يتعامل الآباء والأمهات مع أولادهم أحيانا بما لا يكفي من الإحترام. الطفل رغم صغر سنه وقلة خبرته وبراءة تفكيره إلا أنه يتأثر تأثرا شديدا بإسلوب المعاملة الذي يقلل من إحترامه لنفسه. قد تراه طفل لكنه عند نفسه إنسان كامل، وربما لا يستطيع التعبير بشكل واضح عن إنزعاجه من تعاملك الرديىء معه إلا أنه يختزن كل شيء في نفسه.
أنا لا أتحدث عن الضرب المبرح فقط أو توجيه الإهانات المباشرة فهذا غير مقبول ولكن أتحدث عن التلاعب بأعصاب الطفل وإستغفاله وعدم التعامل معه بإحترام كما لو كان شخصا بالغا راشدا. لا تسفه كلامه ولا تهزأ به أمام الآخرين أو حتى أمام بقية إخوته، لأن هذا يحطم شخصيته أو يسبب لها التشوهات النفسية. هذا الطفل سيكبر يوما وسترى أثر تعاملك معه في شخصيته وفي قراراته ونسبة نجاحه في الحياة.
في كثير من الأحيان ننسى أن الطفل آلة تسجيل جبارة، قادرة على تسجيل كل شيء إلى أدق المشاعر التي تصله من البالغين، وهذا يجعله هشا أمام الأفكار السيئة التي ينتجها الكبار نحوه. إحترمه وهو طفل وإحترمه عندما يكبر أيضا. إحترم رأيه مهما كان غريبا أو طفوليا لأن هذا سيعوده على إبداء رأيه ويبني شخصيته ويجعله قادرا على التعبير عما يريده بشكل أوضح.
دورك هو صناعة شخصية متوازنة تستطيع شق طريقها في الحياة بسهول، لا أن تجعلها شخصية خانعة لك، مطيعة لأوامرك وكأنك إله. أنت مسؤل عنه من هذة الناحية. ربما لا تملك المال أو لا تملك أن تعطيه رفاهية الدنيا التي يوفرها الآباء الآخرين ولكن بكل تأكيد أنت تملك أن تعامل طفلك بإحترام. هذة ستكون أكبر خدمه تقدمها له وللبشرية.