير نظرتك لنفسك وتتصلح هويتك تدريجياً .
انتهيت الآن من القراءة فلعلك تأخذ خطوة حقيقية لتبدأ بتصحيح مسار علاقتك مع نفسك وتبدأ بحالة التناغم مع الذات لأنها حقاً أساس كل شيء..

إبدأ بالنية!
إنوي أن يهديك الله لطريق التشافي الداخلي والامتلاء الروحي وتلطّف مع نفسك وتدرّج معها حتى تتشافى روحك وتتبعها بالتالي كل علاقاتك بإذن الله.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    التناغم مع الذات

    مدة القراءة: 4 دقائق

    عندما تجد نفسك لا تملك أي رغبة أو طاقة للقيام بأي عمل أو إنهاء أي مهام, إعلم أن علاقتك مع نفسك غير جميلة.

    هذا الشعور الذي يجتاحنا جميعاً من فترة لأُخرى والذي ينفر منه أغلبنا هو فرصة جميلة لتعيد ترتيب أفكارك عن نفسك و ترفع نسبة رضاك عن ذاتك وبالتالي تعيش حالة تناغم مع الذات.

    باي نتورك

    أمّاً كنتِ أو موظفاً أو طالباً او أيّاً كان موقعك بالحياة ستمر بتلك المشاعر ويتملككَ الإحباط و الاكتئآب وترغب بالتخلي عن كل المسؤوليات المحيطة بك.

    تلك المشاعر تعني أن طاقتك النفسية منخفضة أو شبه معدومة..وكأي شيء في الكون الطاقة محتاجة لتغذية.. وهذه التغذية تكون عن طريق مصدرين رئيسيين:

    الأول مصدر خارجي مؤقت وهمي.. يأتي من رأي الناس بي ومن مكانتي بينهم ومن تقديرهم لي , وكلما كانت جيدة كان عندي حافز يدفعني للاستمرار. لابأس بهذا ولكنه مؤقت وغير مضمون فلا يمكن الاعتماد عليه.

    مثلاً: أنا أربي أولادي على الصفات الحميدة ليظهروا أمام الناس بأفضل صورة وأظهر أنا كأم ربّت ابناءها بأفضل طريقة وبالتالي أسمع الكثير من المدح عن تربيتي وعن أطفالي فأقوم بالمزيد لوجود الحافز المشجع على هذا, ولكن عند أول تصرف خاطئ من الأطفال أو أول نقد أو ذم بهم من المحيطين أشعر بالتوتر وأغضب منهم وأشعر بفشلي كأم , فهذا الحافز الخارجي كان مؤقتاً و وهمياً عند غيابه أو تغيره انعدمت طاقتي في تربية الأطفال .

    المصدر الثاني الثابت والدائم والحقيقي هو الداخلي.. يتحقق عندما ترضى عن نفسك, حيث يريد الله منك أن ترضى عن ذاتك.. فأنت من صنع الإله شكلاً ومضموناَ, فهو خلق و أوجد كل الصفات التي لا تعجبك سواءاً الغضب أو غيره , فإذا أنا رضيت عن نفسي سأرضى عن الإله وسأرضى عن خلق الله فيني في هذه الحظه وهذا بدوره سيجعلني بحالة متوازنه ومتناغمة ومشاعري إيجابية  لأطول فترة ممكنه.

