لو نظرت حولك فستجد بأن كل شيء يحكمه قانون. قانون للكهرباء وقانون للجاذبية وقانون لإشتعال الحرائق وقانون لإطفائها. قوانين حازمة تحكم حياة الحيوانات في الغابة وقانون للحيوانات في المزرعة. الدول لا تتقدم إلا بتقدم قوانينها. كل ما حولك وكل ما يحيط بك يتحرك ضمن قانون واضح.
النباتات تنمو ضمن قانون صارم وكل نبتة لا تعيش فقط لأنك تسقيها بالماء وإنما لأن هناك قانون للنمو هي تتبعه ولا تحيد عنه أبدا. البشر على الجانب الآخر وضعوا قوانين لتعاملاتهم فيما بينهم. بعض قوانينهم متخلفة وحمقاء وغير منطقية وهذا نجده بكل وضوح في الدول المتخلفة. فتخلفها نابع من قوانينها التي تحكم علاقة أفرادها فيما بينهم. تلك القوانين قد تستبيح حقوق إنسان فقط لأنه تربطه علاقة أخوة مع إنسان آخر. أي أن بعض البشر يفقدون حقوقهم بسبب علاقاتهم أو بالأحرى بسبب القانون الذي وضعوه لأنفسهم من أجل تنظيم علاقاتهم.
قوانين فاشلة تحكم علاقة الوالدين بأولادهم وقوانين فاشلة تحكم علاقة الأخوة بعضهم بعضا، وقوانين فاشلة تحكم علاقة الأصدقاء حتى يمتد هذا إلى علاقات العمل والتعامل اليومي مع الناس كافة. تستباح حريتك وتفقد حقوقك لأنك تتبع قانون فاشل وإلا فلا سبب لذلك.
قانونك الشخصي
أكثر الناس لا يملكون قانون شخصي أو لا يعلمون أنه من حقهم إعلان قانون شخصي خاص بهم. هؤلاء مساكين كالريشة في مهب الريح
عليك أن تملك قانون شخصي تطبقه بحذافيره مع الجميع بلا إستثناء. هذا القانون يعمل مع الجميع بغض النظر عن درجة قربهم أو بعدهم عنك. يمكنك تحديد قيمة معينة كـ « الإحترام » مثلا، وتحدد ملامح هذا القانون وأهميته ومدى إلتزامك به وما هي الإجراءآت التي ستتخذها للمحافظة عليه.
عندما يحاول أحدهم التعامل معك بعدم إحترام فإنك حينها قد تقرر أن لا تتعامل معه، لكن الذي سيخونك ويجعلك تتنازل عن قانونك هو علاقتك بالطرف الآخر كأن يكون أخ أو أخت. هنا أنت بكل بساطة تخترق قانونك الشخصي وتكسر القانون الذي كان من المفروض أنه يؤدي إلى حصولك على الإحترام. هذا بدوره يجعلك تبدو ضعيفا ويستباح حماك من قبل أخوك أو أختك. أنت إنسان بلا قانون، هذة هي المشكلة. قوانينك هزيلة.
يجب أن تحمي قوانينك كلها وتدافع عنها وأن تتأكد أنها ذات سيادة دون أن تشعر بتأنيب الضمير. فكثير من الناس الذين يطبقون قوانينهم الشخصية يعانون من هذة المشكلة. يتخذون الإجراء الصحيح لكنهم ينغمسون في تأنيب الضمير ولوم الذات. هذا غير جيد وهو مرهق. عندما تنفذ قوانينك يجب أن لا تعتريك أي مشاعر سلبية وإلا ما الفائدة من تلك القوانين؟
إذا أردت أن يحترمك الناس وأن تتقدم في حياتك فعليك أن تجعل لنفسك قوانين تقوم بتطبيقها على الجميع. ليس هناك واسطة أو محسوبية أو محاباة للأهل والمقربين. ما هو خبيث على المستوى العام هو خبيث على المستوى الخاص. تزعجك الواسطة والمحاباة لكنك تمارسها في حياتك اليومية وتعتقد بأنها أمر هين.
إرفع رأسك، طبق قوانينك.