عندما تكذب أعرفك، أستطيع أن أرى ذلك بوضوح وأي إنسان يراك سيعرف بأنك تكذب. هل تعرف ما هي أكبر كذبة تكذبها في حياتك؟
أقول لك؟ كذبتك يا عزيزي هي ( الله أكبر )
تقول الله أكبر لكن هناك أشياء في أعماق قلبك أكبر من الله بكثير، في الحقيقة أنت تكذب عندما تدعي بأنك مسلم، مسلم لمن؟ قل لي بالله عليك أسلمت لمن إن كان الله ليس أكبر بالنسبة لك. حتى إلهك الذي تؤمن به لم تقدره حق قدره فلماذا تصدع رؤوس الناس بتكبيراتك الممجوجة؟
هيا نرى من أكبر بالنسبة لك.
الله أكبر أم قبيلتك؟ أعطيك الجواب مقدما، قبيلتك. من المفروض أن تقول قبيلتي أكبر لأنها فعلا أكبر من الله في نفسك. في المرة القادمة وأنت في المسجد عندما يقول الإمام ( الله أكبر ) لا تردد خلفه كالببغاء وقل ( قبيلتي أكبر ) قل أيضا وجهت وجهي لقبيلتي التي فطرت السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المسلمين.
قبيلتك ( التي لم تقدم للعالم أي شيء ) تقول لك بأنك متميز إلى درجة أنك لا تؤمن بهذة الآية. ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وإنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
أعراف قبيلتك تقول لك لا تعارف بين الشعوب والقبائل، وتقول لك بأن إبنتك هي عبدة عندك والدليل أنك ترفض تزوجها ممن تحب هي، تريدها أن تتزوج من نفس القبيلة أو حتى أسوأ من نفس العائلة.
من أكبر الآن؟ الله أم قبيلتك؟ هل رأيت كيف أن قبيلتك وأعرافها وقيمها لها نصيب الأسد في قلبك؟
هل تعلم عزيزي الأب ما الذي تفعله؟ لا تعلم بكل تأكيد لأن قلبك معلق بقبيلتك، هي مصدر إلهامك، تخاف منها، تخاف من سطوتها ومن جبروتها، تخاف من كلام أفرادها، يرعبك صوتهم، لا تستطيع التفكير خارج حدودها، ربما لأنك تعتقد بأن الله غير موجود خارج حدود القبيلة أو على الأقل وجودة ليس بتلك القوة.
دعني أشرح لك بوضوح أكثر. أنت تتصرف وكأن إبنتك هي عنز في حضيرتك تأتي لها بتيس ينكحها، إبنتك وعنزتك متساويتان لأنهما تتلقيان نفس المعاملة. هل تصدق لم أدري بأنك تحترم حقوق الحيوان إلى هذة الدرجة حتى إنك ساويت ما بين الماعز و بناتك. لله درك من رجل.
أوووووووه أيها الذكي، أنا نسيت بأنك من مجتمع له خصوصيته، في الحقيقة أن خصوصيته قد تفوقت على دينه، تخيل بأن الله قد أنزل دينا لكل البشر ونسي قبيلتكم لهذا لا تنطبق عليكم أحكامه ولا نصوص آياته. قبيلتكم أكبر.
متى ستفهمها أيها المؤمن بقبيلته؟ عندما تهرب بنتك؟ لا طبعا لن تهرب لأنك متأكد بأنها تعيش في رعب منك ومن ربك الأكبر قبيلتك. ماذا عن إبنك؟ هو الآخر مضطهد. هل ترى ذلك الذي ينادونك بإسمه يا أبو فلان؟ هههههههه فلان للأسف بلا شخصية، يخاف من ربه الأكبر مثلك. يحب بنت الجيران لكنه لا يستطيع أن يصرح، كيف يحبها ويريد الزواج منها؟ عيب وعار عظيم. يجب أن يكرهها، يجب أن يحتقرها.
أحدهم يقول ( لو أقول لأبوي إني أحب فلانة ينجلط ) بكل تأكيد لأنه سيكون قد عصى ربه وخرج من عبادة قبيلته وعاداتها وخرافاتها.
هيا أيها المؤمن، إعبد قبيلتك كأنك تراها فإن لم تكن تراها فهي تراك.
طفح الكيل، كل يوم تأتيني واحدة تقول إنصحني وش آسوي، أبوي رافض يزوجني بإللي أحبه ويبغاني أتزوج قريبي أو رجل آخر. يبكون وتتقطع قلوبهم وفي النهاية يرضخون للأمر الواقع.
ثم تستغربون لماذا تتزايد حالات الطلاق، لماذا تنتشر التعاسة في البيوت. لا أولادكم ولا بناتكم لهم كلمة في أجمل علاقة من الممكن أن تسعدهم. إن لم يكونوا أحرار في إختيار من سيقضون معه بقية أعمارهم فما الفائدة من الحياة؟
ما قيمة الأشياء الأخرى؟
آاااااه نسيت، سيموتون من الحسرة ويدخلون الجنة، هذا وعد القبيلة الحق.