الفرق بين الجد واللعب هو الإيمان. الإنسان الجاد يؤمن بما يقوله تماما إلى درجة أنه يتخذ خطوات عملية واضحة تجعله يحقق أهدافه ويصل إلى مراده في حين يخفق الآخرون. الإنسان الجاد في حياته يأخذ الأمور بجدية، أي أنه يؤمن بما يقوم به ويبني عليه قرارات مصيرية لكن هذا لا يعني أنه لا يضحك أو لا يمرح أو لا يستهبل قليلا. هذا لا علاقة له بالجدية وإنما بالمزاج. قد يكون مزاجك مرحا جدا لكنك إنسان جاد وقد يكون العكس أيضا، فليس كل عابس جاد في حياته. هو يعاني من الضجر ربما أو أن شخصيته لا تسمح له بالمرح والإنطلاق.
إذا ما هو الإيمان؟
الإيمان هو اليقين الراسخ الذي يسمح لنا بإتخاذ قرارات في اللحظة أو في المستقبل بدون وجود دليل ملموس أنها ستؤدي الغرض المنشود. فالذي يدفعنا لإتخاذ تلك القرارات هو إعتقادنا الثابت أنها ستعمل كما نتوقع.
بعض الأمثلة التوضيحية
١- عندما يؤمن شخص أن الهواء البارد لا يسبب المرض، فعليه أن لا يخشى الهواء البارد من المكيف مثلا
٢- شخص يؤمن أن رزقه في التجارة، إذا عليه أن يدخل المجال ولا يخاف حتى وإن كانت هناك صعوبات في البداية. يجب أن يكون مؤمنا إلى درجة أنه يقدم إستقالته من وظيفته الحالية
٣- شخص يؤمن أنه محظوظ، إذا لا مشكلة في أن ينفق على شراء تذاكر اليانصيب
الجدية هي النتاج الطبيعي للإيمان ولذلك نحتاج أن نؤمن بما نتفوه به من كلمات وإلا إنتقلنا من الجد إلى اللعب. اللعب هو أن تقول كلمات أنت لا تؤمن بها. تتحول حياتك إلى مجرد أماني. وهذا حال معظم البشر، هم فقط يتمنون ويتحدثون بأمانيهم لكنهم لا يؤمنون بتحققها وهذا ما يجعل الآخرين يصنفونهم ضمن اللاعبين لا الجادين.
كن جاداً في حياتك، مؤمنا بكلماتك، تكسب نفسك وتكسب إحترام الجادين.