    نأتي الى التساؤل الأول : لماذا أنا غير راضي عن نفسي؟!
    أنت لا تدرك هذه الحقيقة ,, كل ما تعرفه أنك تشعر بالاحباط والكآبه والضجر المستمر من مهامك ولا تملك رغبه في الاستمرار.
    هذا الشعور متوافق مع نسبة رضاك عن ذاتك , وسببه الحقيقي هو الصورة المثالية التي رسمتها لنفسك وتريد أن تصل إليها.. وعند التعب من الجهاد لتحسين هذه الصورة والوصول للمثالية المرسومة ستشعر بأن طاقتك اختفت وتقف في مننتصف الطريق مستسلماً لسارقي طاقتك من لومٍ وتأنيبٍ وعتابٍ واتهام.
    لنكمل مثال الأم .. الأم العصبية : الصورة المثالية المرسومة هي أني كأم لا ينبغي لي أن أكون عصبية ولا ينبغي أن أضرب أولادي وأن أقوم بتربيتهم بكل حب وهدوء وعطائي يجب أن لا يكون له حدود.. واذا أخللت بشيء من هذه الصفات فأنا صورة سيئة للأم .
    على أرض الواقع أغضبني ولدي وقمت بضربه مع أني أعرف أنه لا ينبغي أن ألجأ لمثل هذا التصرف وأنا مدركة لأضراره وأملك طرقاً بديلة لتقويم الخطأ الصادر منه .. ولكني الآن غضبت وضربته!
    في هذه الحالة ما حصل حصل فلا بأس هونّي على نفسك وإرضي أنك نفس بشرية وأنك أخطأت ولست منزّهة عن الخطأ.. إعترفي مع نفسك بعصبيتك وأنك راضية عن نفسك حالياً لأنك من خلق الله ولكنك ستسعين لتكوني أقل عصبية.. وإن لم يكن هذا الحوار والتناغم الذاتي موجود لوجدنا هذه الام العصبية تكاد تفور وتغضب لأتفه الاسباب لأنه غضب داخلي من نفسها ولم تدركه وتقوم بتفريغه على أطفالها وتزداد الحالة سوءاً وتستمر المعاناة.
    نأتي للتساؤل الثاني:كيف أرضى عن نفسي وأنا أملك صفات ليست جيدة ولها تأثير سلبي على كل الأصعدة ؟! وهل أكذب على نفسي وأحب ذاتي وأنا بهذه الصفات؟! وكيف أقوّم صفاتي تلك؟!
    مجرد وعيك بصفاتك واعترافك فيها هي البداية.. أنت هنا تسلط الضوء على هويتك الخاصة..
    اذ لكلٍ منّا هويته الخاصة والحقيقية والتي يخفيها عن الناس ويحتفظ بها في داخله ..
    هذه الهوية هي التي نتكلم عنها هنا والتي تؤثر في طاقتك النفسية وتسحبها .
    مثلاً هويتي العامة والتي كونها الناس عني بناءاً على ما أظهرته لهم أني سيدة هادئة.. لبقة .. حكيمة.. أحسن تربية أطفالي وأعاملهم بكل حب وهدوء وأتبع أساليب التربية الحديثة معهم , فأنا أمام الناس قدوة يحتذى بها.." أقوم بتربيتهم بأفضل طريقة إرضاءاً للناس!
    وهويتي الحقيقة أني في كثير من الأحيان وبعيداً ن أعين الناس أكون أم عصبية أفقد أعصابي أثناء التدريس أو أثناء تقويم سلوك ما وألجأ للضرب أحياناً أخرى ..

    هذه الهوية التي ينبغي عليّ أصلاحها.. وهذا الإصلاح لا يكون بالكذب بأن اقول انا ام هادئة لا أغضب على ابنائي .... الخ وإنما بالبدء تدريجياً بحل هذه المشكلة بالبحث عن أي موقف جيد قمت به مع اطفالي وتصرفت فيه بهدوء وقمت بحل المشاكل بدون اللجوء للغضب .. مهما كان هذا الموقف بسيط لا بد أن أقف عنده وأقدر ذاتي على حسن التصرف .. ولو خصصتِ  لنفسك خمس دقائق لتدوين موقف واحد يومي احسنتِ التصرف فيه بدون اللجوء للغضب, وفي نهاية كل شهر عودي لقراءة ما كتبتِ ستكتشفي قيمتك الحقيقية وستعلمي أن العالم محظوظ بوجود أم مثلك. ومع الوقت ستعززي هذه الفكرة المدعومة بمواقف كثيرة "كانت قد سقطت في يومياتك دون أن تلتفتي لها" وستتغير نظرتك لنفسك وتتصلح هويتك تدريجياً .
    انتهيت الآن من القراءة فلعلك تأخذ خطوة حقيقية لتبدأ بتصحيح مسار علاقتك مع نفسك وتبدأ بحالة التناغم مع الذات لأنها حقاً أساس كل شيء..

    إبدأ بالنية!
    إنوي أن يهديك الله لطريق التشافي الداخلي والامتلاء الروحي وتلطّف مع نفسك وتدرّج معها حتى تتشافى روحك وتتبعها بالتالي كل علاقاتك بإذن الله.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين