الأفكار والمعتقدات موجودة في كل مكان وزمان، وكل إنسان عليه أن يختار ما يناسبه منها وما يؤدي إلى سعادته. كثير من الناس يشتكون من قبضة المجتمع أو بالأحرى من القيود الدينية التي فرضها عليهم المجتمع. هذة الفكرة خاطئة تماما، فالمجتمع لا يفرض عليك شيء وإنما تفرضه أنت على نفسك. أنت تقول بأن المجتمع يحدد لك كيف تعيش حياتك وكيف تفكر وماذا تعتقد. إذًا أنت وحدك من يحدد ما يأخذ وما يترك.
لنأخذ على سبيل المثال المتذمرين من الإسلام وأنه يقيد حريتهم. هذا هراء كبير يؤمن به الناس. خذ من الإسلام ما يناسبك وأترك مهاترات الآخرين. لماذا لا تستطيع أن تكون مسلما حليما؟ لم يمنعك أحد من السماحة. لماذا تريد تكفير الناس؟ يمكنك أن تكون مسلما وفي نفس الوقت تملك مساحة في روحك تسمح بتقبل الآخرين. لماذا تشعر بالذنب عندما يخوفونك بالآيات والأحاديث التي يتم تفسيرها بالخطأ أو فيها تأويل غير صحيح؟ لك عقلك ويمكنك أن تفهمها بطريقتك وحينها لن يزعجك من يعتقد أنك مذنب.
هو يعتقد بأنك مخطىء، هذا إعتقاده هو، فما الذي يجعلك تشعر بالذنب؟ لو كنت واثقا من نفسك ومما توصلت إليه من فهم، لن يضرك لو إجتمع أهل الأرض جميعا ضدك. مثلا أنا لا أؤمن بحجاب المرأة وأعتقد أن هناك سوء تفسير وعليه لا أكترث لمن سيكفرني سواء كان شخص بسيط أو رجل دين. آرائهم لا قيمة لها أمام رأيي أنا لأنني بنيت إعتقادي بعد بحث وتحري ويقين تام لذلك لا يستطيع من كان أن يزعزع إعتقادي. أنا فقط أستطيع تعديل إعتقادي وبمزاجي وبإختياري الحر الخالي من تدخلات الآخرين. ( لاحظ أنني لا أناقش الحجاب، هذا فقط مثال أضربه لك - تستطيع مناقشة هذا الأمر مع علمائك الذين تعبدهم )
دائما إصنع نسختك من الأفكار والمعتقدات ولا عليك مما يعتقده الآخرون. هم يستطيعون أن يكونون مسلمين متخلفين أو رائعين أو منافقين أو ضعفاء أو متهورين أو أي شيء آخر. أنت فقط إهتم بمعتقداتك وإصنع النسخة التي ترضاها لنفسك. طبعا ستقول ولكنهم لا يتركوني وشأني. دعني أصحح لك عقلك. أنت لا تتركهم وشأنهم، أنت تريدهم أن يتفقون معك، تريد إقناعهم بنسختك ولذلك لا يتفقون معك.
تذكر بأن الإيمان شيء خاص بينك أنت وربك ولا أحد يعلم حقيقته إلا أنت، فلماذا تقحم الآخرين في شأنك الخاص؟ عاملهم بالحسنى وإحتفظ بمعتقداتك لنفسك فأنت لست مضطرا أن تكون كالآخرين وتتبع حماقاتهم.