منذ أن ترعرت و جئت للحياة وجدت نفسي في وسط مفبرك من والدين مطلقين مريضين نفسانين ممكن أوصفهم بالجبارين المتمردين . ممكن تعترض عليا عزيزي القارئ على هذا الوصف و لكن منذ أن بدأت أقرأ و دخلت في الوعي أدركت أن الوالدين هم إنسان عاديين مثلنا ولهم أمراض كثيرة و يمكنني أن أتحدث بكل حرية و أكشف عنهم الغطاء ، في يوم من الأيام وجدت نفسي أعيش مع أب ظال و مع عائلته المفبركة، حياة تفقد استقرار تفقد معنى الحب و السلام تفقد كل ما هو جميل . إذن هنا علينا أن لا نسميها حياة فهنا الجحيم ، كنت أشعر بدوامة من حولي و أسأل نفسي : أين أنا ؟ أين أمي ؟ و هل هذا فعلا أبي ؟ و هل هذه هي الحياة الحقيقية ؟ دائما تراودني هذه الأفكار و كنت صغيرة و لن أجد لها جواب ... كنت دائما أشعر أن هناك شيء جميل و الحياة رائعة و سهلة و حلوة ، و لكن من يدري هذا غيري ،لأنهم سوف ينعتوني بأني طفلة صغيرة لا أفهم شيء ،و لأن أبي كان يتلذذ بالمعانات و يحب شفقة الآخرين فكت أسأل نفسي لماذا ؟ فمرت عليا أيام طفولتي هكذا تتمحور حول هذه الأسئلة فكنت أشعر أني تائهة فما من أحد يحتويني .... كبرت و بدأت أواجه مشاكل أبي و أمي النفسية لوحدي ، تارة أبي يطعنني من ظهري تارة أمي تطعنني من ظهري و في وجهي بدون سبب ، كنت متشبتتا بالأمل و أن الله لن يدعني ، ففعلا أدركت أنه ربي يسمعني و يححقق لنا كل ما نطلب ، حتى كبرت و بدأت أبحث في وعي و مواضيع تطوير الذات و بدأت أكتشف حقائق مذهلة فورا عند قرائتي لها أطبقها لأني أجدها تمس ما بداخلي الذي أصعب أن أوصفه و أدركت حقيقة الأمر كله و الآن اأتمتع بحرية و سلام مع نفسي و من حولي ، من يستحق الحب أعطيه إياه و من لا يستحق الحب أرميه و أتخلص منه فلا فائدة به عندي ، فلا زلت أطمح كل اليوم أوعي نفسي و أطورها خطوة خطوة و أكتشف حقائقها بنفسي و استمتع بها .