توقف المصعد فجأة.. بدا الأشخاص الأربع بطلب المساعدة والطرق والضغط على زر الإنذار ولكن لا احد يستجيب
مرت عدة دقائق ثم تحرك المصعد..خرج الجميع وهم يتنفسون بصعوبة..احدى السيدات ظلت تبكي والأخرى تردد :- لقد كنت أتخيل انها نهاية حياتي..كنت اتوقع الموت.
التوقع هو فكرة مستقبلية تدور في عقل الإنسان تلخص محور تفكيره او تركيزه ونظرته للعالم الخارجي.
إذا سألت أحدهم..ماذا تتوقع السنة القادمة؟
يجيبك ..في ظل الظروف الاقتصادية لا اتوقع خيراً ابدا..لا شيء يبشر بالخير
بعض الاشخاص تتنبأ وتتوقع أسوء سيناريو لما يمكن ان يحدث لها او لسواها..تجد أحدهم ينسج قصة او يتخيل ما سيحدث في مستقبله القريب او البعيد من وحي خياله اوبنات أفكاره ومن شدة خوفه وخشيته ربما يكبر الأشياء ويضخمها .. يجهز نفسه لإستقبال الحدث السيء قبل تجسده امامه ..هو لا يجرؤ على توقع الحدث او الخبر الإيجابي حتى لا يشعر بخيبة الامل او الإحباط ولا يمكنه تخيل انه سيجد أمامه حدث مغاير لتوقعاته ...
نفترض أن احد المؤسسات تعرضت للإفلاس بشكل مفاجىء..اغلب الموظفين يتوقعون سيناريو سيء جدا عن وضعهم الوظيفي وهو انه سيتم التخلي عنهم وسيصبحون عاطلين عن العمل
يمكن القول أن ذلك هو نمط وأسلوب تفكير لذوي التوجه والرؤية السلبي بسبب ما تعرضوا له من أحداث سيئة متكررة..على العكس من ذلك ..سجلت الأبحاث في علم النفس الإيجابي ..أن الاشخاص الناجحين ذوي الإنجازات الكبيرة تلازمهم عادة التوقع الإيجابي طوال حياتهم..هم عادة لا يضعون توقعاً البتة وفي حال فعلواذلك يتوقعون شيئا حسنا ورائعا سيحدث معهم ..السؤال المثير هنا ..كيف يتصرفون اذا توقعوا حدث إيجابي وحصل معهم حدث مغاير لما توقعوه ؟. المدهش انهم رغم ذلك يستمرون فى انتظار الحدث الايجابي الذي سينجم من وراء الحدث السلبي ولا يملون الانتظار ولا يشعرون بالقلق والتوتر الا لفترة محدودة... على سبيل المثال ..اذا توقع أحدهم ترقية ما في وظيفته ولكن ما حدث كان مخالف لما توقع وتم الاستغناء عن خدماته ..المتعارف عليه انه سيصاب بالإحباط والكآبة ولن يتوقع اي شيء إيجابي سيحدث بعد ذلك ولكن الناجحون عندما يحدث معهم ذلك تجدهم لا يشعرون بالإحباط لفترات طويلة بل يتجاوزون الألم بسرعة ليعودو الى توقعهم الإيجابي منتظرين حصولهم على ترقية ولكن في مكان اخر او بشكل اخر املاً في وضع أفضل...القناعة الراسخة لديهم ان الحياة رحيمة بهم ولا تريد بهم سوءاً ولا تكيد لهم وليست على الدوام متربصة بهم ..انهم يرونها كالطريق المليئة بالحفر والمطبات ولكنها فالنهاية ستصل بهم إلى الوجهة الآمنة والمبتغاة.
عزيزي القاريء لا تتوقف عن توقع الخير في كل مناحي حياتك وانظر إلى ما تظنه شراً ان خيراً يكمن وراءه ربما لا يلوح لك فى بداية الامر ولكنه يظهر جلياً لك اذا كنت حسن الظن والتوقع ..انتظر دائما الخير ولا تخشى مما هو آت حتى ولو أظهرت لك الحياة وجهها العابس في اي منعطف تقودك إليه..
أيقن أنها ستبتسم لك في نهاية الامر وتحنو عليك وتمد لك يد العطف ..إبحث عن الخير الذي تخفيه عنك في بعض الأزمات ولا تجزع مما تحسبه سوءً..توقعك للخير دوماً وإنتظارك له يخرجك من دائرة الشر التي تحاول أن تنصب لك الفخ للوقوع بها..تجاوز هذه الدائرة يشعرك بالراحة والطمأنينة في كل مناحي حياتك ..