عندما جعل الله للبشر ( كائن حي أو حيوان ) عقلا إنما هو جهزه بما يحتاجه ليصبح إنساناً فيستأنس نفسه بنفسه.
لذلك البشر هو الكائن الوحيد الذي يستطيع إستئناس نفسه بإستخدام العقل أما باقي الحيوانات فلا تستطيع فهي تتطور عبر ملايين السنين لكن الإنسان ليس بحاجة للإنتظار كل تلك المدة.
رحلة الإنسان في هذة الحياة جوهرها العقل وبالعقل يتطور وبه يصعد أو يهبط. الحرب الحقيقية التي يخوضها الإنسان هي حرب العقل من أجل الوصول إلى أعلى درجات الإنسانية حتى يأتي يوم لا يكون فيه للجسد قيمة ويبقى العقل الآمر الناهي والمتحكم في كل شيء. ( عالم الجنة )
جنتنا نصنعها هنا على الأرض بما وهبنا الله من عقل وإدراك ومن غلب طبعه على عقله فهو في السعير دنيا وآخرة، فإن كانت في الآخرة جنة فإنها ستكون إختصارا للوقت ليس أكثر. كل من يحاول خلق الجنة على الأرض ولا يصل فإن له وسيلة مساعدة وهي أن يكرمه الله بتخليصه من جسده ليواصل المشوار العقلي نحو الجنة المنشودة.
إستهلك البشر أوقاتهم وعقولهم في محاولات بائسة للسيطرة على بعضهم بعضا بينما حكمة العقل هي ليقاتلوا أنفسهم فيتخلصون من نوازع النفس من غضب وحقد وغل وحسد وكبرياء ونزعة نحو الإنتقام.
حربك المقدسة أيها البشر هي حرب الوصول إلى الإنسانية فإن أنت أخفقت في فهم هذة الفكرة فلا خير في كل الحروب التي تخوضها أو خضتها في الماضي أو ستخوضها في المستقبل.
بكل بساطة أنت لم تستخدم عقلك لتستأنس نفسك وإنما إتبعت غرائزها الحيوانية في السيطرة على الآخرين.
إستأنس نفسك تصبح إنسان